الاعتصام
مفهوم الاعتصام ، له دلالة لغوية وهي : التمسك بما يعصم ويمنع ويحمي من المحذور والمخوف ، ودلالة شرعية ، وتعني تمسك العبد بالله تعالى والتجاؤه إليه والتشبث به ، خاصة ، وقت الشدة ، وأثناء الفاجعة ، أو السوء ، بقصد النجاة من الذعر والجزع وتحقيق الأمان … وأقصد بالاعتصام ، الوقفة الاحتجاجية أو الانتظار أو التظاهر لمدة زمنية ، قد تطول أو تقصر، في مكان استراتيجي معين ، يشارك فيها جمع من الأفراد ، ذوا المصالح المشتركة ، بهدف الضغط سياسيا واجتماعيا على جهة مسؤولة ، من أجل تحقيق مصالح معينة أو دفع ضرر ما أو التخفيف منه …وهو أسلوب حديث ينبذ العنف ويعتمد ترديد الشعارات ، لإسماع صوت من يريد المطالبة بحق ضائع أو رفع ظلم جائر قد نزل …لم يعد الاعتصام قاصرا على فئة ، أو أقلية دينية أو سياسية ، أو مجتمع معين ، بل أصبح ظاهرة اجتماعية عالمية . [ تحتاج إلى دراسة سوسيولوجية ] يلجأ إليه كوسيلة من وسائل الضغط السياسي والاجتماعي للوصل إلى أهداف مسطرة مسبقا .بدأ مجتمعي المغربي يعرف هذا النوع من الاعتصام في أواخر التسعينات ، بسبب البطالة التي انتشرت في صفوف الخريجين الجامعيين ، وخاصة أصحاب الشواهد العليا . وكان هذا لأسلوب ناجحا في بداية الأمر، لتعاطف المجتمع السياسي مع الخرجين ، ولاستجابة الدولة السريعة لمطالب المعتصمين ، إذ تم توظيف العديد من الخرجين آن ذاك ،وقد حدثني أحد الأطباء وهو كله إعجاب بنفسه ، أنه لم يعتصم إلا يوما واحدا في ذلك الوقت ، فتم توظيفه . ولكن ، ظل عدد الخرجين يرتفع بوتيرة سريعة ، سنة بعد سنة ، ونسبة البطالة تتزايد معه بشكل حاد ، والدولة عاجزة عن توفير مناصب مالية ، لجيش من الخرجين أو إيجاد مخرج لحل مشكل البطالة ، فكان لا بد من الاعتصام كطريقة أبانت عن نجا عتها في الحصول على شغل أو وظيفة . كثرت الاعتصامات وتنوعت أمام الوزارات ومقر البرلمان، رافعة شعارات معادية للدولة والبرلمان كشعار [ الحكومة المغربية زيرو ، البرلمان المغربي زيرو، هذا عار، هذا عار، حقوقي في خطر ، حقوقي ، حقوقي ، دم في عروقي لن أنساها ولو أعدموني … ] إلى غير ذلك من الشعارات التي تزعج الأمن وتحرج الحكومة والبرلمان وتثير فضول المارة و تبرر التدخل العنيف ضد المعتصمين. لم يعد الاعتصام قاصرا على فئة عمرية ولا على جنس معين ، بل هناك الشباب والكهول ، الذكور منهم والإناث ، المتزوج والغير متزوج ، وحتى الحوامل .
الكل يشارك في الاعتصام ، لسبب واحد هو أن الدولة لا تفاوض ولا توظف أو تشغل إلا المسجلين في قوائم المعتصمين. وهذا تشجيع غير مباشر على الاعتصام من طرف الدولة . سألت أحدهم لما الاعتصام والتعرض للضرب والإهانة وتمريغ الكرامة ؟ فقال : المعامل المهم للحصول على الوظيفة بعد المال والجاه والسلطان هو: الاعتصام وليس الكفاءة العلمية ولا تكافئ الفرص .ومن لم يعتصم لخوف في نفسه أو لعذر في بدنه أو أسرته … عليه بدفع المال لمن ينوب عنه ، لتغطية نفقات الاعتصام ، حتى يسجل في قائمة المعتصمين .لأنه لا وظيفة لمن لا يعتصم.- المفروض أن يكون العكس – هذا التشجيع المضمر دفع بعض المعتصمين المتهورين إلى محاولة ابتزاز الدولة عن طريق تهديدها بالانتحار الجماعي أمام وزاراتها أو أمام مقر البرلمان ، وقد كانت هناك بالفعل بعض المحاولات التي أفشلها الأمن.
إن مشكل البطالة ، لا تتحمله الدولة وحدها ، فأصحاب المال والتجارة والصناعة والفلاحة … إلى جانب قانون الشغل، الذي لا يستجيب لمطالب هؤلاء ، ولا يشجعهم على التشغيل ، لهم كفل من المسؤولية. وعلى الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار في التوظيف ، الكفاءة وتكافئ الفرص ونبذ المحسوبية وتوصيات أصحاب الجاه والمال ، وذلك بإخضاع الجميع إلى المباراة ،التي يشرف على تصحيحها لجن ، تثق الجهة المنظمة للمباراة ، في كفاءتهم وأخلاقهم ، بعيد عن مركز المباراة .كما على الدولة أن تعمل على التخلص من عادة الاعتصام من أجل التوظيف ،لأنها إرهاب دولة [ استعمال العنف المبالغ فيه ، لتفريق المعتصمين ] وإرهاب معتصمين [ السب والشتم والإقبال على الانتحار ]. وصدق الله العظيم : [ وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ] سورة الذاريات آية 22-23. بقلم عمر حيمري
1 Comment
الدولة هي المسئول الاول على التشغيل عن طريف التوظيف في المؤسسات التابعة لها او عن طريق الضغط على القطاع الخاصالذي منحته الحكومات السابقة العديد من الامتيازات و التحفيزات من خلال مدونة الشغل الا انه لم يقم بالمنتظر منه. في الوقت الذي تطالب فيه فعاليات المجتمع المغربي بالمزيد من الحريات نستغرب دعوتك من خلال هذا المقال الى الاجهاز على مكتسبات الشعب المغربي في هذا المجال يجب التمييز بين مفهوم الحكزمة و مفهوم الدولة لان هناك خلط بين المفهومين من اسعمالهما فيهذا المقال