Home»Correspondants»جريدة الشرق الاسط :اليمين الإسباني يشن حربا إعلامية على المغرب ومؤسساته ويستنتج أن لأجهزته السرية يدا في تفجيرات مدريد

جريدة الشرق الاسط :اليمين الإسباني يشن حربا إعلامية على المغرب ومؤسساته ويستنتج أن لأجهزته السرية يدا في تفجيرات مدريد

0
Shares
PinterestGoogle+

الرباط: محمد بوخزار
بينما يؤكد المسؤولون الاسبان في اكثر من مناسبة على اهمية تحسين العلاقات مع المغرب في كافة الميادين والمجالات، وآخرها الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية ميغل انخيل موراتينوس، في بروكسل، تستمر الصحافة الاسبانية المقربة من الحزب الشعبي اليميني المعارض وخاصة صحيفتي «الموندو» و«لاراثون» في نشر مقالات معادية للمغرب وتحرضان الرأي العام الاسباني للتعبير بوسائل الاحتجاج والتأثير المتاحة، للحيلولة دون التقارب الحاصل قولا وفعلا بين البلدين الجارين، منذ عودة الاشتراكيين الى الحكم في مدريد، في اعقاب انتخابات تشريعية مني فيها الحزب الشعبي، المعارض حاليا، بهزيمة، لم يكن يتوقعها جراء اسباب اخرى لا صلة لها بالوضعية التي كانت عليها العلاقات المغربية ـ الاسبانية.
وتستغل «الموندو» كل حادث يمس المغرب من قريب او بعيد، لتضفي عليه طابع المبالغة والتهويل والاثارة، بل والتشكيك في سياسته الخارجية حيال قضايا حساسة مثل الارهاب، الذي عانت اسبانيا من جراحه بعد اعتداءات 11 مارس (آذار) الاخيرة على محطة قطارات الضواحي في مدريد.

فقد خرجت «الموندو» اخيرا باستنتاجات، يصعب تصديقها، مفادها ان الاجهزة السرية المغربية، لها يد في احداث مدريد المروعة، انتقاما مما اسمته الاهانة التي تعرض لها المغرب اثر احتلال جزيرة (بيريخيل/ ليلى). وتستدل الصحيفة في روايتها المغرقة في الخيال بتقارير توصلت بها من المخابرات الاسبانية، تشير باصابع الاتهام الى المغرب.
وذهبت «الموندو» بعيدا حينما ربطت بين محادثات اجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس، مع وزير خارجية اسبانيا الاسبق، جوزب بيكي، حينما اشتكى ملك المغرب من تصلب موقف الاسبان بخصوص قضايا عالقة بين البلدين كالصيد البحري والهجرة وكذلك من الحملة التي تشنها عليه الصحافة الاسبانية (الموندو في طليعتها)، وفي ذلك اللقاء بين الملك والوزير، لمح الاول الى ان اسبانيا قد تتعرض مستقبلا لهجوم ارهابي. وبعبارة اخرى فان اليومية الاسبانية تضع المغرب وعاهله في خانة الشك، وهو الاستنتاج الذي نفاه بقوة الوزير السابق بيكي الذي صرح امس انه لم تراوده شكوك ولا تأويلات اثناء حديثه مع ملك المغرب، علما ان الاجواء كانت متوترة بين البلدين في ذلك الوقت (يونيو /حزيران 2001).
ولم تكتف «الموندو» بما سبق، وانما جندت مديرها المساعد، كاسيميرو غاريا ابادييو، لتأليف كتاب ـ تحقيق عن احداث 11 مارس (اذار) الارهابية اختار له عنوان «الثأر»، في اشارة الى ان المغرب ثأر من اسبانيا التي اهانته في جزيرة «بيريخيل». ولم يعلق المغرب رسميا على مزاعم «الموندو»، وهذه ليست الاولى ولا الاخيرة، كما لم يصدر عن الحكومة الاسبانية، اي تلميح او اشارة بهذا المعنى، ذلك ان الاشتراكيين تعاملوا مع المغرب منذ البداية بصدر مفتوح، مثلما وضع المغاربة رهن اشارة جيرانهم كل ما يتوفرون عليه من معلومات امنية، تفيد المحققين الاسبان الذين زاروا المغرب، لتتبع خيوط اعتداءات مدريد.
وتصدت يومية «اوجوردوي لوماروك» المقربة من جهات نافذة في الدولة المغربية الى «الموندو» وفندت مزاعمها في صفحتين، امس، مبرزة جذور الخلاف، والاسباب الحقيقية للنقد العنيف الذي يطال المغرب.
واشارت «اوجوردوي لوماروك» في هذا السياق الى انشطة ادريس البصري وزير الداخلية المغربي الاسبق في اسبانيا، وصلاته برئيس الوزراء الاسباني السابق خوسيه ماريا اثنار، الذي ربما توسط له لدى رئيس الحكومة المستقلة لاقليم غاليثيا، مانويل فراغا، مؤسس الحزب، والوزير الذائع الصيت في عهد الديكتاتور الراحل فرانسيسكو فرانكو، لكي يحصل على رخصة اقامة باسبانيا، في استعادة اليومية المغربية الصادرة بالفرنسية، تصريحات ادلى بها البصري، دفاعا عن اثنار. كما استرجعت «اوجوردوي لوماروك» في ردها على «الموندو» الملفات التي تعالجها هذه الاخيرة بسوء نية، وتحامل على المغرب، مثل حادث اغتيال هشام منداري، الذي عثر عليه مقتولا في مرآب للسيارات بمدينة ميخاس (جنوب اسبانيا)، اذ استغلت اليومية الاسبانية، الحادث ونشرت حديثا منسوبا الى القتيل منداري، تضمن اساءة للعائلة المالكة المغربية.
ومن الواضح، ان «الموندو» نقلت فصولا من الصراع السياسي الداخلي في اسبانيا، بين اليمين المعارض والاشتراكيين، حيث يجتهد كل طرف في البحث عن نقاط سوداء واخطاء في سجل الآخر. وبما ان المغرب حاضر في الجدل السياسي الاسباني منذ قديم الزمان، فان الجهات التي لها مصلحة في تردي العلاقات بينه وبين اسبانيا، تنتهز كل الفرص وتستعمل كل الوسائل لصب مزيد من النار فوق الزيت، بل وتحذر من سوء عواقب الذهاب بعيدا في التعاون بين الرباط ومدريد.
وللاسف فان الكفة ليست متساوية بين الطرفين، فاليمين الاسباني قوي وله واجهات اعلامية يمكن ان يسدد منها سهامه نحو الاشتراكيين والمغرب، بينما يتعذر على الاشتراكيين الدفاع عن المغرب، الذي يواجه هذه الحملة باسلحة متواضعة، ولو ان الحق في جانبه، فمن يصدقه؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *