Home»National»أحداث العيون الدامية , من يتحمل المسؤولية ؟

أحداث العيون الدامية , من يتحمل المسؤولية ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

مشاهد مدهشة تلك التي نقلتها وسائل الإعلام الوطنية و الجرائد عبر مراسليها , و الأخبار التي تساقطت تنقل إلينا نبأ تدخل القوات العمومية لفك المخيم الذي ظل أتباع المرتزقة معتصمين به , و وصلت بهم الجرأة إلى درجة منع المواطنين الذين احتجوا على مطالب اجتماعية صرفة من مغادرة المخيم و إعطاء ذلك الاحتجاج بعدا سياسيا مخططا له سلفا من طرف المخابرات الجزائرية حيث جاء متزامنا مع بدء جلسات الحوار بين المغرب و ممثلي الانفصاليين, و استقبلت وسائل الإعلام الاسبانية و الجزائرية هذه الأحداث بتهليل و ضجة إعلامية كبيرة للترويج لأطروحة الشعب الصحراوي المقاوم لدولة الاحتلال, و وضع بلدنا في موقف محرج أمام الرأي العام الدولي في مجال حقوق الإنسان.

و إذا كانت الحكومة قد وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه, و ظلت كل التصريحات تؤكد على أن اعتصام بعض مواطنينا الصحراويين لا علاقة له مطلقا بمطالب سياسية فإنه من حق كل المغاربة أن يسائلوا الحكومة : من الذي يتحمل المسؤولية الحقيقية فيما آلت إليه الأوضاع بمدينة العيون؟ فهؤلاء المواطنون الصحراويون لم يلجأوا لأسلوب الاعتصام إلا بعد أن أغلقت في وجوههم كل الأبواب و السبل, فلا يعقل أن يقرروا بين عشية و ضحاها بناء مخيم و الاعتصام به, و تلك الصور التي قدمتها القنوات التلفزية لمسؤولين يوزعون فيها شهادات الملكية لقطع أرضية أو دور سكنية, كان من المفترض أن يتم هذا العمل قبل أن يأخذ اليأس مأخذه من مواطنينا فيعبرون عن غضبهم بالاعتصام.

إن الأسلوب البيروقراطي الذي ينخر الإدارات المغربية في التعامل مع المطالب الاجتماعية للمواطنين هو السبب المباشر في هذه الأحداث , بل الكثير من المسؤوليين لا يترددون في التعالي على المواطنين و احتقارهم و تهديدهم و أحيانا اعتقالهم ضاربين عرض الحائط كل القوانين التي تنظم العلاقة بين السلطة و المواطنين و لا يعترفون مطلقا بحقوق الإنسان و كرامة المواطن على الرغم من أن العهد الجديد غير مفهوم السلطة التي أصبحت في خدمة المواطن و لكن مع كامل الأسف نادرا ما يجد هذا المفهوم الجديد صدى لدى المسؤولين.

إن الكثير من الاحتجاجات على هذا الأسلوب تعرفها كل المناطق المغربية , و لكن خصوصيات مدننا الصحراوية تتطلب رجالا وطنيين في مناصب السلطة, و ممثلين حقيقيين في المجالس الجماعية و البرلمان, رجالا يمتلكون بصيرة ثاقبة للمستقبل, و ممثلين مناضلين يكتسبون شرعيتهم ليس من وجاهتهم أو مكانتهم الاقتصادية, و لكن من قدرتهم على الاندماج مع مواطنينا و خاصة الشباب منهم و تأطيرهم سياسيا و العمل على تفهم مشاكلهم و السعي لإيجاد الحلول المناسبة لها.

إن الزلزال السياسي الذي ضرب مدينة الحسيمة, نرتقب أن يضرب مدينة العيون فيسقط كل الرؤوس البيروقراطية التي كانت سببا مباشرا في هذه الكارثة, لأن الوطنية و الانتماء لهذا الوطن تتطلب تضحيات جسيمة في مستوى التضحيات التي قدمها رجال من الأمن العمومي الذي استرخصوا أرواحهم واستشهدوا وهم يتصدون لأنصار الانفصال, وفي مستوى تضحيات العشرات من جنود قواتنا المسلحة الملكية الذي سقوا رمال الصحراء بدمائهم ليظل العلم الوطني مرفرفا فوق كثباننا الرملية. إن أولئك البيروقراطيين الذين يختزلون الوطنية في ألبستهم الحريرية, و بذلاتهم وربطات عنقهم المستوردة من أسواق تجارية عالمية, سيجدون نفسهم حتما في يوم من الأيام في مزبلة التاريخ, و إنه لقريب.

الأستاذ زريبة عزوز
12/10/2010 وجدة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. معاد المنصوري
    21/11/2010 at 00:21

    السلام وعليكم نحن نتاسف لما جرا لمدينة العيون والاهل الضحاية ونتمنى لكم لشعب مدينة العيون عيد مبارك سعيد

  2. Un marocain touché au coeur
    21/11/2010 at 00:22

    Celui qui est responsable de ce qui s’est passé à LAAYOUN sont les responsables marocains(gouvernement,responsables regionaux des forces de l’ordre,le ministère de l’interieur,la DST…)et tous ceux qui sont chargés de la sécurité du pays.ET là on se demande.Comment faire confiance à des personnes qui sont nées en algerie(Tindouf),grandis là bas,qui ne connaissent ni leus pères ni leurs mères ,parcequ’ils sont envoyés très tot au cuba ou en espagne pour l’entrainement et le lavage de cerveau? comment leur faire confiance et eux rentrent par dixaines ,vavant bien que l’algérie applique un controle sur la région et personne ne peut sortir? ET après avoir reçu les centaines de ces revenants de Tindouf,pourquoi on les a pas mis sous surveillance permanente pour savoir ce qu’il ya dand leurs tetes? Pourquoi on les a tous réunis à Laayoun et on ne les a pas dispersés et repartis sur toutes les provinces du sahara pour ne former une puissance? Vraiment c’est hanteux de parler de sécurité ou de forces de l’ordre au sahara alors qu’une dixaine des membres des forces de l’ordre ont été tués d’une manière sauvage.Dans d’autres pays ce genre de crime est innacceptable,et non justifiable,et les responsables de la région doivent etre interrogés. Le marocain boulversé par le drame

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *