حول امتحان ولوج مركز تكوين المفتشين

مع بداية العد العكسي لموعد
امتحانات التفتيش المقررة في السابع
والثامن من شهر يوليوز القادم تسود
أوساط رجال التعليم المستوفين لشروط
اجتياز المباراة حالة استنفار قصوى
استعدادا لهذا الإستحقاق المهم .حالة
التأهب و التعبئة هذه لا تعكس فقط
الصورة الإيجابية التي يرسمها المدرس
عن مهنة التفتيش وإنما تعكس في نظري
أسبابا أخرى ترتبط أساسا بالصعوبات
التي يعايشها في حقل التدريس .مهنتا
التفتيش والتعليم الشقيقتان واللتان
تصبان في نفس الهدف والغاية وهو تخريج
المواطن الكفء الصالح…تتدخل بينهما
الفوارق النفسية والإجتماعية
والتباين في حجم المشاكل لتجعل منهما
عالمين مختلفين حتى أضحى عالم التفتيش
في عيون المدرس مثل الفردوس الأوروبي
في عيون مواطني جنوب البحر المتوسط
،بلوغه ليس مستحيلا لكنه ليس
بالسهولة المبتذلة …إنه يحتاج إلى »
لحريك »مع ما يحمله هذا اللفظ من مدلول
…لحريك من واقع ميؤوس منه منغلق
الافاق ليس محفزا ولا مثيرا ولا مشجعا
على العطاء وبذل الجهد وتطوير
الإمكانات، « لحريك » هو الإمتحان ،وهو
عقبة حقيقية تحول دون بلوغ الهدف
المنشود ،مما يجعل الكثير ممن تنكسر
امالهم بسرعة أو الذين يحسون برداءة
« أسلحتهم »وبساطة » عتادهم » يتراجعون عن
خوض الرهان … _
مشاكل تؤجج الرغبة في الرحيل:مشاكل
رجل التعليم كما يعرف الجميع لا تحصى
وهي لا ترتبط بالضرورة بما هو مادي
.وإن كان العنصر المادي حاضرا بقوة
خصوصا عند فئات المدرسين المصنفين في
السلم التلسع وأيضا القاطنين في
المناطق التي تعرف مستويات تضخم
مرتفعة (غلاء المعيشة) .(هذا لا يعني ان
الاخرين يعيشون في بحبوحة) .إن تغيير
الأجواء وتجديد الطاقات وتطوير
الكفاءات وصقل المهارات والسعي
المستمر نحو فرض الذات مهنيا والترقي
اجتماعيا هي أمور مفقودة في قطاع
التعليم خصوصا في السلك الإبتدائي
مما يحوله أشبه بسجن لا يلفظ والجه
إلا على شاطئ التقاعد…شرف رسالة
المدرس وقدسيتها ونبل مقاصدها لا
تقابلها جهودا من المجتمع للإعتراف به
وبقيمته وتبويئه المكانة التي
يستحقها،بل وفي مفارقة غريبة جعل
رمزا للسخرية والإحتقار…
مهنة التعليم مهنة المتاعب بامتياز
.المهنة التي تحتاج جسورا تواصلية
معبدة باستمرار بين ذات المدرس وعشرات
الذوات من الأطفال المحتاجين
والمتعطشين إلى فيض حنانه ومعرفته
وكقدوة ومصدرا للإلهام ونموذجا في
السلوك مما
يجعل مهنته من أصعب المهن على
الإطلاق . إضافة إلى الصعوبات الجمة
الإضافية المطروحة في الإبتدائي
كتعدد المستويات الدراسية ، وتعدد
البيداغوجيات والمواد الدراسية (صعوبة
التمكن من ديداكتيك كل المواد)
المشكل الاخر
والذي تفاقم مؤخرا ويبدو أن المسؤولين
قد استعصى عليهم إيجاد حلول له يتعلق
بالحركة الإنتقالية ، والتي أصبح
يتأكد كل سنة أنها عصا مؤلمة تضاعف من
أوجاع المدرسين وعذاباتهم في المنفى
« الإختياري ».
مع كل هذه المعطيات من البديهي أن
يبدو امتحان التفتيش لرجل التعليم
مثل نافذة نور صغيرة في غرفة حالكة
الظلمة موصدة الأبواب
_للسنة الثالثة على التوالي يفتح
مركز تكوين المفتشين أبوابه ، ليختار
من بين جموع غفيرة ستتقاطر على مراكز
الإمتحانات (العدد سيتجاوز 4000
مترشح)،نزرا يسيرا لا يتجاوز 60 مترشحا
(سلك الإبتدائي)مما يجعل الامر أقرب
إلى مهزلة لأن المندبة كبيرة والميت
فأر.
من المؤكد أن الذين اجتازوا امتحان
السنة الماضية ما زالوا يحتفظون
بالصيغة المفاجئة التي جاء في قالبها
الإمتحان بالتركيز على:_الحفظ
والإستيعاب خصوصا ما ورد في الدليل
البيداغوجي.
_تمارين منقولة من كتاب التلميذ
_إمتحان قدرة الأستاذ على تحويل ما هو
نظري إلى تجربة وتطبيق(البيداغوجيا
الفارقية)
_مفاجأة المعربين بأسئلة في مادة
الفرنسية وكأنها إستراتيجية لإقصائهم
.
إضافة إلى نقاشات وجدالات حامية
الوطيس في أوساط المدرسين أعقبت
الإعلان عن النتائج والتي تضرب بقوة
في مصداقية الإمتحان ونزاهة التصحيح
…ومن النقاط المهمة التي يجب على
الوزارة أن تلتزم بها وتحترمها هو
الإعلان عن النتائج ، لأن الغموض
والتعتيم يقوي الشكوك …كما عليها
الإلتزام بالقانون المنظم للمباراة
…لأن المذكرة تنص بصراحة على أن الحق
في النجاح في الإمتحان الكتابي مضمون
لكل مترشح حصل في المجموع على معدل 10
على 20 …فهل من المعقول أنه من مجموع
4000مترشح لم يحصل سوى 160 فقط على هذا
المعدل ؟إن كانت الوزارة على حق فنحن
ببساطة :أغبياء
نتمنى أن يكون امتحان هذه السنة فارقا
بوضع الكفاءة والإقتدارو الإستحقاق
معياره الأساسي وأن يجعل شعار النزاهة
والشفافية والمصداقية فوق كل
اعتبار،وهو ما سيعمل دون شك على وضع حد
لكل الشكوك …
1 Comment
لم انجح في المباراة علما انني اعي جدا ما كنبت في اوراق التحرير والقانون يخول لكل من حصل على معدل عشرة ان يمر الى الشفوي هدا طلم والطلم طلمات يوم القيامة