Home»International»من المؤشرات الدالة على الوعي المغلوط التباكي على الأنظمة الفاسدة المنهارة

من المؤشرات الدالة على الوعي المغلوط التباكي على الأنظمة الفاسدة المنهارة

0
Shares
PinterestGoogle+

إذا كانت  كل أمم الأرض  تعرف الفساد والظلم عندما  يحلان بها  ،وتجمع على إدانته ، فإن في أمة  العرب  من لهم موقف غريب من الفساد والظلم  يعرفونه جيدا ولكنهم عندما يحين موعد زوال الفساد والظلم يتباكون عليه . لا أحد من هؤلاء ـ وما أظنهم إلا من المرتزقة المستفيدين من نوال الأنظمة الفاسدة المستبدة ـ تحرك ضميره يوما لإدانة ظلم هذه الأنظمة ،واستبدادها ضد شعوبها ولعقود من السنين . واليوم يتباكون على هذه الأنظمة ،وكأنها كانت تملأ الأرض عدلا. ماذا قدم نظام العقيد الجرذ الفار المتنطع الذي كان يضحك الأمم على الأمة العربية بتصرفاته الصبيانية المراهقة السفيهة ، وهو يبذر أموال الأمة  في بلاد الغرب ، وفي بلاد الأعداء ، ويصرفها على  تنظيمات  مافيا الإجرام حيثما وجدت ، ويسلح القبائل الإفريقية لتتناحر مع بعضها البعض ؟ وفي المقابل  قضى عقود من السنين يشبع شبقه الجنسي مع حارسات الأمن والممرضات ،هو وأنجاله الذين ورثوا منه الشبق الجنسي ، ويبذر من أجل ذلك ثروات الأمة .وما أكثر المخازي التي تروى عنه بعد أن فر فرار الجرذ المنتن ، وبعدما ارتكب الجرائم المروعة ، وقبر الآلاف في المقابر الجماعية التي ما عهدناها إلا عند مجرمي الحرب الصرب في البوسنة والهرسك. فهذا الجرثومة الخبيثة التي أهلكت الحرث والنسل تتباكى عليه اليوم الجراثيم الخبيثة مثله لأنها كانت تستفيد من مال الشعب الليبي المغصوب. فما هذا النفاق من شرذمة المنافقين  الذين يطلقون اليوم  ألسنتهم بالسوء ضد الشعب الليبي الذي ثار لكرامته؟  فأول   تجني على الشعب الليبي  من طرف هذه الجراثيم الخبيثة هو المحاولة اليائسة لاختزال ثورته في  مجرد تنظيمات  إجرامية مرة تنسب لتنظيم القاعدة مجاراة لشكوك الغرب المتربص وادعاءاته الباطلة  ، ومرة تنسب لتنظيم الإخوان المسلمين التي تجرم لمجرد حملها هذا الاسم عند المنافقين  . ويتهم الشعب الليبي الثائر بأنه مجرد عصابات متدينة استقدمت حلف الناتو إلى ليبيا ، وكأن الشعب الليبي كان يعيش في بحبوحة العيش ، فضاق من هذه البحبوحة ، ففكر في اللجوء إلى الناتو لينغص حياته الكريمة  .

إنه المنطق المتهافت والمكلس للذين يتباكون على أعفن نظام عربي . ويقفز هؤلاء المنافقون على ما قام به الجرذ الفار من قصف بالطيران والأسلحة الثقيلة ضد شعب أعزل خرج إلى الشوارع كما خرجت كل الشعوب العربية المستبشرة بالربيع العربي والذي بدأ في تونس وانتقل إلى مصر ثم إلى باقي الدول العربية بدون استثناء. سكت المنافقون عن جرائم الجرذ الفار وهي جرائم تحاكي جرائم شارون ونتنياهو وغيرهما من  مجرمي الحرب الصهاينة . لم تكن لهؤلاء المنافقين أخلاق ولا قيم عندما كان الجرذ الفار يعيث في ليبيا عمر المختار الفساد ويذبح أبناءها الأحرار ، ويحيط نفسه بكل  عصابة إجرام ، وبكل مجرم فار من العدالة في كل دول العالم  العالم  . ولم تتحرك ضمائر هؤلاء المنافقين لتبذير الجرذ للأموال الطائلة مقابل تفجير الطائرات  المدنية  ، والكيان الصهيوني على مرمى حجر منه . ولم يلتفتوا إلى تسليمه ما بحوزته  من سقط السلاح للناتو يوم غزو العراق  وبشكل مهين . واليوم يتباكون عليه وكأنه حرر فلسطين أو أعاد الفردوس المفقود مع أنه حتى الزبالة تعافه . وعلى غرار التباكي على الجرذ المنتن الفار يتباكى المنافقون على رأس النظام النصيري الدموي الذي ورث الدموية عن  والده الهالك ، ويحاولون تصوير هذا الجرثومة الخبيثة بأنه يمثل الكرامة العربية . وأية كرامة  أولا لجرثومة  ذليلة يحتل العدو أرضه لعقود من السنين ،ولا يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة من أجل استرجاع ما ضاع . ويضطر الموطنون السوريون المحتجزون في   سجن هضبة الجولان إلى استعمال مكبرات الصوت يوميا للتواصل مع أهاليهم  القابعين في سجن  سوريا الأكبر، والذي لا يقل جحيما عن سجن الجولان .

ويتناسى المنافقون ـ وما أظنهم إلا المرتزقة الذين يستفيدون من المال السوري الحرام ـ جرائم هذا النظام الذي صارت حكاياته عبارة عن نكت تروى حتى أن المخابرات تسكن فناجين القهوة التي يحتسيها المواطنون  كما صورها شاعر الشام ، وحتى بلغ الأمر حد فرض على كل أسرة سورية أن يكون فيها مخبر يتجسس على أقاربه ، والويل له ولقرابته إن لم يسبحوا بحمد الجرثومة الخبيثة المشغولة بالفساد والانحلال   مع عشيرة السوء  صباح مساء . ويتباكى المنافقون على نظام تعلم من شارون وأمثاله قصف المدنيين بالأسلحة الثقيلة ، وهو مجرد نعامة أمام جيش العدو الصهيوني ، والذي لا يجرؤ على مجرد رفع رأسه أمامه .  ولقد أحاط الجرثومة المنتنة نفسه بجيشه العشائري  حيث يتحصن في جحوره المنتنة  خوفا من غضب الأبطال الذين  ملوا إجرامه وخرجوا عن جيش المذلة  العاجزأمام الصهاينة ، وهو يصول ويجول ضد شعبه الأعزل دون خجل . ويحاول المنافقون اختزال ثورة الشعب  السوري في عصابات إجرامية  ترويجا لأكاذيب النظام الفاسد المفسد . فيا للأسف  من بقاء فلول النفاق  بين أبناء الأمة العربية بعدما أنعم الله عليها بربيع بعد خريف طويل مقيت . فعوض أن يقف هؤلاء مع ثورات الشعوب ،فإنهم فضلوا الوقوف مع الأنظمة المستبدة المنهارة من أجل تمديد عمرها والاستفادة  من ريعها المنتن . ولهؤلاء الذين يحاولون تشويه الثورات العربية واتهامها بأنها استقدمت الناتو إلى بلادها، نقول إن الذي مهد  الطريق إلى الناتو هو الأنظمة العربية الفاسدة ، وليست الثورات عليها .

والناتو لن يستطيع لا هو ولا غيره البقاء في الأرض العربية بعد سقوط الأنظمة الفاسدة التي كان الناتو يتعامل معها ، ويسكت عن جرائمها . والأمة العربية أوعى من  أن يضللها الناتو أو غيره. فما فعلته الثورات العربية بالأنظمة الفاسدة ستفعله بالناتو وغيره إذا ما سولت له نفسه أن  يحاول الالتفاف عليها . وأخيرا أقول للمنافقين الذين يتباكون على الأنظمة الفاسدة المنهارة غدا سنجدكم أول من يقدم التهنئة للشعوب العربية المتحررة من الفساد والمفسدين لأن عقيدتكم  النفاق ، وغدا ستقفون مع الناتو إذا ما حاول الاستبداد ، وثارت ضده الشعوب العربية  ،لأنكم أهل فساد ، وطابور خامس حقيقي يستعمل  عمدا لتأخير الثورات العربية  المباركة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *