Home»National»مدونة السير تحولت إلى ذريعة لتبرير غلاء المعيشة

مدونة السير تحولت إلى ذريعة لتبرير غلاء المعيشة

0
Shares
PinterestGoogle+
 

لا يكاد المواطن يسأل عن ثمن سلعة من السلع الغذائية خصوصا اللحوم والأسماك ، والخضر والفواكه حتى يصدم بأثمان باهضة ، وبمجرد تعبيره عن ذهوله واستنكاره الغلاء الفاحش لهذه السلع يعاجله الباعة بعبارة أصبحت متداولة إلى درجة الابتذال  » واش خلاتنا مدونة السير  » . لقد أصبحت مدونة السير شماعة يعلق عليها غلاء المعيشة وفحش أثمان المواد الأساسية . وحكاية مدونة السير مع غلاء المعيشة أن وسائل النقل أو الشحن التي كانت تشحن البضائع قننت هذه المدونة أوزان شحنها الذي لم يكن من قبل يحترم أو يراقب . والذين يبررون غلاء المعيشة بسبب تقنين أوزان الشحن يربطون أثمان السلع بمصاريف الشحن وقد نسوا أن أوزان الشحن قبل تطبيق المدونة لم تكن لفائدة المستهلك بل كانت لفائدة أصحاب السلع الذين كانوا يجنون أرباحا بسبب الزيادة في أوزان الشحن وتجاوز القدر المحدد والقانوني . ولما صارت الأوزان مقننة وصارت الأرباح الزائدة عن الحد مهددة لجأ أصحاب السلع إلى شماعة مدونة السير لتعويض فائض الأرباح المهدد ، علما بأنهم يوم كانوا يجنون الأرباح الطائلة بالزيادة في أوزان الشحن لم يكن المستهلك يستفد شيئا من ذلك .

فماذا عسى أصحاب الدخل اليومي المحدود أن يفعلوا أمام غلاء المعيشة وهم قاعدة الهرم السكاني في المغرب ، فهؤلاء وهم أرباب الأسر المتعددة الأفراد لا يمكنهم اقتناء اللحوم سواء الحمراء التي يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها ما بين 65 و70 درهما ، أو اللحوم البيضاء التي يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها ما بين 16 أو17 درهما بريشه و35 درهما بدون ريش ، أو الأسماك وخصوصا سمك السردين الذي لا يقل ثمن الكيلوغرام الواحد عن 15 درهما. وإذا يمم هؤلاء صوب ا لخضر وتحديدا البطاطس وجدوا الكيلوغرام الواحد لا يقل عن 6 دراهم ، والكيلوغرام من الطماطم لا يقل عن 10 دراهم . فلو حاولنا تقدير وجبة عشاء أو غذاء لأسرة ربها محدود الدخل يعمل على سبيل المثال أجيرا في حقل البناء بأجرة يومية تتراوح بين 80 و100 درهم وله خمسة أبناء كمعدل يكون عدد أفراد أسرته هو سبعة أفراد فإذا قنع أفراد هذه الأسرة بأقل من 150 غرام لحما وهي كمية لا تسمن ولا تغني من جوع فإن ثمن اللحم وهو ثمن كيلوغرام واحد الذي تستهلكه هذه الأسرة وهو لا يغني جوعها سيستهلك أجرة رب الأسرة اليومية دون ثمن البطاطس الذي لن يقل عن 12درهما مع ثمن الخبز الذي لن يقل عن 6 دراهم ، ولا نحسب ثمن الغاز المستعمل للطهي أو ما يحتاجه الطهي من لوازم لها كلفتها ، وسنجد أن هذه الأسرة تحتاج إلى ضعف ما يتقاضاه ربها لتوفير وجبة يومية واحدة ، لهذا تضطر هذه الأسرة لتناول وجبات الخضر فقط طيلة السنة وهو ما يستهلك نصف أجرة عائلها على الأقل ليسدد بالنصف الآخر فواتير الماء والكهرباء التي زادت زيادة فاحشة خلال هذا الصيف وما بعده مع أنها لا تنقل عبر الشاحنات ولا علاقة لها بمدونة السير ، وما بقي لجابي فواتير الكهرباء والماء إلا أن يردد هو الآخر مقولة بائع الخضر والفواكه :  » واش خلتنا مدونة السير » وليس من حق هذه الأسرة أن تلبس أو تطبب ، والويل لها إن فكرت فيما يفكر فيها غيرها من خلق الله من سياحة وترفيه .

إن وطننا المسكين بمواطنيه المساكين يسير نحو الهواية وإن المسؤولين يسعرون نيران الفتنة وهم لا يشعرون علما بأن بلدنا عاش من قبل انتفاضات الجياع والبؤساء التي تندلع فجأة فتأتي على الأخضر واليابس وتشيع الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار وتكرس حقد الجياع والمحرومين حتى على الطبقة المتوسطة أو ما دون المتوسطة بمعيار بلدان العالم الثالث لا بمعيار العالم الأول. فإذا كانت أمم الأرض قد سال بها السيل فقد جاش بنا البحر كما يقول المثل العربي ، وإن المسؤولين عندنا قد سيل بهم وهم لا يدرون كما قال أيضا المثل العربي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. BENben
    04/11/2010 at 14:04

    كلام صحيح ومعيش يوميا والمواطن ينتظر هبوط هذه الاسعار كل يوم ولكن دون جدوى وكأننا بأصحاب المصالح والمستفيدين من هذا الوضع يريدون تكريس هذا الواقع ويجعلون المستهلك يتقبل هذا الواقع.اضافة الى ذلك فان حركة المرور تعرف فوضى عارمة في الأزقة والشوارع بعد ان تبين غياب مراقبة تطبيق بعض القوانين الجديدة كحق الأسبقية والتجاوز على اليمين ..كما عاد الباعة المتجولون والمؤقتون الى احتلال اماكن مرور العربات والراجلين..

  2. ميمون يوسفي
    04/11/2010 at 18:29

    المشكل ان مدونة السير لم تسطتع لا تخفيف سرعة السير ولا سرعة الا ثمان

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.