Home»International»الأعاجم كتبوا لغاتهم بالعربية حبا في القرآن فما بال غيرهم يستنكف عن ذلك ؟

الأعاجم كتبوا لغاتهم بالعربية حبا في القرآن فما بال غيرهم يستنكف عن ذلك ؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لفت انتباهي مقال الأستاذ الفاضل السيد رمضان مصباح الذي قدم بعض ما جاء في مشروع الدستور الجديد باللغة بالأمازيغية المرسومة بالخط العربي ، وقدم بين يدي ذلك وجهة نظر أحسب أنها حكيمة كما عودنا الأستاذ في مقالاته الوازنة المنشورة في أكثر من موقع إلكتروني. وقضية كتابة اللغات الأمازيغية بالخط العربي قضية حولها خلاف بين الأمازيغ ذلك أن السواد الأعظم منهم ـ في اعتقادي ـ لا يمانع في كتابة اللغات الأمازيغية بالخط العربي تسهيلا لتداولها بين المغاربة الذين يتحدثون العربية ، وتسهيلا لتداولها البيداغوجي أيضا ، بينما تصر الأقلية على كتابتها برسم التيفناغ بعدما أحبطت فكرة المتعصبين ضد العربية الذين نادوا بكتابة الأمازيغيات بالخط اللاتيني . ومع أنني لا أعارض رسم التيفناغ لأنه مكسب خطي إنساني لا يجب التفريط فيها على غرار كل الخطوط البشرية التي لا زال أشدها إيغالا في القدم معروفا ويحظى بالعناية ، فإنني لا أرى مانعا في كتابة الأمازيغيات بالخط العربي على غرار كتابة الأمم الأعجمية لغاتها بالخط العربي حبا في القرآن الكريم كما هو الحال بالنسبة للغة الفارسية التي هي لغة هندوأوربية ومع ذلك لم تستعص على الخط العربي ، وكما هو الحال بالنسبة للغة الأوردو وغيرهما من لغات الأعاجم المسلمين . فإذا كانت لغة ضاربة في عمق الحضارة الإنسانية كاللغة الفارسية لم تستنكف عن استعمال الخط العربي حبا في القرآن الكريم علما بأن واضع النحو العربي كان فارسيا وهو سيبويه رحمه الله ، فما بال بعض الأمازيغ عندنا وبدافع التعصب الأعمى يحاولون حذو أتاتورك العلماني الذي أصر على كتابة اللغة التركية بالخط اللاتيني كراهية في الإسلام والقرآن ،مع أنها كتبت أيضا بالخط العربي عند الأتراك المحبين للقرآن الكريم ؟ ولعلم هؤلاء الأمازيغ الضائقين من كتابة لغتهم بالخط العربي أن الأمازيغ المغاربة خدموا العربية أكثر مما خدمها العرب حبا في القرآن الكريم وألفوا المؤلفات الوازنة بالأمازيغية المرسومة بالخط العربي ، ولم يزد ذلك الأمازيغية إلا عزا وفخرا . ولا زالت معظم الكتاتيب والمعاهد الدينية الإسلامية يشرف عليها الأمازيغ ، ولا أحد ينكر ما قدمته الإمارات الإسلامية الأمازيغية في المغرب للإسلام ، بل كانت هي التي أوصلت الإسلام إلى الأندلس ، ولم تكن هذه الإمارات في يوم من الأيام متعصبة ضد لغة القرآن الكريم كما هو حال شرذمة المتعصبين المحسوبين على الأمازيغية في وقتنا الراهن الذين لا تخفى علاقتهم بالمتربصين السوء بالإسلام من بقايا المنظرين للظهير البربري . إن الإسلام قد حسم أمر الدعوات إلى العصبية من خلال شعار :  » ليس منا من دعا إلى عصبية  » وشعار :  » ذروها فإنها منتنة  » . وليس من المعقول أن تحاول شرذمة من المحسوبين على الأمازيغية فرض وصايتها على كل الأمازيغ ، وتحتكر الحديث باسمهم ونيابة عنهم. فالمغاربة الأمازيغ مسلمون يحبون العربية حبا في القرآن الكريم ، ولا توجد بينهم وبين العربية مشكلة كما يحاول البعض زعم ذلك من أجل استعداء الأغرار والسفهاء على اللغة العربية من أجل التمهيد للتجاسر على القرآن الكريم وعلى الدين الإسلامي تماما كما فعل الذين شككوا في الشعر العربي الجاهلي من أجل تقويض فكرة الإعجاز القرآني . ومعلوم أن التصريح بمعاداة القرآن والإسلام ليس بالأمر السهل الهين في المغرب المسلم ، لهذا يتم التمويه عن هذه المعاداة عند بعض الحاقدين عليه بواسطة طرق ملتوية وغير مباشرة . ومن السخف أن يجاهر بعض الأغرار المحسوبين على الأمازيغية بعبارات من قبيل  » الغزو العربي للمغرب  » علما بأن ما يسميه هؤلاء غزوا عربيا أو كما يلقنهم ذلك النافخون في النعرات هو فتح إسلامي بشهادة النص القرآني في قوله تعالى (( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) فالمغاربة الأمازيغ جاءه نصر الله والفتح ودخلوا في دين الله أفواجا وسبحوا بحمد ربهم واستغفروه. وعلى الشرذمة الضالة من المحسوبين على الأمازيغية أن تستغفر ربها من استعمال عبارة  » الغزو العربي للمغرب «  وتتوب إليه لأن المغاربة دخلوا في دين الله ولم يحتلهم العرب كما احتلتهم أمم أخرى قديما وحديثا . والمغاربة يفرقون جيدا بين الفتح وبين الغزو والاحتلال لهذا رفضوا كل شكل من أشكال الغزو والاحتلال ، وأقبلوا عن طيب خاطر على الفتح الإسلامي ، ورضوا بالخضوع لله تعالى ولشرعه ، ولم يرضوا بالخضوع لأحد من البشر ولا لشرائع البشر. والمغاربة لا يمانعون من استعمال الأمازيغية للحرف العربي حبا في القرآن الكريم . وإذا كان الله عز وجل قد اختار لكلامه المقدس اللغة العربية فكيف يستنكف غيره من الخلق أن يستعمل الخط العربي للتعبير عن لغته علما بأن الأمم الأعجمية المسلمة لم تستنكف عن ذلك بل اعتبرت ذلك شرفا لها حيث اختارت للتعبير عن لغتها الخط الذي اختاره الله عز وجل لرسالته الموجهة للبشرية كافة . وأخيرا أشد على يد الأستاذ الفاضل السيد رمضان مصباح وأرجو أن يصغي المتعصبون لصوت حكمته ويتنكبوا ما يسميه العوام  » الفيش  » الذي لا يزيد شيئا في الرجولة . وأحيي الأستاذ الفاضل بعبارة :  » نتشين ديمازيغن يعزانغ ربي دي الإسلام  » .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. يوسفي ميمون
    03/07/2011 at 12:08

    اشكر الاخ الاستاذ شركي والاستاذ مصباح على مجهوداتهما الشخصية في تنوير الراي العام الوطني بصفة عامة والراي المحلي بصفة خاصة خصوصا اذا كان الامر يتعلق بارث مشترك للشعب المغربي كاللغة الامازيغية وفكرة كتابنها باللغة العربية فكرة تستحق التنويه والتشجيع ولا اخفي سرا انني من المتشوقين لتعلمها قبل اي لغة اخرى وقد يشاطرني الكثيرين من المواطنين وساذكر سببين فقط اولهما كي نستطيع كمغاربة التواصل فيما بيننا والتعرف اكثر على تنوع ثقافتنا التي نجهل الكثير عنها وثانيهما ان هذه اللغة سوف تنتشر بسرعة ولا تبقى حبيسة مناطقها وعليه اقترح على الاخ الاستاذ شركي طرح هذه المبادرة وليكن لوجدة شرف احتضانها عبر مركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية
    وشكرا

  2. رمضان مصباح
    03/07/2011 at 13:21

    احييك أخي الفاضل محمد الشركي ,على النصرة في الحق؛وما عهدتك غير لسان حق لا تخشى في الله لومة لائم.
    سيتواصل النقاش ,وسنتدارك ,بحول الله, غفلتنا عن فئة الفتانين الذين تنادوا الى دعوة الجاهلية المنتنة ,واستغلوا منبر المعهد الملكي في غير ما شيد له.
    لقد حسم الدستور في الأمر وجعل الأمازيغية شأنا وطنيا ,نتداول في أمره جميعا ,حتى نتفق على الأصلح والأفيد لأبنائنا.
    وأتفق معك على أن يظل الحرف القديم مكسبا انسانيا ,يشتغل عليه المتخصصون .
    تحيتي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.