تحت المجهر : من هو المدافع عن حقوق الإنسان؟

يمكن لكل واحد منا أن يكتسب صفة المدافع عن حقوق الإنسان. وهذه الصفة ليست دورا يحتاج إلى مؤهلات مهنية. وأما ما يعتمد عليه فهو الاحترام لأخواتنا في الإنسانية والفهم بأنه يحق لنا جميعا التمتع بكامل نطاق حقوق الإنسان، والالتزام بتحويل ذلك المثال إلى واقع ملموس »
نافي بيلاي، مفوض السامي لحقوق الإنسان
–
لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم بأسره.
–ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.
–ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم.
–ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
–ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها.
–ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد.
فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها.
في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأصدرته، وبعد هذا الحدث التاريخي، طلبت الجمعية العامة من البلدان الأعضاء كافة أن تدعو لنص الإعلان و »أن تعمل على نشره وتوزيعه وقراءته وشرحه، ولاسيما في المدارس والمعاهد التعليمية الأخرى، دون أي تمييز بسبب المركز السياسي للبلدان أو الأقاليم ».
فالتمييز يعيق إحقاق كافة حقوق الإنسان ـ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى الحقوق المدنية والسياسية.
فكل واحد منا يمكنه أن يبلو بلاءً حسناً. فاحتفالنا بيوم حقوق الإنسان بالدعوة إلى عدم التمييز وتنظيم أنشطة بهذه المناسبة، و التوعية والتواصل فيما بيننا في 10 دجمبر وما بعده أمر يلقى كل تشجيع.
ومن بين مواده المادة 26 .
• ( 2 ) يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً، وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلى زيادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام.
رسالة الأمين العام بمناسبة يوم حقوق الإنسان
10 كانون الأول/ديسمبر 2010
تعد حقوق الإنسان الأساس الذي تقوم عليه الحرية والسلام والتنمية والعدل، وهي صلب العمل الذي تضطلع به الأمم المتحدة في أنحاء العالم.
وإذا لم يكن هناك بد من سن القوانين التي تحمي حقوق الإنسان وتعززها، فإن التقدم في إعمالها كثيرا ما يتحقق على أيدي مجموعة من النساء والرجال الشجعان الذين يناضلون في سبيل حماية حقوقهم وحقوق غيرهم، عاقدي العزم على جعل الحقوق واقعا يلمسه الناس في حياتهم اليومية.
والاحتفال بيوم حقوق الإنسان نكرسه هذا العام لهؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان.
والمدافعون هُمْ فئة متنوعة من الأشخاص. فقد يكونون جزءا من إحدى منظمات المجتمع المدني، وقد يكونون صحفيين بل وحتى من فرادى المواطنين الذين لا يتوانون في مناهضة الإساءات التي تحدث حولهم.
ولكنهم يتقاسمون جميعا الالتزام بفضح الاعتداءات وحماية المستضعفين وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب. إنهم يهُبُّون ويجاهرون بآرائهم – وهم اليوم ينشرون تعليقاتهم في موقع ”تويتر“ – باسم الحرية والكرامة الإنسانية.
إن المدافعين عن حقوق الإنسان يقومون بدور حاسم في مكافحة التمييز. فهم يحققون في الانتهاكات ويؤازرون ضحاياها ويساعدونهم على الانتصاف.
وكثيرا ما ينطوي عملهم على مخاطر جسيمة.
ذلك أنهم يتعرضون للمضايقات ويُخلَعون من وظائفهم ويسجنون جَوْرا، بل إنهم في بلدان عديدة يعذبون ويضربون ويقتلون.
كما يُعرَّض أصدقاؤهم وأفراد عائلاتهم للمضايقات والترهيب.
على أن المدافعات عن حقوق الإنسان يواجهن مخاطر إضافية، ومن ثم فهن بحاجة إلى دعم إضافي.
إن يوم حقوق الإنسان مناسبة للإشادة بشجاعة وإنجازات المدافعين عن حقوق الإنسان في كل مكان، وهو أيضا يوم التعهد ببذل المزيد من الجهد لصون عملهم.
والدول تحمل على عاتقها المسؤولية الرئيسية عن حماية أنصار حقوق الإنسان. وأنا أناشد الدول قاطبة أن تكفل حريتي التعبير والتجمع اللتين تجعلان عملهم أمرا ممكنا.
إن تعرض أرواح أنصار حقوق الإنسان للخطر يفضي إلى تراجع الأمن بالنسبة إلينا جميعا.
وعندما تُكمَّمُ أفواه أنصار حقوق الإنسان، فإن العدالة بذاتها تتوقف عن المسير.
فلنستلهم، في يوم حقوق الإنسان هذا، من الذين يناضلون من أجل أن يصبح عالمنا أكثر عدلا. ولنتذكر أن كل فرد، أيا كانت خلفيته أو تدريبه أو تعليمه، بمقدوره أن يكون نصيرا لحقوق الإنسان.
فلنستغل هذه القدرة. وليَغدُ كل فرد منا مدافعا عن حقوق الإنسان.
ذ.يحيى قرني




Aucun commentaire