Home»National»كفى تنكرا لهويتنا الأمازيغية‼

كفى تنكرا لهويتنا الأمازيغية‼

0
Shares
PinterestGoogle+

من أي موقع يا ترى يمكن للإنسان المغربي أن يبرر تنكره للأمازيغية  كمكون لهوية وطنه؟ أمن موقع الباحث في الجغرافيا الموجود في أصقاع جبال الأطلس والريف كلها وفي قلب الصحراء وأقاصيها؟ أم من موقع الباحث في التاريخ الذي لا يعنيه إلا التنقيب عن الحقيقة والعمل من أجل الفرز بين الصدق والكذب وبين الخرافة والواقع؟ أم من موقع المسلم الحق غير الموظف لقوة إيمانه في النصرة لعصبية عرقية أو لغلو مذهبي أوإيديولوجي وهو يقرأ في كتاب الله قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ} أو يقرأ قول النبي  في الحديث الذي انفرد به الإمام أحمد بن حنبل: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى))  ؛ والعجمي كما هو معلوم هو من ليس بعربي اللسان.
ومن يدعي أن العجمي لا يحسن إسلامه حتى يستعرب استعرابا تاما ويتنكر لأصله، إنما يفتري على الإسلام الكذب، و يخرج من حظيرته تسعة أعشار المسلمين من الفرس والأتراك والباكستانيين والهنود …..والأمازيغيين. وذلك ليس بدافع غيرته على الإسلام ولكن بدافع تعصبه لعروبته الحقيقية أو الخيالية وبدافع نزواته المستمدة من قول الشاعر أبي فراس الحمداني:
ونحن أناس لا توسط بيننا   ****  لنا الصدر دون العالمين أوالقبر
فكأني بالعربي المشبع فكره بمعاني هذا الشعر، يغفل عن تعاليم الإسلام السمحة؛ إذ الدعوة للإسلام الحق تتنافى والزهو والخيلاء ؛ و الدفاع عن حوض الإسلام في زمننا هذا لا يمكنه أن يعتمد الخرافة ولا التعصب ولا العنف ولا الترهيب. وهل يمكن للمغربي المقتنع بصلاحية إيديولوجيا القومية العربية المناهضة للإسلام أن يتصدى لكل رد فعل صادر عن مغربي آخر يلجأ إلى التعبير بقوة عن تشبثه بأمازيغيته اللسنية على الأقل؟ فمن العبث إذن أن يقال إنه لا يمكن أن يكون إلا مغربيا أمازيغيا؛ إذ المغرب في واقعه عربي أمازيغي أوأمازيغي عربي.
ولا أحد يجهل مثلا أن جيش طارق بن زياد كاد يكون خلوا من الجنود المتكلمين بالعربية ومع ذلك نسب إليه المؤرخون خطبة فصيحة بليغة لا يأتي بها إلا جهبذ من جهابذة اللغة العربية. كما لا يجهل أحد أن المهدي ابن تومرت كان يعظ الناس بالأمازيغية في غالب الأحيان.  وكل من يتجول في أصقاع سوس وهضاب الأطلس وجبال الريف يلاحظ أن المدرسين يلقنون الصبيان تعاليم الدين الإسلامي باللغة الأمازيغية التي خدمت الإسلام ولا تزال تخدمه وتخدم القومية المغربية. ولقد كانت للأمازيغية حروف للكتابة منذ أقدم العصور فأهملت تلك الحروف تفانيا في خدمة القرآن الكريم، لكنها مع ذلك بقيت حية تتداول شفويا ويتخاطب بها في الأسواق والبيوت. فهل تموت  اللغة الأمازيغية مع أنها خدمت الإسلام؟ لا لشيء إلا لأنها أنكرت الذات، ألا تستحق أن يحافظ عليها؟  لن يكون من الأخلاق في شيء تجاه التاريخ أن نعرض عنها ولا أن يستمر بعض المثقفين في مناهضة وجودها.
إن الطرح الذي يجعل الأمازيغية عدوا للإسلام طرح مغلوط لأنه يتنكر لحقائق التاريخ التي تشهد على أن النخبة الأمازيغية كانت دوما المحرك الأساس في سيرورة انتشار الإسلام في أواسط  الساكنة الأمازيغية ولا حاجة للتذكير هنا بدور الزوايا و الفقهاء والعلماء والصالحين من الأمازيغيين أمثال أبو يعزى وأزناك واليوسي والمختار السوسي وغيرهم كثير  وإلى يومنا هذا فإن تقوى الأمازيغيين أمر معترف به من قبل الخاص والعام.
إذن فمن الخطأ والمكر الادعاء بأن الاعتراف باللغة الأمازيغية وثقافتها سيشجع على الإلحاد والردة كما يحلو لبعضهم أن يقول ويكتب،  وعليه تتبادر إلى الأذهان مجموعة من الأسئلة ذات الطابع الاستراتيجي للتطوير الذاتي للأمازيغية.
كيف يمكن إدماج الهوية الأمازيغية في مشروع مجتمعي مؤسس على الحداثة والتعاقد الاجتماعي، بدل الأنساق التقليدية للتضامن العشائري أو القبلي؟
كيف نتصور العلاقة بين الأمازيغية وثقافتها مع المكونات الأخرى للهوية الثقافية الوطنية؟
ما الوسائل الإجرائية الكفيلة بدعم اللغة الأمازيغية وثقافتها في التعليم والإدارة والإعلام والحياة العامة قصد تعزيز مكانتها في المنظومة الوطنية؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. احمد
    20/07/2011 at 08:57

    تحصيل حاصل وما كان احرى باذله بالضن به لان الاجابة عن الاسئلةالمطروحة هي المشكل وفي ماعدا ذلك فليس شططا ان يتبجح العربي بعربيته والامازيغي بامازيغيته والكردي بكرديته

  2. سعيد
    20/07/2011 at 23:27

    أليس غلو دعاة الأمازيغية المقصود هو الذي يشجع على التطرف المضاد؟ الا يرفع بعضهم شعار العداوة للعربية باعتبارها عدوة، وللإسلام باعتباره غزوا؟
    أليس الرابح من هذه المعركة الوهمية هو الفرنكوفونية التي ربما هي التي وراء إشعالها؟
    أما عن الحرف الأمازيغي، فأرجو أن تراجع معلوماتك حوله يا أستاذ، ولا تنخدع بما يروجه من يبنون كل أطاريحهم على الخرافات والأوهام المختلقة. الأمازيغيات المتعددة لغات شفوية، ولم تكتب إلا بأبجدية فقيرة الحروف، ولأغراض تواصلية ومعيشية ضيقة للغاية تلاؤما وطبيعة العيش الصحراوي… أما هذه التيفيناغ فصناعة مختبرية من لدن الأكاديمية البربرية في جامعة إيكس بروفنس بفرنسا عام 1967.
    والسلام.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *