بعد أحداث العيون:هل يحتاج المغرب إلى حكومة وحدة وطنية؟
هدأت عاصفة أحداث العيون الدامية،التي سخرت لها البوليساريو و صنيعتها الجزائر أموالا و لوجيستيكا،لمدة تجاوزت الستة أشهر،و أثبتت مليشيات الكيان الوهمي أنها تمتلك مشروعا تخريبيا،من خلال هدم كل المقومات المدنية و البشرية و العمرانية بمدينة العيون المغربية،و رأى العالم بأم عينيه كم هي وقحة تلك الممارسات الدنيئة التي قام بها تحالف الشر الجزائري – الوهمي ،في ضرب مكتسبات ساكنة الأقاليم الجنوبية،و أبان المغرب عن حنكة و تبصر في مقاربة ملف مخيم « أكديم ازيك » من خلال ذكائه في التعامل مع المخربين،و كانت الصورة في أبهى وضوحها،قوات عمومية سلاحها الوحيد،هو إنقاذ الأغلبية ذات المطالب الاجتماعية ،من أقلية ذات نوايا مبيتة.
لقد أبانت هذه الأحداث أن الصحراء المغربية ذات موقع جيوسياسي و جيو استراتيجي هام،و أن القوى الإقليمية و الدولية تتربص بالبلد لتكريس مصالحها،فالجزائر لا يهدأ لها بال،إلا و تعاكس مصالح المغرب في صحرائه من خلال شراء أصوات حكام الدول الإفريقية في المنتظم الأممي ،و مقايضة البترول،و تحاول جاهدة تصدير أزماتها الداخلية،و إعادة إنتاج الأزمة التي تخص الصحراء المغربية.و إسبانيا،لأسباب تاريخية و ثقافية،و لأجل مصالحها،فهي تكشر أنيابها،لجني أرباح،فالإتحاد الأوروبي مقبل على تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب،حيث يشكل منه الاسطول الإسباني 70./.،و قيادة البوليساريو التي شاخت مع أفكارها،تحاول جاهدة التموقع و إبراز وجودها،خاصة بعد الجمود الذي يعرفه ملف المفاوضات،و مصداقية المقترح المغربي بخصوص الحكم الذاتي التي دعمتها القوى ذات التأثير الدولي. إضافة إلى سياقات إصلاح و هيكلة الكوركاس و ما تستدعيه من جهود من أجل إعادة و إنتاج نخب جديدة،قادرة على الدفاع باستماته عن الوحدة الترابية.
إذن تقاطع كل هذه المصالح،و التكالبات الإقليمية و الدولية،تستدعي من المغاربة الوقوف صفا واحد للذوذ عن الوحدة الترابية،و إنتاج خطاب موحد،بعيدا عن الدوغمائيات،و العقائد التي تجاوزها الدهر .فكل القوى،سياسية كانت،أو مدنية مطالبة بخلق كتلة تاريخية جديدة،قاعدتها الأساسية الدفاع عن الوحدة الترابية،و تكون من بين أهدافها خلق أرضية لمواصلة مسلسل دمقرطة البلاد،كل هذا وراء جلالة الملك حامي حمى الوطن،و الساهر على سيادتها،و ذلك طبقا للفصل 19 من الدستور.لذا من حقنا أن نتساءل:ألا يكون المدخل لهذه الكتلة التاريخية هو تعيين حكومة وحدة وطنية؟
و للإشارة فإن أحداث العيون،رغم همجية أعداء الوحدة الترابية،فقد أبانت عن وجود وحدويين كثر،و عن أقلية حاملة لفكر انفصالي على المستوى الداخلي،مما يوحي بأن البوليساريو ليست المخاطب الوحيد !!!!!!!!!
وكل عام و المغرب موحد من شماله إلى جنوبه.




Aucun commentaire