لا يَخْتلف إثنان عن كَون الرغبة الملكية في العهد الجديد قد عَرًّتْ تماطُل ونرجسية الديناصورات الخالدين المؤتمنين على أبناء هذا البلد وآستطاع الملك وبرغبة التواق إلى التغيير واللّحاق بركب النمو والتقدم بالبلد، إلى تسليط الضوء على مختلف المناطق النائية والبؤر الضاربة في عمق التهميش الممنهج طيلة عقود والتي آندهش الجميع لِمدى البِدائية التي « أُكْتُشِفُوا عليها » وكأننا نَكتشف إحدى المغارات الفرعونية الغريبة والعجيبة. فكيف يعقل أن تجد أغلبية ساكنة منطقة أًنفْكُو مَثلاً ?المُكتَشَفةٌ حَديثاً?، لا يعلمون بأسماء مدن البيضاء، الرباط، طنجة،…أين تَقع إلا سماعاً، ولم يمتطوا سيارة ولو حُلماً.

دون ذكر قبائل أسَّا والرشيدية ووو…إلاّ أن هذه الرغبة الملكية يقابلها تقاعس مفضوح من لَدُن من سُلمت لهم زمام المسؤولية وتفعيل برامج التنمية برئة المواطن الغيور على بلده والتواق الى التقدم والنماء إسوةً بأقراننا شمالا وغربا.
الريف لم يُسْتثنى من « بَرَكَة » الديناصورات الهَدَّامَة التي أتَتْ على الأخضر واليابس في عهد القطيعة « دُوفِيسْ » مع الريف جملة وتفصيلاً.
هَا وَقَدْ دَشّن الملك الطموح مسلسل التغيير الجذري بدءاً مِن « العقليات الديناصورية » عبر تسريع فًَهْم « المفهوم الجديد الجديد للسلطة » مروراً بمسلسل وضع الأليات الحقيقية للبناء الديموقراطي عبر « توعية الأحزاب السياسية العقيمة » المستأسدة منذ الاستقلال على المواطن بالخرافات والأرقام الفلكية « لإنجازاتها » الوهمية التي لا تكاد تراوح الخيال. وصولا إلى البناء والتشييد الذيْنِ يُعتبران إحدى ركائز الأمم الحديثة في كسب رهان التقدم والتحضر بدل سياسات الترقيع التي نَقشعرّ لها نحن أبناء البلد وما بالك بالأجنبي السائح.
رَفْع الحَيف والضّلم والتهميش وكل أنواع المصطلحات التي كانت ضمن القاموس اليومي لتعامل فصيلة الديناصورات من بقايا السياسة « البصراوية » مع بني البشر من أبناء الوطن عامة ومنطقة الريف خاصة والتي تنقرِض تِباعاً لِحُسن الحظ رغم أنفها.

أوراش البناء والتشييد تُفتَح مع كل زيارة ملكية لمنطقة ما، حتى تَولّدت لدينا المُسَلَّمَة القائلة بأن أي مشروع مُبرمَج لَمْ ولَنْ يُنَفّذ إلا بزيارة ووقوف شخصي للملك، أما المشاريع التي يقف « فوقها » السادة الوزراء فلم يَعُد أحد يثق في مدى جِدّيتها بل ولا تُعطى أية أهمية إطلاقاً، نظراً لشَلَلِ ثقة المواطن في هؤلاء بعد سلسلة المشاريع الورقية التي ذهبت أدراج الرياح بوقوف سعادة الوزراء.

فالمشاريع التي تمت برمجتها بالريف على سبيل المثال جميعها تمت بأمر ملكي ووقوف شخصي لِجلالتِهِ. مشاريع القطار و القطب الجامعي ومنطقة بني انصار الحرة واخراج الطريق الساحلي لحيز الوجود لا أحد يُجَادِل في كونها مرتبطة أولا وأخيرا بالزيارات الملكية الميمونة والتي أصبحنا نَعِدّها أكثر من زيارات سعادة الوزراء الذين أصبحتْ وُجوههم بل وحتى أسمائهم قليلا جدا ما يتداولها أحد، ربما نظرا لإنهمَاكِهم في أمور أخرى غير التواصل المطلوب مع المواطن.
الأحزاب التي تعتبر نفسها في خانة الزعامة حسب فهمها لديموقراطية الإنتخابات رغم أن 70% من أبناء هذا الوطن لم يعُودوا يُطيقون أكاذيب ولعبة « الغميضة » مع الشعب، لم تُعطي شيئا للريف عبر تناوبها في نهب خيرات البلاد.
الوزارات من التجهيز مرورا بالسياحة والمواصلات والثقافة وغيرها، مُعضمها أُسندت ?لمناضلي? حِزبيْنِ كثيراً ما تًغنّو بالتغيير والنضال من أجل إنصافهم في التناوب على الحكم حتى أصبحوا يتناوبون على تفقير الفقراء وتضخيم بطون الأثرياء. فأين نصيبُ الريف من مخطط 1500 كلم من الطرق السيارة سنويا؟ وأين نصيبُ الريف من الإدراج التلفزي غير لقطات المخدرات والتهريب والهجرة السرية؟ وأين نصيبُ الريف من التسويق السياحي لمنطقة تعتبر سواحلها وجِبالها جوهرة نادرة؟ وأين نصيبُ الريف من المراكز الثقافية و التجهيزات الرياضية والمهنية لتكوين الشباب ووقف نزيف التهجير؟ وأين نصيبُ أبناء الريف المعطلين من التشغيل الذي يضمنه لهم الدستور؟