Home»National»الشفار والإصلاح

الشفار والإصلاح

0
Shares
PinterestGoogle+

اثرت استعمال مصطلح الشفاربدل السارق أو  اللص نطرا  لقوة الحمولة  الدلالية لهذا المصطلح في  الإستعمال  الدارج المغربي.الشفار  الذي  أنا  بصدد الحديث  عنه يمتهن مهنة  تدر  عليه رزقا ،بل هي  أشرف  وأنبل المهن ألا وهي  مهنة المربي ،والمربي  أطلقه  تجاوزا على كل  من يشتغل  في  هذا  القطاع من  القمة حتى  القاعدة.أسئلة  عدة تتناسل في  الذهن دون أن تكون  الأجوبة كافية شافية محيطة  بكل جوانب  الموضوع. أية  علاقة بين  الشفار والإصلاح؟هل   يمكن الحديث عن  إصلاح بوجود وحضور الشفار؟ألسنا ظالمين لحظرة الشفار حينما نجرمه ونجرده من وطنيته ونتنكر لكل مجهوهادته  في  سبيل  إنجاح  الإصلاح؟أيعقل أن يكون المربي  شفارا؟
وإن  اختلفت  الوسائل  والطرق   و التباين في حجم المسروقات  ومكانة الفاعل ومنصبه  فإننا متفقون على أن  الشفارة تظل  معبرة عن :
_أن فاعلها  متجرد  من  كل  القيم الوطنية والأخلاقية .ففعل السرقة ليس سوى نقل لحيازة شيء ما من ملكية  الوطن والدولة إلى ملكية الشخص السارق  خرقا لكل القوانين الجاري  بها العمل .وهو  فعل سري  يمارس خفية  وفي  الظلام  لأن  انكشاف  أمره له عواقب ليست في  صالحه.

الشفار إذن  أناني  وجشع ما دام  غرضه مضاعفة أملاكه بأية  وسيلة ومهما  كلفه  ذلك ،خصوصا أن أغلب الشفارة لا يقدمون على فعلهم لكونهم  يعانون من نقص  في  إشباع  الحاجات بل لتضخيم  وتكديس  الثروات.

_الشفار  لا  يؤمن بالإصلاح  . وجل  همه تحويل  هذا  الإصلاح إلى  بقرة  حلوب.إذا  كان  الإصلاح غرضه البناء  أو إعادة البناء فإن تواجد  الشفار  في  قلب  هذا  الإصلاح  بمثابة عبث و مضيعة  للوقت لأن  ما  يبنى علانية  وجهارا  تحت شعار  الإصلاح يهدم سرا من  طرف  الشفار . تماما كشجرة نخر  جذعها السوس لكنها  تبدو للعيان مخضرة وفي  نمو مستمر.

« _الشفارة » تعبير عن فشل المدرسة في تخريج أطر بمواصفات  المنظومة  القيمية والاخلاقية  التي  تؤطرها .أليس  » الشفار »  خريج  المدرسة  ذاتها التي يمارس  في  حقها ساديته؟اليس دليلا  كافيا على تفسخ منظومة القيم  ودافعا  لإعادة النظر في طرق التربية على  القيم ؟
_الوقاية خير  من  العلاج:إذا  كانت  الوقاية  ترتبط  بالنقطة السابقة أي  بالمنتوج  القيمي ،فإن  العلاج لا بد  منه بتفعيل  المقاربة  الزجرية  :ترصدا بالمفسدين وتخريب  أوكارهم  وملاحقتهم قضائيا واستئصال جذورهم  من هذا القطاع.   قرأت البارحة خبرا في منتديات دفاتر يتعلق  بمدير مدرسة  إبتدائية  في إحدى نيابات  الجهة الشرقية  حيث قام » البطل » ببيع ممتلكات تخص  المدرسة وحسب  ناقل الخبر  فالمدير قام  بفعلته بدافع العوز  المادي ، كما لم تلحقه  عيون المراقبة ولم  تتخذ  في  حقه أية  إجراءات .بغض النظر  عن صحة الخبر  من  عدمه ، فإن  هؤلاء  موجودون بكثرة .وإن كان  البعض يسعى إلى  إيجاد تبريرات تمنح نوعا  من  المشروعية لهذا » الشفار الصغير » (أو  الشفيفير) على اعتبار  أن ذلك لا يساوي شيئا إذا  ما  قورن بالشفارة  الكبيرة  التي يمارسها  المحترفون  والعارفون  أكثر من أين  تؤكل  الكتف .
« الشفار » عملة  واحدة وإن  كان حجم الضرر الناتج عن الشفار  الكبير والصغير  متباين ، لأن السبب  الأساسي كما قلنا  سابقا هو تجرده من  الأخلاق والقيم  الوطنية ، وإذا كان  حجم ما  سرق » الشفيفير »  قليلا  فذلك راجع  لقصر ذات  يده  ومحدودية  سلطته  ولن  تتوقف  لعابه  عن السيلان  أكثر  كلما  وقعت  عيناه  على  مبالغ أكبر .
ولا يجب  أبدا خلق  الذرائع لتبرير سلوك مشين  بمثابة طعنة قاتلة  غادرة في  جسد مدرسة موجودة أصلا في مرحلة احتضار .إن كنت مدرسا  أو  مديرا فالشفارة  تعني مثلا أخذ  علب سردين   مخصص  للمطعم  المدرسي(على  تفاهة ثمنه) إلى منزلك أو التلاعب في الأموال المخصصة لمشاريع  المؤسسات ،وكلنا يعلم ما  قد ينتج عن غياب المراقبة والمحاسبة في صرف  الميزانيات المرصودة لها…أما الشفارون  الكبار فالله أعلم بما  يصنعون …
تحية إكبار وإجلال  لكل الشرفاء صغارا  وكبارا ،  في  القمة والقاعدة …صفاء سريرتكم ونبل  أخلاقكم  وعظمة جهدكم ستكلل بالنجاح طال  الزمن أم  قصر ،لأن  المخاضات  الإصلاحية ليست قدرا مغربيا إلى « المالا نهاية ».وفي عز الثورات  على الجهل  والحيف  والتخلف والفساد التي  تغزو  شوارع  دول جنوب المتوسط  نقول ل »الشفار التربوي » :من  فضلك …إرحل …

20_07_2011

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *