إيمان شاكر في نسخة جديدة من العار

لقد استبشر المغاربة خيرا عندما علموا أن إيمان شاكر قد اعتذرت لكل مغربية ترى أنها قد أسيء إليها من خلال لعب ملكة جمال المغرب لدور بنت الليل في مسلسل العار، وذلك عندما قالت معتذرة لكل النساء المغربيات: « أعتذر للجميع لو أن ما قدمته أزعجهم وأؤكد لهم أني لم أتعمد الإساءة لأحد وخاصة المغربيات لأن بلدي غالية علي ولا أقبل الإساءة لها ».
إنه كلام منحنا كمغاربة نوعا من الاطمئنان بكون بناتنا يملكن القدرة على الاعتراف وبالتالي الشجاعة على الاعتذار الذي يعني ضمنيا الالتزام بعدم العودة للعب مثل تلك الأدوار المشينة التي تتنافى مع قيم المجتمع المغربي والتي من شأنها أن تلطخ سمعة جميع المغربيات في وحل العري والمسخ والفضائح.
إن إيمان شاكر ولله الحمد لم تعد إلى لعب تلك الأدوار ولكنها عادت لتصرح من جديد أنه لا يوجد سينما مغربية بدون عناق أو قبلات ورافضة لوجود ما يسمى بالسينما النظيفة. وقد قالت في تصريحها ل م.ب.س.نت « »عندما تكون القبلة والحضن موظفَيْن لخدمة القصة فلا مشكلة، ومن الخطأ أن نصف صاحبها حينئذٍ بأنه يقدِّم سينما غير نظيفة » لن أكون مجانبا للصواب لو قلت: إن إيمان شاكر لا تعرف معنى النظافة، ويبدو جليا أنها أبدعت مفهوما جديدا غير مألوف يجعل جميع العرب الشرفاء ومنهم المغاربة على الخصوص جهالا أميين لا يفقهون شيئا في علم المعاني والأبعاد اللغوية لكلمة « سينما نظيفة » فالنظافة لدى صاحبة العار تبقى هي هي لا تتبدل ولا تتغير رغم القبلات الحارة والعناق.
لأن العناق كما القبلات هي سلوك سينمائي لا يعبر حقيقة عن كنه وجوهر شخص الممثلة. وبذلك فكل مغربية ترتمي في أحضان ذئب أمريكي أو مصري وينزل عليها بالقبلات الحارة كما فعلت سناء عكرود في فيلم » احك يا شهرزاد » أو في سينما عبد القادر لقطع الفاضحة أو في فيلم » علي زاوا » حيث أمال عيوش المومس عارية الأسفل وتجلس على وسط الزبون أو في فيلم » حجاب الحب » الذي باع فيه يونس ميكري شعبيته وحب المغاربة له للشيطان كل هذا مجرد لعب أطفال أو إن صح التعبير » سينما » وهو فن راقي يترجم قيما نبيلة ويقوم بتعرية الواقع.
وتتساءل قائلة: « »لو في الفيلم قصة حب بين البطلة والبطل، هنقنع الجمهور إزاي من غير القبلات والأحضان؟! »
فهل ليس في السينما إلا قصص الحب التي سنحتار في كيفية إيصال معانيها للجمهور؟ ويبدو بوضوح من خلال هذا التصريح الذي ينم عن جهل عميق بالآليات والوسائل المتاحة في السينما لتعبر عما شاءت وكيف شاءت دون الاضطرار إلى مشاهد مخلة بالحياء. أن ممثلاتنا قد تأثرن حتى النخاع بالسينما المصرية التي منذ عقود وعقود وهي تختزل الفن السابع في أفلام الحب والغرام. ولذلك لا نستغرب إذا كانت إيمان شاكر لا تعرف سينما أخرى تتحدث عنها غير سينما الحب والقبلات وبيع الهوى في الليالي الحمراء.
ومن خلال هذا التصريح نشعر أن إيمان شاكر تحمل هما كبيرا جعلها في حيرة من أمرها وهو كيفية إقناع الجمهور بأن الفيلم يتناول علاقة حب دون قبلات وعناق. كما نشعر وكأنه لا يمكن للممثلة المغربية أن تلعب دورا إلا دور القبلات والعناق. في حين نجد الكثير من الممثلين العالميين ينتقون أدوارهم بدقة متناهية ومنهم من قام بالرفض للعديد من السيناريوهات التي لا تتناغم ولا تنسجم مع قيمه أو ما يؤمن به من أدوار. وقد أخبرتنا وسائل الإعلام أن ممثلات مسرحيات إسبانيات قد رفضن أن يلعبن دور العري والسترايبتيز على الخشبة في مسرحية » كفر ناحوم أوطو صراط » وهن إسبانيات أي مسيحيات مجتمعهن يستبيح مثل هذه الأدوار دون حرج. ولكن قبلت به الممثلة لطيفة أحرار المسلمة المغربية دون حرج أو حياء وخلعت ملابسها وتعرت أمام العائلات المحترمة وأخذت تتلوى …. عارية على خشبة المسرح وكأنها على شاطئ البحر فيما سمته بالإيحاءات الجسدية.
إذن في نظر إيمان شاكر فمسرحية كفر ناحوم مسرحية نظيفة لأن السيناريو والضرورة الفنية اقتضت أن تتعرى لطيفة أحرار دون حرج لأنه من مقتضيات التمثيل الذي لا يخل أو ينقص من شرف وعفة أحرار شيئا. لأن أحرار على الخشبة ليست هي أحرار في الواقع. إن الأمر ربما يصعب فهمه لأن هناك نوعا ما فلسفة عسيرة الهضم عندما نعتبر الأمر ونقيضه موجودان في شخص واحد. أي من الصعب أن نقتنع بأن أحرار و إيمان شاكر وعكرود هن ممثلات مغربيات شريفات عفيفات أصيلات ومحترمات. وما العري الذي ظهرن عليه وخصوصا إيمان شاكر لأن عندما تسأل عنها الحاج غوغل وعن صورها فسيغدق عليك بصور كثيرة احذر أن تجع منها منقصة لأصالتها وعفتها وشرفها. ومهما لعبن من أدوار العري والفساد والاستلقاء على الأسرة. فإن ذلك مجرد تمثيل ليس غير.
إن هذا الاستغباء وهذا الاستحمار لا يمكن أن يقبل به المغاربة لبساطة فهمهم للنظافة والشرف والعفة والقيم. فالسينما النظيفة إذا أردنا أن نحصيها » بالخوشيبات » هي السينما التي أستطيع أن أشاهدها رفقة أبي وأمي دون أن أجد في ذلك حرجا أو أبحث عن منفذ للهروب من البيت. فالسينما إذا لم تستطع أن تحافظ على جمع شمل العائلة ليتم الجلوس بعد نهاية الفيلم لمناقشته حتى يتم استغلال السيناريو للرفع من مستوى أعضاء العائلة وتوظيف التلفاز أو السينما لنشر ثقافة بانية جادة وهادفة ليست سينما نظيفة..فكل العائلات العربية جلست وراء التلفاز أبا وأما وأخا وأختا وعيونهم جاحظة متتبعين للمسلسل الإيراني » يوسف الصديق » وفيه قصصا من الحب وقد بدا واضحا شغف السيدة زوليخة بحب يوسف عليه السلام وشغف يوسف بها بعد إسلامها ،حسب السيناريو، وفهم كل مشاهد مضامين علاقة هذا الحب الكبير دون أن تكون هناك قبلات ولا عناق.
إن إيمان شاكر تحدث المغاربة وكأنهم شعب يعيش في المريخ أو أنه شعب جاهل وبسهولة سيتم استغباؤه بكلمات اقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كلمات تدل على ضعف التكوين السينمائي لصاحبتها، كما تدل على سداجتها لكونها قولبت ونمط حسب ما أراده لها المصريون الذين حصروها في أدوار لا تخرج عن إطار بنت الليل المرتمية في الأحضان، أو العاشقة التي لا تحسن سوى تبادل القبل.
إن التصريحات التي صرحت بها إيمان شاكر جعلت فضيحة فيلم العار يتكرر، لأن تصريحاتها هاته تدل على عدم الممانعة ضد الفضائح والإصرار على لعب نفس الأدوار. وبذلك يتبخر اعتذارها للمغربيات. وإذا كان تمة اختلاف في مفهوم نظافة الأفلام بين إيمان شاكر وبين جميع المغاربة الشرفاء. فإننا كمغاربة سنظل نندد ونندد بنظافة إيمان شاكر ومثيلاتها من الممثلات المغربيات إلى أن نتوحد في المفهوم ونتوحد في الغيرة على المغرب والمغربيات.




Aucun commentaire