رغم الأموال الطائلة التي صرفت وتصرف على وسائل الإعلام وخصوصا المرئية منها، لم يفذ في المواجهة والتصدي للإعلام الخارجي المزعج ،فمن حين للآخر يجد المسؤولون على هذا القطاع أنفسهم في حرج من هذا الإعلام المزعج ليصدروا قرارا بتوقيف الرخصة التي منحث له داخل المغرب بحجة عدم احترام المواصفات المهنية المطلوبة في هذا المجال وخصوصا إذا تعلق الأمر بسمعة المغرب والمغاربة ، نعم كلنا كمغاربة ضد أي صحيفة أو قناة تسيء للمغرب مهما كان مصدرها وخصوصا مقدساتنا الثابتة .

ولكن السؤال المطروح هل منع أو توقيف صحيفة أو قناة كاف كي تكف عن ممارساتها المسيئة للمغرب؟
العكس هو الصحيح ستزيد من سوئها سوءا متذرعة بهذا المنع ليتضح لنا أن اختيار حل النعامة التي ردمت رأسها في التراب لن يجدي نفعا، بل أحسن وسيلة للدفاع هو الهجوم وأحسن هجوم نراه مقنعا هو إعادة النظر بجدية في إعلامنا والمرئي منه على وجه التحديد، لان الإنتاج التلفزي الحالي ،رغم ما يتوفر عليه من إمكانيات مادية وبشرية لا يرقى إلى المستوى المطلوب مقارنة مع الزخم الإعلامي العالمي اللهم إذا كان هذا الإنتاج موجها للاستهلاك الداخلي فقط وحتى هذا الأخير لم يعد مقتنعا به لان المشاهد المغربي البسيط يلاحظ ولأول وهلة أن برامجنا التليفزيونية يغلب عليها الإنتاج الترفيهي على الإنتاج التكويني والتثقيفي، انتاجات السهرات الماجنة عروض مسلسلات لا تمث للثقافة المغربية بصلة، إنتاج لا يكلف هذا المشاهد عناء متابعته لان أقراص الرقص والمسلسلات أغرقت السوق المغربية حيث لا يتعدى ثمنها ثمن كيلوغرام من البطاطس .

إن من حق المغاربة أن يدافعوا عن كرامة وطنهم بسلاح الإعلام الذي لم يصبح اليوم مصنفا في مرتبة السلطة الرابعة بل أصبح يصنف في مرتبة الطابور الخامس في القاموس الدولي ولا يفوتني مثالا حيا المسيرة التضامنية المنظمة من طرف فرع نقابة الصحفيين للجهة الشرقية مع المواطن المغربي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود عند نقطة الحدود الجزائرية المغربية التي أزعجت فعلا الصحافة المحسوبة على النظام الجزائري فما بالك بالإعلام المرئي المتخصص .انه نداء للمسؤولين على الإعلام ببلدنا بإعادة النظر في منظمتنا الإعلامية وذلك بخلق قنوات محترفة متخصصة في مقدورها مواجهة عولمة الإعلام التي لم تترك بيتا إلا دخلته طوعا من بابه الواسع وإلا من نوافذه كرها.