Home»National»أروع البرامج التربوية في تاريخ الحركة الإسلامية في المغرب 4/8

أروع البرامج التربوية في تاريخ الحركة الإسلامية في المغرب 4/8

0
Shares
PinterestGoogle+

كما سبق وقلنا في الحلقة الثانية بأننا سنمهد للحديث عن تفاصيل البرنامج التربوي بذكر بعض الإضاءات التربوية التي في ظلها يمكن أن نفهم ما سيأتي من حديث عن البرنامج التربوي قيد الدراسة.
الإضاءة الأولى:
إن الإنسان مزيج من الأفكار والتصورات والتأثرات، وهو سريع التقلبات وخاضع لجدلية التأثير والتأثر، كما أنه أغرب خلق الله، وهو في تقلبه كما قال الحديث الشريف يصبح مؤمنا ويمسي كافرا. ولهذا فالجانب التربوي يعد أعقد الجوانب ومن ثمة فهو يحتاج إلى اليقظة والنباهة والحكمة والتتبع المستمر والدوران مع الفرد حيث دار حتى يتسنى للتربية أن تقوم سلوكه عند كل تعثر وأثناء أي اعوجاج ولذا كانت الغفلة أعدى عدو التربية.
الإضاءة الثانية:
إن العملية التربوية ليست وحدها من تؤطر الفرد وتشرف على سلوكه وفكره لأن هناك القوى المهيمنة على أغلب قطاعات المجتمع الفاعلة من تعليم وإعلام: تلفزة، إذاعة، صحف، ومراكز ثقافية من سينما ومسرح ووسائل التوجيه الأخرى…تسعى للإشراف على سلوك الفرد ومواقفه ضمن شبكة من العلاقات والوسائل وبشتى الأساليب ليكون خاضعا لتوجيهاتها وليتكيف نشاطه حسب أهدافها وليكون تابعا لها فيتأسس سلوكه وفكره من خارج وعيه.

وهنا تتدخل العملية التربوية لتبث في الفرد اليقظة والوعي حتى يتفلت من ذلك ويكون حرا إزاء كل المؤثرات سواء كانت مخازين نفسية مترسبة من ماضيه أو عناصر مجتمعية متأتية من واقعه.
الإضاءة الثالثة:
إن صياغة الفرد على نمط جديد من الفكر والسلوك يتطلب معرفة الواقع الذي استحكم في النفوس والعقول حتى يتبين سبيل النقلة التي يراد إحداثها في العقل والنفس والفعل، وقد ورد عن أحد الصحابة قوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يفرغنا ويملؤنا..إذن هي عملية هدم وبناء، إفراغ وملء. وهي كلمات معبرة عن المنهاج العام في التربية والتكوين. فقد كانت صياغة الصحابة رضوان الله عليهم تتم عن طريق إفراغهم من القيم الجاهلية وسلوكها وملئهم بالقيم الجديدة قيم الإسلام. من هنا أصبحت معرفة القناعات وأنماط السلوك المستحكمة في الأفراد أمرا ضروريا حتى يتم التخلص منها وإحلال القناعات وأنماط السلوك في المشروع الجديد محلها فيتصحح التصور ويتصحح السلوك.
الإضاءة الرابعة:
إن البرنامج التربوي لا يؤتي أكله إلا إذا اكتسب مدلولا واقعيا مطابقا لما تطرحه المرحلة من مهام من جهة، واعتماد الطريقة الأنسب لتنزيله في الواقع والمجتمع عن وعي وبصيرة من جهة ثانية.
الإضاءة الخامسة:
إن البرنامج لا يمكن أن يتصف بالإطلاقية في كل أجزائه، وإنما فيه جوانب محورية ثابتة ومتغيرات حسب الإطار الموضوعي الذي يتنزل فيه والأفراد الذين يتوجه إليهم.

وليس بوسع أي برنامج تربوي علمي يستهدف الفاعلية والتأثير أن يهمل المتغيرات والخصوصيات. وهذا هو أدق تعريف للمرونة إذ المرونة ليست في حذف حلقة أو جزء ولو بسيطا من البرنامج بل هي في كيفية التنزيل والتناول حسب المعطى الموضوعي والأفراد المستهدفين بالتربية والتكوين.
الإضاءة السادسة:
إن البرنامج لا يمكن أن يكون وحدة قياس لمعرفة الأفراد، ولا يمكن الحكم على الفرد من خلال إنتهائه من البرنامج، بل الحكم الفاصل هو في مدى تحقق الأهداف المسطرة في الفرد. أي إلى حد تصحح تصور العضو وسلوكه والتزم بالمسلكيات المسطرة من طرف التنظيم فصار فردا قويا أمينا داعية ربانيا مجاهدا حكيما وتكونت عنده عقلية تأصيلية علمية ونقدية، وفاقها لواقعه، ويعتمد عليه في تحمل مسؤوليات داخل الخط.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *