مجموعة من الفعاليات المغربية توجه ‘نداء المواطنة’ إلى الرأي العام الوطني
الرباط 12 – 6- 2005 وجهت مجموعة من الفعاليات السياسية والحقوقية والجامعية والعاملة في مجالات الإعلام والفن والحقل الجمعوي والأطر الإدارية نداء إلى الرأي العام الوطني أطلقت عليه اسم « نداء المواطنة » في ما يلي نصه : » يتعرض الرأي العام المغربي منذ مدة، لحملة ممنهجة تتخذ لبوسا مختلفة، وترمي إلى زرع البلبلة والتشكيك في جوهر المكتسبات التي تتحقق في البلاد على طريق الانتقال الديمقراطي وبناء دولة القانون
.
وفي هذا السياق التأم مواطنات ومواطنون من مشارب مختلفة، بدافع الغيرة والدفاع عن ثوابت التجربة الديمقراطية المغربية ليطلقوا النداء التالي، تاركينه مفتوحا لكل من يتقاسم معهم القيم نفسها : » إن المكتسبات التي جاءت تتويجا لمسار طويل من النضالات، هي نتيجة موضوعية وملموسة لميثاق أخلاقي يجمع بين مختلف مكونات المجتمع المغربي. وقد لوحظ أن هناك أوساطا تعمل جاهدة لتبخيس هذه المكتسبات، وأن أصواتها النشاز، بلغت، في الأيام الأخيرة، قمة الهذيان، وراحت تصور المغرب وكأنه أضحى على حافة الهاوية : فالتمرد في كل جهات البلاد، بل إن بعضهم تجرأ على التبشير بـ »انتفاضة »، والدولة بلغت مرحلة متقدمة من التفكك وباتت آيلة للسقوط كثمرة ناضجة في يد « منقذين » لا يترددون في عرض خدماتهم على قوة كانوا إلى عهد قريب ينعتونها ب »الشيطان الأكبر« .
إننا كمواطنين مغاربة من حساسيات سياسية مختلفة ومن أوساط مهنية متعددة، نود أن نؤكد أولا زيف هذه الادعاءات والافتراءات الصريحة أو الضمنية، ونستطيع ثانيا أن نسجل، رغم كل الصعاب الموضوعية والحقيقية التي يعيشها المغرب، سلامة المناخ العام في البلاد، في السياق الراهن للانتقال والتربية على الديموقراطية
.
يحدث بالتأكيد أن تتعرض حركات احتجاج للقمع من طرف القوة العمومية، إلا أن مثل هذه التجاوزات تحدث في كل أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان الراسخة في الديموقراطية. بيد أنها أحداث تبقى محدودة ومعزولة، وتكون عموما موضوع تنديد علني من لدن الجمعيات الحقوقية في البلاد
.
إن المغرب الذي يمر اليوم بإحدى أخصب المراحل في تاريخه، ينخرط بكل قوة وثقة في دينامية التغيير. وتستند انطلاقة البناء وإعادة الهيكلة على مستوى قطاعات بأكملها في المجتمع والاقتصاد، إلى عمق قوي يوفره تضافر جهود الإصلاحات المنطلقة، في إطار تعاقد بين الملكية والقوى الحية في البلاد
.
ونحرص، في هذا الصدد، يحذونا هاجس تعزيز وتصليب المكاسب، على تسجيل موقف الاتزان وضبط النفس، الذي طبع سلوك الدولة إزاء التجاوزات، وأحيانا الاستفزازات، التي تستهدفها، معتقدين أن الفضل في تغليب روح الالتزام والمسؤولية يعود بالدرجة الأولى إلى إرادة الملك محمد السادس وحكمته وبعد نظره، خصوصا وأنه كان مستهدفا علنا وبشكل مباشر
.
إننا نتفهم، في سياق ظرفية انتقالٍ كالتي يمر بها المغرب، مشروعية الإعراب عما بقي دفينا، خلال فترة من الكبت والاحتقان، من إحباطات أو تطلعات تسعى إلى الانطلاق
.
إن العديد من التجارب تثبت أن كل محطة انتقالية هي، في الوقت نفسه، مرحلة إعادة تشكيل لكل مجالات الحياة الوطنية، ومناسبة لتسريع انتقال النخب الوطنية والمحلية
.
إلا أن الرهان على الضجيج والمبالغة والكذب والمزايدة كسبل للارتقاء الاجتماعي، والتجرؤ على التلاعب بالوحدة الترابية وبالسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي للبلاد، و »مغازلة » قوى أجنبية، هي مغامرة لا يمكن أن يقدم عليها إلا من تجرد من المسؤولية والوعي
.
إننا نعتبر أن بعض الأوساط قد تخطت، في الأيام الأخيرة، حدود القواعد الأولية للوطنية، وتجاوزت أبسط الأخلاقيات وقواعد اللياقة
.
إن الانتقال الديمقراطي للمغرب ليس مهددا إطلاقا، وبالأحرى استقراره السياسي ووحدته الوطنية. ومن ثم يجب أن تعطى فرصة أخرى لمن ضلوا طريقهم اليوم، لكي يستعيدوا الوعي ويصححوا سلوكهم
.
وإننا نخاطبهم مباشرة لكي نطلب منهم فقط أن يلتزموا مستقبلا بالقواعد، المكتوبة وغير المكتوبة، وبالأخلاقيات وأبسط مقومات اللياقة. أما الذين يتباهون منهم بممارسة السياسة، فعليهم أن يتذكروا أن السياسة الأجدى في عالم اليوم، هي تلك التي تراهن على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي والحوار، وعلى الديموقراطية وتعبئة الجماهير الشعبية من أجل التنمية. أما السياسة التي تراهن على التفرقة والفوضى، أو على تبشير خرافي عفا عنه الزمن، وعلى الديماغوجية، فهي محكومة بالفشل
.
إننا كمواطنين ناضل كل منا، بهذا القدر أو ذاك، من أجل مغرب مستقل وديموقراطي ومتضامن وموحد، نجدد التأكيد على حق كل مغربي وكل مغربية، وكذا حق كل جهة وكل ناحية من المغرب، وبصفة عامة حق أي من مكونات الكيان الوطني من أجل موقع في المجموعة الوطنية
.
إلا أن هذا الموقع يتقرر على أساس الاستحقاق والمتطلبات الفعلية ومؤهلات الأمة، القابلة للتطوير بفضل التنمية، وليس على قاعدة المزايدة والابتزاز
.
أما ردنا على عناصر البوليساريو التي ظنت الفرصة مواتية في الظرفية الراهنة لدعوة « النخبة المغربية إلى رفع تحدي السلام »، فهو كالتالي : لقد كان البوليساريو في المنطلق جزءا من الحركة الديموقراطية المغربية، لكن الشروط الداخلية والخارجية للمرحلة السابقة جعلته يتحول بسرعة إلى مجرد أداة لسياسة الهيمنة الجزائرية. أما اليوم فقد تغيرت الظروف الوطنية والدولية وأصبح المغرب مستعدا، في إطار انتقاله الديموقرطي، لإقرار جهوية حقيقية تؤمن لسكان كل جهة صلاحيات واسعة، بما يوفر لكل أصحاب النوايا الحسنة والمستقلة فرصة للمساهمة في السلام والبناء، ونتمنى أن ينتهز كل واحد هذه الفرصة
.
إننا وبكل قوة ووضوح، نجدد الالتزام بمواصلة الكفاح من أجل تكليل خطوات الانتقال الديموقراطي لبلادنا بالنجاح، وبمواصلة العمل من أجل بروز مغرب القانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية والأخوة والازدهار في أسرع وقت ممكن
.
وفي هذا السياق سنظل دائما ضمن المدافعين عن الحريات العامة، وخاصة حرية الصحافة. لكننا لن نقبل بأية محاولة لإحباط الرأي العام. فدولة القانون تضمن الحقوق طبعا، ولكنها في ذات الآن تفرض الواجبات كذلك. والحال أن الجميع يدرك حجم التضحيات التي بذلت عقودا من أجل تلك الحقوق
.
إننا، انطلاقا من هذه الروح، سنظل من بين أول المطالبين بتطبيق القانون، من غير إفراط ولا تفريط، كلما تعرض للخرق، ووقع تجاوزٌ وانتهاك للأخلاقيات، التي تستمد روحها من القانون وبه تتقوى
« .
وفي ما يلي لائحة أولى بأسماء الموقعين على هذا النداء : للاتصال : أحمد حرزني
ahherzenni@menara.ma سعيد لكحل – باحث- الرباط العربي الحارثي- أستاذ جامعي- الرباط سعد الشرايبي – سينمائي – الدار البيضاء عادل راشدي – ناشط جمعوي وإطار إداري – الحسيمة عبد العزيز الطريبق – إطار – تطوان عبد المجيد بلغزال – ناشط حقوقي – العيون نور الدين سعودي – مدرس – الدار البيضاء محمد بنعياد – إطار – الرباط محمد عساوي – مدرس – الجديدة محمد مدلاوي – باحث – الرباط محمد كنوش – ناشر – الدار البيضاء حفيظة كتبية – مستخدمة – مراكش أحمد بايا – إطار – الرباط جمال شيشاوي – مهندس – الرباط امحمد بنسماعيل – متقاعد – مراكش رجاء نظيفي – مدرسة – الرباط توفيق الوالي – مهندس – الرباط قاسم غزوي – فلاح – سيدي قاسم عمر السغروشني – مهندس – باريس مولاي الطيب العلوي – مهندس – الرباط مصطفى قدوري – مهندس – الرباط حسني جواد كنوني – مهندس – الرباط جواد العراقي – مدير شركة – الدار البيضاء رشيد فكاك – فنان – ابن أحمد خديجة الرويسي – ناشطة حقوقية – الرباط عبد الحميد اجماهري – كاتب وصحفي – الدار الببيضاء أحمد البلعيشي – ناشط حقوقي – الحسيمة نور الدين ظريف – ناشط حقوقي – السمارة عبد السلام بوطيب – ناشط حقوقي – مكناس أحمد كيكيش – ناشط حقوقي – كلميمة حكيمي بلقاسم – ناشط حقوقي – وجدة عبد الرحيم شهيد – ناشط حقوقي – زاكورة عزيز الوديع – فاعل سياسي – الدار البيضاء محمد الخمليشي – ناشط حقوقي – الحسيمة حكيم بنشماش – أستاذ جامعي – الرباط بوشتى الحياني – فنان تشكيلي – الرباط الطيب العلمي – محام بهيئة الدار البيضاء أحمد حرزني -باحث – الرباط هدى شيشاوي – مهندسة – الدار البيضاء فاطمة شيشاوي – مستخدمة – الدار البيضاء عبد اللطيف شيشاوي – متقاعد – الدار البيضاء أمين عبد الغني – إطار في تنمية الموارد البشرية – الدار البيضاء رجاء مشكوري – ناشطة جمعوية – الدار البيضاء راضية بشارة – ناشطة جمعوية – الدار البيضاء سماح شجيري – متخصصة في طب الأسنان – الدار البيضاء محمد سؤال – مقاول وناشط جمعوي – الدار البيضاء خالد مصدق – فاعل سياسي – الدار البيضاء سميرة الحمومي – محامية بهيئة الرباط عبد الله العماري – محام بهيئة الدار البيضاء إدريس عيساوي – صحافي – الرباط عبد الرزاق الحنوشي – ناشط جمعوي – الرباط خالد الناصري – أستاذ جامعي وناشط حقوقي – الرباط عبد الأحد الفاسي الفهري – رئيس المجلس الاستشاري الاقتصادي الاجتماعي لحزب التقدم والاشتراكية علال الأزهر – مفكر وفاعل سياسي – مراكش أحمد نشاطي – صحافي – الدار البيضاء مصطفى الزارعي – صحافي – الدار البيضاء حسن العلوي – صحافي – الرباط توفيقي بلعيد – شاعر – الدار البيضاء كريم الدويشي – صحافي – الدار البيضاء ويمكن توجيه التوقيعات إلى applcitoyen@yahoo.fr .
عن : و.م.ع
Aucun commentaire