في محاولة مكشوفة لدرء ارتباكهم

البوليساريو يرغمون شبان مخيم »السمارة« على التنديد بانتفاضة تيندوف

ذكرت مصادر موثوقة أن قادة البوليساريو قاموا يوم الأربعاء بحملة واسعة لتجميع شبان المخيمات وذويهم وساقوهم بالقوة إلى مخيم »السمارة « من أجل حضور تجمع خصص للتنديد بالمظاهرات التي تشهدها مخيمات تيندوف )جنوب الجزائر( وذلك طبعا بحضور وسائل الإعلام المرئية الجزائرية

.

وكشفت هذه المصادر لوكالة المغرب العربي للأنباء أن عملية تجميع الشبان والأطفال والشيوخ التي طالت مختلف المخيمات لقيت استهجانا كبيرا من طرف السكان واعتبروها حملة دعائية مضللة تستهدف تحويل أنظار الرأي العام عن المعاناة الحقيقية التي يعيشها سكان المخيمات وما يكابدونه من ظلم وحصار

.

وقالت نفس المصادر أن كل شخص رفض الإنسياق أو المشاركة في هذا التجمع أو غاب عنه إلا واعتبر » خائنا « وهو ما ولد إحساسا بالمهانة و» الحكرة « لدى السكان الذين انتفض بعضهم رافضا هذه المعاملة المهينة التي تروم تحريف الحقائق وتسويق أشياء عبر وسائل الإعلام الجزائرية لا توجد إلا في مخيلة الانفصاليين ومن يقف وراءهم

.

وأضافت ذات المصادر أن هذا التجمع » المفبرك « الذي دعا إليه الانفصاليون وعملوا كل ما في وسعهم من أجل تضخيم العدد الذي حضره شهد وصلات من الكذب والبهتان لشبان مغلوبين على أمرهم لقنهم المتسلطون على رقابهم « عبارات تنديدية » وتركوهم يستظهرونها أمام عدسات الكاميرات الجزائرية بدون روح أو حتى مصداقية

.

ومن جهة أخرى وبغاية التضييق على كل الأصوات التي ترتفع هنا وهناك للتنديد بما يجري داخل مخيمات تيندوف من ظلم واستهتار بكرامة الإنسان أقدمت المخابرات الجزائرية على اعتقال مجموعة من الطلبة الصحراويين وبعض الأطر الذين عادوا مؤخرا إلى الجزائر قادمين إليها من إسبانيا وذلك لشكها في ولائهم للأطروحة الانفصالية

.

وأوضحت هذه المصادر أن المخابرات الجزائرية عمدت إلى استنطاق هؤلاء العائدين الذين وصلوا إلى الجزائر إما بواسطة الطائرة أو عبر الباخرة ونكلت بهم في جلسات ماراطونية قبل أن تقدم على نزع جوازاتهم الجزائرية . وفسرت نفس المصادر إقدام مصالح الأمن الجزائرية على هذه الخطوة الرعناء بالتخبط الذي أصبحت هذه المصالح تعيشه والذي يقودها إلى الشك في كل الأشخاص حتى أولئك الذين يدينون لها بالولاء

.

وأشارت المصادر إلى أن المخابرات الجزائرية تشك في وجود تنظيم سري بإسبانيا يضم مجموعة من الطلبة والأطر يعمل ضد أهداف جبهة البوليساريو وعبرها الجزائر وقيامها بعملية استنطاق العائدين في محاولة لكشف هذا التنظيم ومحاصرة متزعميه

.

وذكرت مصادر موثوقة أن المخابرات الجزائرية كشفت مؤخرا عن تورط قياديين بارزين في البوليساريو متورطين في تأطير وتنظيم شبكات منظمة للهجرة السرية من مناطق جنوب الصحراء نحو أوربا عبر المغرب

.

وأوضحت هذه المصادر لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مصالح الأمن الجزائرية عمدت بعد ازدياد عمليات تهريب البشر والسلع التي تشهدها مخيمات تيندوف والمناطق المحيطة بها إلى القيام بحملة واسعة استهدفت تتبع منابع هذه الهجرة والتنظيمات التي تقف وراءها لتكتشف وجود شبكات متداخلة ومؤطرة بشكل جيد يقودها مسؤولون بارزون في صفوف البوليساريو وتضم في عضويتها العديد من الأهل والأقارب وأبناء العمومة

.

وقالت المصادر ذاتها إن زعماء هذه الشبكات التي تنشط بالمخيمات ولها ارتباطات خارج منطقة تيندوف راكموا ثروات كبيرة متحصلة من معاناة المهاجرين السريين الأفارقة ومآسيهم مشيرة إلى أن ضبط هذه الشبكات يؤكد على أن قادة الانفصاليين لا يكتفون باحتجاز سكان المخيمات والتنكيل بهم بل يتعدون كل ذلك إلى المتاجرة في البشر عبر تسهيل الهجرة السرية وذلك بهدف مراكمة الثروات الخيالية من جهة وتوريط المغرب بصفته الممر الوحيد لقوافل المهاجرين نحو أوربا من جهة ثانية

.

وعن التوقيت الذي تم خلاله الكشف عن وجود هذه الشبكات أوضحت المصادر أن مصالح الأمن الجزائرية كانت تعرف جميع الشبكات المتخصصة في تهجير الأفارقة السريين التي تنشط بالمخيمات كما تعرف أسماء القياديين الذين يشرفون على هذه الشبكات بارتباط مع أفراد من عائلاتهم ولكنها كانت دائما تغض الطرف عن هذه العمليات المشبوهة بهدف خلق متاعب للمغرب باعتباره الممر الوحيد الذي يسلكه الأفارقة القادمون من الجنوب في اتجاه أوربا وذلك لتظهره كبلد غير قادر على حماية حدوده وكذا المناطق التي يتسرب منها المهاجرون

.

ومضت هذه المصادر قائلة إن التطورات المتلاحقة التي شهدها نشاط هذه العصابات الذي توسع ليشمل مجالات أخرى غير تهريب البشر دفع بالسلطات الجزائرية إلى الاقتناع بأنها أضحت هي نفسها مهددة بنشاط هذه العصابات التي غضت عنها الطرف لسنوات طويلة ومن ثم ,تضيف المصادر ، انقلب السحر على الساحر وهي تحاول الآن تحجيم نشاط هذه الشبكات عبر القيام بحملات واعتقالات في صفوف أعضائها

.

جريدة العلم