الاعتذار لن يعيد المصداقية للإعلام الغربي الكاذب

في عقيدتنا الإسلامية الكاذب تضيع منه المصداقية ولا يمكنه استرجاعها أبدا لأنه لا يزال يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ،ولا تقبل له شهادة بعد ثبوت الكذب عليه. إن تظاهر وسائل الإعلام الإسبانية بالاعتذار غير مقبول لأنها ارتكبت جرما إعلاميا لا يغتفر إذ كان من الممكن أن يثير نشر صور أطفال غزة ضحايا العدوان الصهيوني كأطفال مغاربة ضحايا فوضى عارمة في كل المغرب إذ لا أحد من المغاربة يقبل أن يسقط أطفال مغاربة في الأقاليم الجنوبية ، وكان من الممكن أن تحصل اصطدامات واسعة في كل مدن وجهات المغرب بناء على أخبار كاذبة وملفقة وعن سبق إصرار ، علما بأن وسائل الإعلام الغربية بما فيها الإسبانية حين الهجوم على غزة صورت العدو الصهيوني في موقف المدافع ، وكانت مقابل صور الدمار في غزة ومقابل صور الأطفال الفلسطينيين الضحايا العابرة والسريعة تركز على المواطنين الصهاينة في الملاجىء وقد أعدوا الأكل والشرب والكمامات ترقبا لهجومات بيولوجية أو كيماوية وكأن الجنود الصهاينة كانوا يواجهون جيوشا بأسلحة كيماوية أو نووية ولم يكن ضحاياهم من أطفال ونساء وشيوخ ومدنيين عزل .
ما أسهل الاعتذار ، ولكن ماذا لو صدق المغاربة الأكاذيب ودخلوا في صراع مع قوات الأمن المغربية ووقع لا قدر الله سقوط الضحايا حقيقة ؟ لن يقبل الشعب المغربي اعتذارا من الإعلام الإسباني الكاذب ، وسيظل هذا الإعلام في نظر المغاربة كاذبا حتى لو أنه نقل الأخبار الصحيحة لأنهم فقدوا الثقة فيه . والارتزاق بقضايا شعوب دول العالم الثالث الداخلية خصوصا الاضطرابات لأسباب اجتماعية أو اقتصادية هو سلوك بعض وسائل الإعلام الغربية المتاجرة بهذه القضايا لتلميع صورتها الإعلامية وضمان مصداقيتها على حساب إعلام هذه البلدان المتخلفة أو المستغل من طرف الأنظمة الحاكمة فيها . والإعلام الغربي عندما يتعلق الأمر بفضائح العالم الغربي لا يعتمد نفس الأساليب التي يعتمدها في نقل أحداث دول العالم الثالث .
فلا زلنا ننتظر تغطية لجرائم اغتصاب قساوسة ورهبان الفاتكان للأطفال ، ولا زلنا ننتظر ظهور هؤلاء الأطفال الضحايا أمام عدسات كاميرات الإعلام الغربي للإدلاء بشهاداتهم. ولا زلنا ننتظر نقل هذه العدسات ما يحدث في السجون الصهيونية ، وفي المعتقلات أثناء الاستجوابات ، ولا زلنا ننتظر نقل ما يحدث في سجن كوانتانامو إذ تكتفي وسائل الإعلام الغربية بنقل صورة مألوفة لسجين يلبس البذلة البرتقالية ويقوده جنود أمريكيون ، أو يسوقون عربة تحمله وهو ممدود فوقها دون أن تنقل لنا الصور ما قبل أن يصير ممدودا أو صور بعض السجناء يصلون أو يلعبون الكرة دون أن ينقل لنا شيء عن باقي أحوالهم خصوصا أثناء اعتقالهم واستجوابهم وتعذيبهم وإهانتهم . إن الإعلام الغربي الذي ينقل دقائق ما يجري في دول العالم الثالث ، يخفي حتى كبائر ما يجري في الدول الغربية ضد المضطهدين الأجانب خاصة المسلمين الذين يحرمون من ارتداء ما يشاءون من ملابس ، ومن ممارسة شعائرهم الدينية ، ويعانون من الميز العنصري. ففي الوقت الذي تتعرى فيه النساء الغربيات في دول العالم الثالث ومنها الدول العربية والإسلامية ، وتخصص لهم شواطىء خاصة بالعراة على طريقة الإنسان البدائي أو على طريقة البهائم ، تمنع النساء المسلمات من لباسهن في الدول الغربية ، ولا يرى الإعلام الغربي بأسا في ذلك بل يحاول أن يصور منع النساء المسلمات من لباسهن في بلاد الغرب على أنه إجراء حضاري ضد سلوك همجي أو متخلف بينما لا يعتبر عري النساء الغربيات في دول العالم الثالث كذلك بل هو أيضا سلوك حضاري للتأثير في شعوب دول العالم الثالث التي تعتبر همجية ومتخلفة في نظر هذا الإعلام الغربي الفاقد للمصداقية والبعيد عن الموضوعية والمزدوج الكيل . وفي الوقت الذي يمنع الآذان في البلاد الغربية لا بأس أن تصم أجراس الكنائس آذان المسلمين مساء السبت وصباح الأحد في العديد من المدن الإسلامية .
الإعلام الغربي يتحدث عن أعداء الأنظمة الغربية الجائرة الظالمة وينعتهم بكل النعوت ، ويستغل عواطف المواطنين الغربيين لتأليبهم على من يسميهم إرهابيين ،في حين يتحدث عن أعداء أنظمة دول العالم الثالث ومعظمهم ظلمة ويصورهم كأبطال ويستدر لهم العطف بكل الوسائل. المجاهدون الأفغان والعراقيون والفلسطينيون والكشميريون والشيشان والصوماليون كلهم إرهابيون وعملياتهم انتحارية بينما المتمردون في جنوب السودان وفي دارفور وغيرها مما يصنفه الغرب حسب هواه ضحايا وقتالهم مقاومة واستشهاد، فأي منطق يحكم الإعلام الغربي ؟ ومن أين له المصداقية ؟ نتحدى الإعلام الغربي الذي يجري مقابلات مع المتمردين في دول العالم الثالث الذين يخدمون أطروحات الغرب أن يجري مقابلات مع أعداء الغرب إنه لا يستطيع ذلك لأن المواطنين الغربيين سيتعاطفون مع هؤلاء وسيعرفون حقيقة ثورتهم ومقاومتهم للأنظمة الغربية الظالمة التي تورط شعوبها في صراعها مع أعداء وهميين لهذه الشعوب والتي تتخذ شعوبها دروعا بشرية وتكون هذه الشعوب عبارة عن قرابين تقدمها الأنظمة الغربية من أجل سياساتها الخرقاء الهوجاء. لن يقبل الشعب المغربي اعتذار وسائل الإعلام الغربية على فضائح كذبها وتدليسها ، ولن يعبأ بها ، ولا بما تقول لأنها أثبت له أنها بدون مصداقية وبدون أخلاق ويكفيها قوله العامي : « الله يلعن اللي ما يحشم «




Aucun commentaire