لندن9-6-2005 أكد الكاتب والمحلل السياسي أسامة أبو ارشيد أن الموقف الجزائري الأخير من قضية الصحراء المغربية  » مؤسف حقا « ، معتبرا أن « الشعب الذي قدم مليونا ونصف المليون شهيد لتصفية الاستعمار في بلاده لن يقبل أن تعود أصابع الاستعمار لتعبث في أمن منطقة عبر كانتون يمر من بوابة البوليساريو في الصحراء المغربية

« .

وكتب أسامة أبو ارشيد في مقال تحليلي بجريدة (القدس العربي) الصادرة في لندن تحت عنوان  » حول الموقف الجزائري من الصحراء المغربية : بلد المليون ونصف المليون شهيد في معركة الاستقلال أكبر من ذلك « ، أن الموقف الجزائري الأخير من قضية الصحراء المغربية  » صب الزيت على نار متقدة أصلا … وأدت في المحصلة إلى إلغاء اجتماع القمة بين قادة دول الاتحاد المغاربي … التي كان من المفترض عقدها أواخر الشهر الماضي في ليبيا

« .

وأضاف في مقاله الذي صدر ب(القدس العربي) أمس، أن هذا الموقف المناوئ للوحدة الترابية للمغرب جاء في الوقت الذي  » استبشر فيه الكثيرون خيرا بالتحسن النسبي الذي طرأ على العلاقات المغربية ـ الجزائرية منذ أواخر مارس الماضي

« .

وذكر كاتب المقال بالسياق التاريخي لاسترجاع المغرب لسيادته على صحرائه بفضل المسيرة الخضراء عام1975 ، وقال إن هذا الأمر  » لم يرق للجزائر، الطامحة لقيام حكومة صحراوية ضعيفة تبسط عليها حمايتها، وبذات الوقت توفر للجزائر منفذا على المحيط الأطلسي لتصدير غازها الطبيعي

« .

واستطرد المحلل السياسي قائلا  » إن ما يجمع بين البلدين أكثر وأكبر مما يفرقهما »، مذكرا بما قدمه المغرب من « دعم لحركات الثورة والتحرر في الجزائر منذ منتصف القرن التاسع عشر، ودفع ثمن ذلك صداما عسكريا مع إحدى القوتين العظميين في ذلك الوقت

« .

وأضاف أن الدعم لحركة التحرر الجزائرية ظل مستمرا، وقال في هذا الصدد  » حتى أنه عندما تحرر المغرب عام1956 لم يضن على ثوار الحرية الجزائريين الذين كانوا يلجأون إلى الأراضي المغربية هربا من بطش المستعمر الفرنسي، وذلك حتى نيل الجزائر استقلالها عام1962

« .

وختم المحلل السياسي مقاله بالقول « إن الجزائر وشعب الجزائر والمجاهدون الجزائريون في حرب الاستقلال … أكبر من هذا، فالشعب الذي قدم مليونا ونصف المليون شهيد لتصفية الاستعمار في بلاده، لن يقبل أن تعود أصابع الاستعمار لتعبث في أمن منطقته مرة أخرى عبر كانتون استعماري جديد يمر عبر بوابة البوليساريو في الصحراء المغربية

« .

عن : و . م .ع