صحافة الجنرالات تحتفي بطرد الجزائر لصحافيين مغاربة
الثلاثاء 28 يونيو 2005
باستثناء صحيفة «لوجون أنديبوندون» ذهبت جل الجرائد الجزائرية الصادرة أمس الاثنين إلى الاحتفاء بطرد الجزائر لأربعة صحافيين مغاربة وعضوين من جمعية «الصحراء المغربية» واعتبار الحدث انتصارا جزائريا جديدا(!) «إنه قرار مؤسف وأرعن» هذا ما قالته «لوجون أنديبوندون» الصحيفة الوحيدة التي غردت خارج السرب الجزائري، والتي اعتبرت أنه مهما كانت مواقف الصحافيين المغاربة وأعضاء جمعية « الصحراء المغربية » المطرودين من مطار هواري بومدين فإنهم يظلون «إخوانا لنا، لم يأتوا إلى الجزائر مسلحين بالكلاشينكوف، ولهم الحق في كل الاحترام ماداموا لم يخرقوا القانون». وتساءلت الجريدة «من ينزعج من مجيء إخوة مغاربة لمعاينة الحقيقة؟ ومن يخدم ترحيلهم دون أي مبرر سياسي واضح؟». والحقيقة أن الجريدة وإن تعاملت بموضوعية مع خبر ترحيل الصحافيين المغاربة فإنها لم تكن محايدة، لأنها كانت تنبه السلطات الجزائرية إلى عدم الوقوع في مثل هذه الأخطاء التي من شأنها أن تثير الصحافة المغربية. وقد نقلت الجريدة في مقال آخر عن مصدر من مطار وهران الدولي أن الوفد المغربي لم يتعرض للاحتجاز بالمطار والصحيح أن المسؤولين عن الأمن الجزائري وضعوا على باب القاعة التي حشر فيها الوفد المغربي حراسة أمنية، ولم يكن للمغاربة الحق في الخروج حتى للمرحاض إلا بترخيص من السلطات الجزائرية. ونفى نفس المسؤول تعرض أي فرد من أفراد الوفد للاستنطاق
والحقيقة أن عشرة مسؤولين أمنيين بالمطار استنطقوا رئيس جمعية « الصحراء المغربية » ووجهوا إليه عدة أسئلة حول موقفه من الجمهورية الصحراوية وعن أنشطة الجمعية وعن الهدف من الزيارة… لكن هذا المسؤول لم يعط تبريرا مقنعا للجريدة عندما استفسرته عن سبب ترحيل الوفد المغربي ومنعه من الدخول إلى الجزائر رغم أنه يوجد في وضعية قانونية، وقال لها بالحرف «يكفي الرجوع إلى اسم الجمعية» في إشارة إلى أن الجمعية تحمل اسم «الصحراء المغربية». من جهتها لم تذخر صحيفة «لوكوتيديان دوهران» جهدا في حبك سيناريو غريب يصور الصحافيين وكأنهم رجال مخابرات أو كما قالت بالحرف «كومندو جاء إلى الجزائر ليهدد أمنها» (!) ووصفت الجريدة الصحافيين بأنهم مجرد «مستفزين مغاربة». وقالت بيقينية كبيرة إن جمعية « الصحراء المغربية » خرجت من رحم المخابرات المغربية وإنها ممولة من طرف حميدو العنيكري، وإن الرحلة التي قاموا بها هي من «طبخ» المخابرات و«كان من الممكن أن تعطي أكلها لولا حيطة وحذر السلطات الجزائرية ورعونة المغاربة الذين وضعوا هذه الخطة المكيافيلية». هكذا تكلمت الصحيفة الجزائرية واختلقت الأكاذيب عندما قالت بأن «الصحافيين المرحلين لم يمارسوا قط مهنة الصحافة في بلادهم»، والحقيقة أن الصحافيين المذكورين يمارسون بالفعل وأكبر دليل هو تواجد مراسل «الأحداث المغربية» ضمن الوفد المغربي الذي تم ترحيله. محمد أبويهدة
الأحداث المغربية
Aucun commentaire