تعاني المؤسسة التربوية المغربية على غرار مجموعة من المنظومات التربوية العالمثالثية المحيطة من هزالة النتائج و تدني المستوى التعليمي و التحصيل المعرفي للرواد المتعلمين ، و بالخصوص في المرحلة الابتدائية . فقد أكدت مجموعة من الدراسات و الأبحاث الميدانية على أن معضلة تدني المستوى التعليمي تكاد تكون متشابهة في كل البلدان النامية بل و حتى في بعض الدول المتقدمة و ذلك راجع لعدة أسباب و من أهمها : أن المعرفة لم تعد حكرا على المؤسسة التعليمية بل هناك عدة قنوات أخرى كالإذاعة و التلفزيون و باقي و سائل الإعلام الأخرى كما أن الانفجار المعرفي و التكنولوجي و المعرفة الجاهزة التي أرخت سدولها على المؤسسة التعليمية حيث أصبحت قنوات المعرفة متشعبة و متنوعة لا يمكن حصرها في مجال واحد و من مصدر واحد و بالخصوص شبكة الإنترنيت العنكبوتية و التي تعتبر أهم مصدر للمعرفة في الفترة الحالية ، إلى أن الملاحظ و المهتم بالجانب التربوي ، و بالأخص أهل الميدان يعتبرون ان المستوى التعليمي و المعرفي في تدن مستمر ، لكن تبقى الأسباب عديدة و مختلفة، هناك من يلوم البرامج و المناهج و طول المقررات ، ويدعي البعض أن الإشكال يكمن في الهيكلة العامة للمنظومة و يزعم البعض أن الخلل فوقي و سياسة التعليم فاشلة رغم الإصلاحات الترقيعية الظرفية يبقى الخلل قائما و هناك من يتهم الأسرة و كل مكونات المجتمع و يعتبر أن المنظومة التربوية برمتها مشروع مجتمعي و لا يعني المؤسسة لوحدها ، و تشابكت الخيوط حتى أصبحنا لا نميز بين خطط الإصلاح و خطط علاج هذه المنظومة المريضة و التي طال أمد دائها و استفحل و لكن كيف السبيل إلى العلاج؟ كم من دول أفقر منا بالأمس القريب أصبحت اليوم منظومتها التربوية أفضل منا بكثير و هذا بالفعل يؤلمنا و أسوق أمثلة من دول العالم الثالث : مالي ، كينيا ، الشيلي. أما الحديث عن ماليزيا و كوريا و فيلندا فمن المستحيل المقارنة مع وجود فارق كبير و الذي يعد بالسنوات الضوئية . إن تدني المستوى التعليمي و المعرفي مشكل بنيوي و هيكلي ينطلق من الأسرة و المجتمع ليصل إلى المدرسة و يتسلق الدرجات إلى أعلى الهرم . إن الإصلاح الحقيقي يحتاج إلى إرادة و عزيمة و نوايا صادقة و ضمير حي و حب الوطن و الإستقامة و النزاهة و اهم من هذا كله (رأس الحكمة مخافة الله)…. فهل نحن متعضون؟ … نرجو الله الهداية… يتبع…