Home»National»تدليل الأطفال والطريق الخطأ

تدليل الأطفال والطريق الخطأ

0
Shares
PinterestGoogle+

إن مفهوم التدليل يعتبر ظاهرة تربوية معقدة ذات أبعاد نفسية و إنسانية و اجتماعية . إن الواقع المعاصر أفرز هذه الظواهر التي عرفت خللا في علاقة الراشدين بالأطفال و بالخصوص الأسرة و المدرسة و منها ما هو إيجابي و ما هو سلبي خطير : فماذا نقصد بالتدليل ؟ و ما هي مظاهره ؟ و عوامله و نتائجه ؟ و هل هناك إجراءات تربوية مقترحة لمعالجة هذه الظاهرة ؟
نقصد بالتدليل(بالعامية المغربية : الفشوش ) هو التساهل و التراخي في السلطة الشرعية للأب أو المربي على الطفل والمبالغة في تلبية جميع طلباته و رغباته بشكل يجعله طفلا مشكلا أي عديم الانسجام و نرجسي، أما الطفل المدلل نفسيا فهو غير متوازن سيكولوجيا تنقصه الموضوعية و يتمحور حول الذات ولا يتجاوز سقف الأنا مما يسبب في عدم سوية الشخصية ، إن مظاهر التدليل تتجلى في عدة ممارسات داخل الأسرة و المدرسة وتختلف حسب ظروف الطفل المدلل لكثرة المخالفات و العصيان مما يفتح الطريق إلى الجنوح و الانحراف نظرا لضعف شخصية المربي إلى عجزه التام في القيام بواجبه التربوي لأن هناك ثلاثية متكاملة في مفهوم التدليل : السلطة – الحب- الحرية إن ضعف سلطة المربي وانعدام مراقبة الطفل و التساهل عن مخالفاته و عدم مساءلته و قبول أنماط سلوكياته و قبول جميع طلباته و إطلاق العنان لحريته و تطاوله على الغير و استخفافه بالقيم و الآداب كل هذه السلوكات تجعله طفلا مدللا بامتياز و من نتائج ذلك العصيان ، النرجسية ، حب الذات ، ضعف الإرادة و الأنانية نظرا لمخالفة التوجيهات الأسرية و التعليمات المدرسية.

إن طغيان الرغبات يسبب الكسل و الاعتماد على الغير و التخلي عن القيم و الأخلاق مما يفتح الأبواب على مجموعة من الاحتمالات الغير محسوبة العواقب ان من اهم عوامل التدليل و أسبابه عدم قيام المربي بواجبه و التخلي عن مسؤولياته ضعف الوازع الديني تبني بعض الأفكار العلمانية كالنظام التربوي المتحرر المتفتح الحداثي كما أن الفرد الذي دُلل في طفولته أو عانى من الألم و الحرمان قد يصعب عليه التعامل باتزان و روية مع مربيه كما أن اليسر و الغنى و المستوى الاجتماعي للأسر و تدليل الخدم له يد طولي في إفساد العلاقات بين الراشد والطفل و يجعله مدللا بامتياز كما ان مشاغل الأب و الأم الكثيرة و الغياب عن البيت قد يساهم في تعويض كل هذه المشاغل بالتدليل فقدان الأبوين ، اليتم و زواج الأب او الأم عند فقدان احدهما رعاية الأقارب كما أن الطفل الوحيد يكون محبوبا و المريض يخشى موته فيدلل و الطفل الأخير دائما صغير ولو كبر الطفل الذكر بين الإناث و الأنثى بين الإخوان أو الطفل المفضل ، أن اكتساح العولمة و ضعف الدولة الوطنية سبب في استلاب تربوي فرضته التحولات الاقتصادية و الاجتماعية غيرت وضعية الأسرة الحديثة و ضربت مصداقية أدوارها في الصميم إضافة إلى الرواسب الثقافية الاستعمارية .
ومن نتائج هذا التدليل التسلط العدوانية ،الفشل الدراسي و العلائقي و الاجتماعي و لتصدي لهذه الظاهرة يجب مد جسور التواصل و التكامل بين الأسرة و المدرسة و ا لتوعية التربوية و الرفع من القيم و الأخلاق و مساعدة الطفل على النمو الحقيقي و المتكامل كما تجدر الإشارة إلى عدم سلامة أي مبرر لتدليل مهما كانت مرجعياته و اعتباراته………….
كتابي محمد تاوريرت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ASMAE
    08/01/2011 at 14:48

    MA9AL MOTAMAYIZ YASTAHI9O KATIBOHO ATACHJI3 WATA9DIR 3ALA MA9ALATIHI DATO LMOSTAWA RAFI3 SAWAON MIN HAYTO LKITABA AW KHTIYAR LMAWADI3 DAT L3ANAWIN LAFITA LILINTIBAH WACHOKRAN

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *