Home»Islam»تحقيق حول برنامج تحقيق

تحقيق حول برنامج تحقيق

0
Shares
PinterestGoogle+
 

يأتي هذا المقال ردا على برنامج تحقيق حول مسألة الفتوى و الذي بث على القناة الثانية عشية السبت 22 رجب الفرد 1432/25 يونيو 2011. لا أدري هل كلمة « تحقيق »، اسم البرنامج، اسم على مسمى أم مجرد كلمة حادت عن عين الرمية أو على الأصح حق أريد به باطل و بالتالي فما بين الحق كاملا و لا أرشد الناس إليه، بل الرسالة التي أريد لها أن تصل قبل التحقيق المزعوم كانت مسطرة واضحة للعيان قبل البدء.

جاء في أساس البلاغة  (ج 1 / ص 93) لأبي القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله مصدر الكتاب : موقع الوراق (الآلي غير موافق للمطبوع)

« وتحققت الأمر، وعرفت حقيقته، ووقفت على حقائق الأمور. وأحققت عليه القضاء: أوجبته… وثوب محقق النسج: محكمه. وكلام محقق. محكم النظم. ورمى فأحق الرمية إذا قتله على المكان. وحققت العقدة أحقها إذا أحكمت شدها. »

مما سبق لا أرى أن النظم كان محكما في اتجاه تبيين الحق من الباطل و الزيغ من الصواب لأن مجموعة من التقنيات استعملت لغرض عدم النصح و التبيين منها مسألة « القطع و اللصق ». نأخذ المقطع الذي نريد لشيخ من الشيوخ فنذيعه للناس مبتورا كي تصل الرسالة التي نريد تماما كالذي يتعمد الوقوف على « المصلين » في قوله تعالى « فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون » (4 و 5  سورة الماعون). اختير بعناية فائقة مقطع للشيخ القرضاوي و الذي يأمر فيه من يقدر من جنود القذافي، الذي أباد شعبا أعزل لا حول له و لا قوة، أن يريح البلاد و العباد من شره الذي طال الأخضر و اليابس. علاوة على ذلك،  أذيع مقطع للشيخ سعد بن تركي الخثلان، و هو من هو، لا يتعدى نصف دقيقة يتكلم فيه عن عدم جواز التصوير  فيفهم منه مباشرة المشاهد العادي الذي لا إلمام له أنه التصوير الفوتغرافي في حين أنه يتكلم عن التماثيل و المنحوتات.

تم كذلك الاعتماد على عرض صور لشيوخ مباركين معروفين بعلمهم و ورعهم، إلا واحدا مغمورا لا اذكر اسمه (في مسألة الرضاع)، مأخوذة من قنوات معروفة عيبهم و الله أعلم أنهم من المشرق و ليسوا من المغرب! بطبيعة الحال، و للأمانة تم إفساح بعض المجال لكل من الأستاذ المغراوي و عبد الباري الزمزمي من أهل المغرب ثم لبعض من يمثل المجالس العلمية في بلدنا العزيز. تم السماح لهم ببعض الكلام دون إسهاب أو تفصيل، في حين أن سيدة تطلق شعرها و تكشف ذراعيها و تشبك أصابعها بين الفينة و الأخرى، دون ذكر لاسمها أو مؤهلاتها العلمية، هي التي حازت على نصيب الأسد من الكلام و لخصت كل ما قيل و أوضحت جليا رسالة البرنامج المزمع إيصالها للناس و أفحمت الشيوخ الأفاضل! من بين ما قالت أن الفتوى أو الدين حسب ما  أذكر لا ينبغي أن يمس تفاصيل الحياة كلها و هذا بطبيعة الحال هراء لا أساس له من الصحة لأن الدين شامل للحياة كلها أبى من أبى و أحب من أحب. قال تعالى « ما فرطنا في الكتاب من شيء » (الأنعام 38) و قال ايضا « قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين  » الأنعام 162

الذي يحقق و يزيل الغبش هو سيدة لا نعرف حتى من هي و أستاذ يدرس الصحافة و يعتقد أن إظهار الشيوخ على بعض القنوات الفضائية لتبيين ما التبس على عباد الله من أمور الدين  نوع من marketing كالإشهار و غيره.

لا شك أن الفتوى أمرها خطير و أن المفتي موقع عن رب العالمين كما بين ذلك العلامة ابن القيم، لكن الفتوى لها رجالها و لله الحمد في المشرق و في المغرب كذلك. لكن أين أهل المغرب؟ لم نفتح لهم المجال بل وضعنا بعضا منهم في ركن منسي اسمه « ركن المفتي » منذ سنين. الآن حتى ذلك الركن ما بقي، بل أهنا أئمة مساجدنا و مؤذنينا حتى اضطروا إلى الاحتجاج بدورهم أمام البرلمان. سيقول قائل هناك المجالس العلمية تقوم بالدور و أكثر أقول لا فما أكثر أعضاءها و لكن العلماء منهم قلة. لا يعني أن تستطيع إلقاء درس للوعظ و الإرشاد و تبيين بعض أمور الدين أن تكون عالما. نقول هذا الكلام لا حبا في الانتقاد بل حرقة و غيرة على ديننا و بلدنا العزيزين.

للفتوى شروط و لا يستطيع أن يقول أنا لها كل من هب و درج من بني البشر و رحم الله من عرف قدره فجلس دونه. يقول الشيخ القرضاوي غفر الله له و رحمه:
« إن المفتي أو الفقيه الذي يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم بل يوقع عن الله جل شأنه، جدير بأن يكون على قدر كبير من العلم بالإسلام، والإحاطة بأدلة الأحكام، والدراية بعلوم العربية، مع البصيرة والمعرفة بالحياة وبالناس أيضا بالإضافة إلى ملكة الفقه والاستنباط.لا يجوز أن يفتي الناس في دينهم من ليس له صلة وثيقة وخبرة عميقة بمصدريه الأساسيين: الكتاب والسنة.ولا يجوز أن يفتي الناس من لم تكن له ملكة في فهم لغة العرب وتذوقها، ومعرفة علومها وآدابها حتى يقدر على فهم القرآن والحديث. » و للمزيد من المعلومات الماتعة النافعة في هذا الباب المرجو النقر على هذا الرابط: http://www.qaradawi.net/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=2901&version=1&template_id=24&parent_id=1

فالفتوى يراعى فيها حال المستفتي كما أنها تتغير بتغير الزمان و المكان و على المستفتي أت يستفتي قلبه و إن أفتاه الناس و أن « يتفحص فتوى مفتيه تمام التفحص، ويتبين ما فيها من قيود وشروط تمام التبين، ثم يطبق ذلك على نفسه وحاله. فلا يخطف الجواب خطفا، قبل أن يتأمل أوائله وأواخره » http://www.qaradawi.net كما أوصيك أيها القارئ الذكي النجيب أن تقرأ ما بين ثنايا ما يقدم في البرامج التلفزية و أن تنخلها نخلا و إن لم تستطع فاستعن بمن تثق بأهليته في هذا المجال فالمستشار مؤتمن و السم غالبا ما يدس في العسل كما أنه لا ينبغي أن تبيح لنفسك أن تتكلم في عالم أصدر فتوى معينة و تكيل له الشتائم دون أن تسمعه كلامه كاملا مباشرة و تفهم الواقعة بالضبط أو تحصل عليها مكتوبة موقعة بخط يده لا منشورة على صفحات الجرائد و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.

rlaanani.blogspot.com

rachid-laanani.posterous.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. Hassan Amzigh
    30/06/2011 at 15:25

    شكرا جزيلا لصديقنا رشيد على هدا الممقال القيم والجميل جدا…اسلوب جميل و محتوى اجمل…اتمنى لك التوفيق حتى تبلغ رسالتك الجانب التربوي منها والتثقيفي ايضا لكي يزول عنا هدا الغموض الدي يحجب اعيننا عن الحقيقة….حظ سعيد..

  2. أبو مالك
    30/06/2011 at 16:01

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    لا فض فوك يا أبا صهيب

  3. أم يحيى
    01/07/2011 at 18:29

    إن للدين رجالا جهابذة يدافعون عنه. إذا كان الطبيب لا يجرؤ أن يتكلم في اختصاص الممحامي و لا المحامي في تخصص المهندس و لا المهندس في مجال الفلاح فلماذا يباح الكلام في مجال الدين لكل من هب و دب دون حسيب أو رقيب؟

  4. عالي
    02/07/2011 at 18:46

    حياك الله اخي الكريم على هذه الالتفاتة الطيبة واسأل الله أن يبارك فيك وأن يهدي هؤلاء القوم أو يريحنا نمنهم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.