والوجبة الصباحية  لمدونة السيرالمتجهة نحو الافلاس ؟

بعد مخاض طويل ولد ت مدونة السير على غرار مدونة الاسرة التي تكون قد اطفا ت شمعتها الخامسة او السادسة الا ان ملامحها مازالت غيرواضحة ومازالت معالم  جسدها غير متكاملة وما فتئ يعاني من علل قلما سيتماثل للشفاء ,,, ليس هذا موضوع حديثنا ولا الى ذلك نسير بمقالنا لكنها مجرد سبيل  يجرنا الى الحديث عن ظاهرة ابتداع هذا النوع من المدونات من طرف بعض الاشخاص الذين يجدون لديهم افكارا يحرصون على فرضها حبا اوكرها وهم يحسبونها مفتاحا لابواب التاريخ بغض النظر عن الصورة التي سيحفظها لهم على مر الاجيال هذا الذي الذي يكتب ويسجل في صمت وحينما يجف ذلك القلم سيتلوكل ماكتبه وسجله  بصوت عال فاما ان يكون ذكرا طيبا او لعنة ابدية

     بعد اطلاعي على بعض مضامن هذه المدونة التي ظلت سنينا عديدة تراوح دوالب السلطة ومكاتب المشرعين ورجال السياسة والقانون والاجتماع تبين لي ان هؤلاء جميعهم لم يكلفوا انفسهم عناء فك حروف كلماتها وبالاحرى فهم مقاصدها ودراسة ابعادها وجدت مضامين هذه المدونة وكل فصولها مستوردة وقد اراد منتسبوها ان  يترتكزوا على محورين باعتبارهما اساسيان وسببان رئسيان في كل الحوادث …السائق وعدم احترامه لقواعد السير المتمثلة في السرعة المفرطة والتجاوز الغيرالمسموح من جهة  ثم السيارة المهترئة التي لاتتوفر على اطارات جيدة ومكابح ونوابض سليمة .. فتحمل ادارة التجهيز ومبدع المدونة كل المسؤولية لهذين العنصرين متغاضيا ومتجاهلا ومتنكرا لاسباب اخرى قد تعتبر اساسية في الدرجة الاولى

   قبل ان يكون السائق مسؤولا فقد يكون مدربه على السياقة والادارة التي منحت له شهادة القتل والتقتيل وقبل ان تكون السيارة فقد يكون الطريق وما يحتويه من حفر واخاديد ومنزلقات ومنعرجات خطيرة وقبل ان تكون السرعة فقد تكون اللوحات والمعالم الموضوعة في غير محلاتها والغير الموجودة احيانا كما نلاخظ لوحة تحدد السرعة ب 60 كلم في حين يضل السائق يسير عشرات الكلمترات دون ان يجد لوحة اخرى تنهي هذا التحديد  وكما يشاهد مستعمل الطريق الخط المتواصل الذي ينتهي بخط متقطع عند منعرج  او قبل قمة خفية والادهى من هذا كله فان هذا الخط المتقطع الذي يسمح بالتجاوز احيانا يسمح بذلك للطرفين في كلا الاتجاهين ليلتقيا في وسط الطريق ليقال ان السبب كان عدم احترام قواعد السير والتجاوز الغير المسموح …عجبا .. والاعجب من العجب تلك المنعرجات الغير المحروسة والمنزلقات المعروفة والتي تعتبر نقطا سوداء على خريطة الطريق والتي تشكل فخا قاتلا لغير المتعودين وقد كانت ومازالت تتسبب في عشرات او مئات الحوادث دون ايلائها اهمية لاصلاحها او تحويلها من طرف وزارة الطرق ومبدع المدونة  ناهيك عن غياب شبه كلي لللوحا ت والمعالم الضوئية انه بواسطة الوصلة الاشهارية التي ضلت الوزارة المختصة تتغنى بها بواسطة الوسائل الاعلامية السمعية البصرية .. الطريق تقتل .. ونعت الحوادث بحرب تنسبها للطرق لخير دليل واعتراف ضمني بان الطريق بالفعل هي السبب الاول في مقدمة اسباب كل الحوادث ووزارة الطرق من يجب ان تتحمل مسئوليتها كطرف ثالث فعلى وزارة العدل اذن ان تعمل على ايفاد خبير الى موقع الحادث من اجل تحديد المسئولية بين الاطراف الثلاثة السائق والسيارة والطريق و سيبقى هذا مجرد كلام في واد

     كما يبقى سؤالنا عمن سيكون الضحية الاولى لهذه المدونة عند الدقيقة الاولى بعد منتصف الليلة الاخرة من شهر سبتمبر والوجبة الصباحية قبل بزوغ فجر اليوم الاول من شهرالنحس ترى هل سيتعامل رجال القضاء مع هذه الملفات الاولى بمبدا العرف السائد والعادة المالوفة لدى المجتمع المغربي المتمثلة في حفل شاي او مادوبة مجانية يمنحها صاحب المشروع   لرواده وزبنائه وكل المتعاملين معه ام ترى سيتعامل هؤلاء بنفس المعاملة التي يتعاملون بها مع مدونة الاسرة التي ادت الى عزوف شبه كلي عن تفكير الشباب في تكوين الاسر وميلهم الى تعاطي الفساد في البر والبحر والى تشجيع الطلاق وملء السجون بمهملي الاسرام كذلك يكون الشان بالنسبة لمدونة السير التي ستؤدي لامحالة الى شل الحركة وارتفاع الاسعار وتفشي البطالة وتشجيع السرقة والجريمة وللمدونين المحترمين واسع النظر