الجزائر … العادة أقوى من التعود!
عبد الله البقالي
اعتقدنا في لحظة من اللحظات أن قاطرة العلاقات المغربية الجزائرية وضعت فعلا فوق سكتها السالكة، وكرست القمة المغربية ـ الجزائرية التي احتضنتها الجزائر العاصمة على هامش القمة العربية خلال شهر مارس الماضي، وزدنا تطلعا الى الاطمئنان أخيراً إلى هذا الخيار الذي ظل لعقود من الزمان يراود المواطنين في القطرين، خصوصا حينما أعلن في الجزائر عن إلغاء التأشيرة بالنسبة للمواطنين المغاربة، ولم نيأس. وقلنا إن فتح الحدود البرية بين البلدين أصبحت مسألة وقت فقط
.
ولم يكن خافيا أن تلطيف الأجواء في سماء العلاقات بين القطرين الشقيقين استند الى الاتفاق المبدئي على إدارة للقضايا الخلافية والتركيز على مجالات الاتفاق
.
وحاولت الجزائر كبح جماح سلوكها المعتاد لمدة محددة، ولكنها مالبثت أن رضخت للعادة القديمة، أو قد تكون انساقت وراء ضغوط داخلية ـ وتبعا لهذا التحليل لم تكن تصريحات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأخيرة التي أدلى بها أثناء زيارته للشيلي مفاجئة للمغاربة، فقد ردد الأسطوانة المحفورة التي كانت باستمرار سببا في تأزيم العلاقات بين البلدين حينما قال إن النزاع في الصحراء الغربية »يتعلق بمشكلة تصفيته استعمار تم التكفل بها من طرف الأمم المتحدة، وحلها يكون بممارسة الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير« مضيفا »إن أمنيتي أن تحمل ضغوط المجموعة الدولية الخصمين على إيجاد أرضية تفاهم تسهل إجراء استفتاء وتقرير المصير
«.
هذه التصريحات الساخنة، المستفزة تؤشر على وجود مساحات ضوئية بين ماتعلنه الجزائر فيما يتعلق برغبتها وإدارتها في إقامة مغرب عربي قوي، وبين ماتقوم به فعلا من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير
.
خرجة الرئيس بوتفليقة تتزامن مع الاستعدادات لعقد القمة المغاربية في ليبيا، ومن المحقق أنها تحمل تشويشا فعليا على هذه القمة التي ماصدقت شعوب المنطقة انها ستنعقد أخيرا
.
عن جريدة : العلم
Aucun commentaire