Home»National»أ ليس المدرس مسؤولا عن تفشي ظاهرة الغش؟ الجزء 2.

أ ليس المدرس مسؤولا عن تفشي ظاهرة الغش؟ الجزء 2.

0
Shares
PinterestGoogle+

      كي
يكون الفرض ذا قيمة في العدل بين المتعلمين
وكشف حقيقة فهمهم واهتمامهم، لا بد 
من إعطاء الفرض أهمية قصوى، بدءا بالإعداد
مرورا بالإنجاز وانتهاء بالتصحيح. فالفرض
كما هو معروف يجب أن تكون أسئلته متنوعة
من حيث ما تتطلبه من حفظ وفهم وذكاء، كما
يجب أن تكون مرتبطة بالدروس المقررة، وأن
يكون المطلوب محددا ويحسن أن تكون مرفوقة
بسلم التنقيط ضمانا للشفافية والنزاهة.
ولا بد من مراعاة خصوصية كل مادة. واتقاء
الغش من الواجب ألا نعتاد على تكرار الأسئلة
نفسها كل سنة، ذلك أن التواصل بين المتعلمين
في المؤسسة قائم. ولا يخفى ما للتصحيح من
أهمية في تحقيق العدل وكشف حقيقة مستوى
المتعلم، لذا لا مناص من تصحيح الفروض في
أوقاتها العادية وإرجاعها للمتعلمين قصد
الاطلاع على نقط ضعفهم، إننا نغش المتعلمين
حينما لا نصحح بدقة أوراقهم، ولا يمكن لأحد
ألا يكذب وهم  من يزعم أنه قادر على تقييم
مستوى متعلميه بدون تصحيح الفرض، أو بدون
إنجازه، إن عدم المشاركة أحيانا لا تعني
عدم الفهم أو ضعف المستوى، فقد لا نسمع
كلام متعلم إطلاقا لكنه في الفرض الكتابي
يلزمنا على تغيير نظرتنا وتصورنا لمستواه.
وواضح أن الفرض الذي لا يرجع للمتعلمين
للاطلاع عليه لا يؤدي وظيفته، فلا المتعثر
يعرف موطن تعثره ولا المتفوق يفرح بثمرة
اجتهاده.

      إن
ظاهرة الغش، مع الأسف الكامل، صارت معروفة
عند العامة والخاصة، لا يستثنى في ذلك أي
مستوى تعليمي، من الابتدائي إلى الجامعي.
و قد ذكر مصطفى بنان أن من أهم أسباب رداءة
التعليم عندنا « اللجوء للغش في الامتحانات؛
فالتلاميذ الغشاشون، باعترافهم، يمثلون
92%1« ، وهذه النسبة لها دلالة أخرى
مهمة وهي أن هناك فعلا تقصيرا كبيرا في
الحراسة!؟ ومن الجميل أن يتحدث يوسف عياشي 
وهو حاليا نائب لوزارة التربية بوجدة بصراحة
عن ظاهرة الغش، فقد ذكر أن الغش آفة تتنامى
بشكل مخيف في السنوات الأخيرة 2. فكيف
نطالب الآخرين بالشفافية والمصداقية ونحن
في التعليم نساهم في الغش؟ أليس هذا مناقضا
للمنطق؟ ونريد هنا أن نشيد بأساتذة التعليم
الجامعي وإدارتها فقد بينوا في أكثر من
مرة أنهم شجعان في مواجهة الغش، فمن ضبط
يطبق عليه القانون، ومما يثلج الصدر أن 
خبر الغش  ينشر كتابيا في الجامعة، وهذا
رادع للغش، وبهذا تفسر ندرة حالات الغش
في الجامعة التي أعرف على الأقل.

      أما
في التعليم الابتدائي فحدث ولا حرج، فالتلاميذ
أنفسهم يصرحون بعد نهاية الامتحان أن المعلمين
ساعدوهم، وكتبوا بعض الأجوبة على السبورة
خشية ارتكاب أخطاء إملائية. هل تدرون لماذا
يساعدونهم في الامتحان؟

      من
أسباب الغش والتهاون في الحراسة، الانتصار
والتعصب للمجموعة المدرسية أو الفرعية،
فالمعلمون يسعون إلى أن تكون نسبة النجاح
عندهم أكبر من الفرعية الأخرى، ولو منعوا
الغش لكانت النسبة مخيبة وستثير مشاكل،
فالسكان سيغضبون لأن تلاميذهم لم ينجحوا،
وهذا معناه أن المعلمين لم يؤدوا مهمتهم
كما ينبغي، والمدير سيغضب إذا كانت نسبة
النجاح ضعيفة. تجنبا لهذه المشاكل لا بد
من مساعدة المتعلمين في الامتحان، إن الغش
هنا انبطاح ونفاق وغطاء لتقصير في الأيام
الطوال، ومن أسباب الغش فقدان الثقة في
المراقبين في أماكن أخرى، فالمدرسون يبررون
غشهم وتهاونهم في الحراسة بأن الآخرين
في فرعيات أو في مدن أخرى لا يتشددون في
الحراسة بل يمدون يد المساعدة إلى درجة
كتابة الجواب على السبورة، فهم يرون أنهم
سيظلمون المتعلمين الذين تولوا حراستهم
إذا لم يساعدوهم. ومن هنا فإذا منع الغش
في الامتحان، وطرحت أسئلة حقيقية تقيس
مدى استيعاب المتعلم ما درسه يحدث ذلك التناقض
الصارخ بين نقط المراقبة المستمرة ونقط
الامتحان، ويحدث التناقض نفسه كذلك إذا
وقع العكس، أي إذا منع الغش في المراقبة
وسمح به في الامتحان.

      صحيح
هناك ضغوطات ضمنية، فالنيابة لا يروقها
أن تكون نسبة الخاسرين تشتيتا وخلطا لأوراق
الخرائط المدرسية، ولهذا فالمدير لن يروقه
الخسران الكبير، فهذا سيخلط أوراق بنية
المؤسسة، وهنا نقول ما قلناه حول الهرم،
لماذا نرسم خرائط ونوطن عليها معطيات عنوة؟
لماذا لا ننطلق من  المعطيات لرسم الخرائط.
هناك من المدرسين من يجاري هذا الواقع المغشوش
فيعمد إلى « نفخ » النقط، فإذا كان المتعلمون
ناجحين تلبية للبنية والخرائط  فالأحسن
أن أرفع النقط.

      هكذا
نجد بونا شاسعا بين نقط المتعلم ومستواه
الحقيقي، وهذا كذب ونفاق وغش للذات وللآخر،
لماذا نخفي الحقيقة بالكذب على المتعلم
والناس؟ لماذا لا نصارحه والناس بحقيقة
مستواه؟ إننا لا نبغي تغيير الخرائط المدرسية
ولا بنية المؤسسة، لكن نريد الصراحة والواقعية،
ولا أظن المدير ولا النيابة سيلزم المدرس
بتزوير واقع المتعلم بأي شكل من الأشكال،
إننا نلوم المدرس الذي لا تعبر نقطه عن
المستوى الحقيقي للمتعلمين، ولا نرى أن
هناك أي مبرر يجوز له تزوير مستوى المتعلمين.

      نعم
من حق المدير أن يغضب وكذلك النيابة من
حقها أن تغضب وكذلك الآباء حينما تهبط نسبة
الناجحين، لكن اتقاء الغضب بتزوير المستوى
عن طريق « نفخ نقط المراقبة المستمرة3 » 
والغش في الامتحان ليس حلا وليس شجاعة،
وإذا كانت نسبة النجاح في أي مستوى تعليمي
تحدد حسب البنية والخرائط، فلا يجب أن نتمادى
في النفاق، لا يهمنا نحن المدرسين عدد الناجحين،
فإذا كانت بنية المؤسسة تتطلب عددا محددا
من الأقسام في مستويات محددة، فلينجح من
شاء، لكن ينجح وسمة مستواه على وجه ورقة
التنقيط، فلا يهمنا في هذا الوضع، أن ينجح
المتعلم بمعدل ثلاثة على عشرة أو حتى اثنين،
فحينما ينجح المتعلم بما يعبر عن مستواه
الحقيقي لا نزور الواقع ، وهنا سيبدأ التفكير
الجدي في الحل الصحيح. كما أنه ليس من الواقع
والصدق أن ننبطح لمستوى المتعلمين فنسهل
أسئلة الفرض والامتحان رفعا للنقط، إذ
لا يعقل أن أطرح أسئلة الابتدائي في مستوى
إعدادي، ولا أسئلة الإعدادي في الثانوي،
أ أدرس المعادلات ثم أطرح أسئلة الجمع والضرب
والقسمة؟ علينا أيها المدرسون ألا نطرح
أسئلة تجارية غبية.

         
نحن في حاجة ماسة إلى قليل من الجرأة والصدق،
ليس من المعقول أن نتهافت على كسب ود المتعلمين
والإدارة والآباء والناس عامة، بالسخاء
والجود والكرم في الفروض والامتحانات.
كن صادقا جريئا في التعبير عن الحقيقة وإنصاف
المتعلمين، وبعد فليقل من شاء ما شاء ولينعتني
من شاء بما شاء. نعم الناس أكثرهم من حولك
لن تروقهم الحقيقة ولن يرضوا عنك إذا كنت
ممن لا يتغاضى عن الغش في الفرض والامتحان،
فالمتعلمون يحبون أن يكون المدرس سخيا
متهاونا في الحراسة سواء في الفرض أم الامتحان،
وما أحسن من يساعدهم يوم الامتحان! والعكس
صحيح، فنحن نرى التشاؤم والتذمر  يبدو
على وجوه المتعلمين وهم يرون مدرسا معروفا
بكرهه للغش يدخل القاعة لحراسة مادة من
المواد، إلى درجة أن المتعلمين يطالبون
في بعض الأحيان الإدارة ألا يحرسهم هذا
المدرس أو ذاك إلا مرة واحدة إحقاقا للعدالة
وتكافؤ الفرص بينهم وبين زملائهم في قاعات
أخرى!

      ومما
يندى له الجبين أن ترى في الشارع العام
أو في شارع الكلية عينها طلبة يزودون أصدقاءهم
في قاعة الامتحانات بعناصر الأجوبة، ساء
ما يفعلون، إنهم يزودونهم عبر الهاتف المتنقل،
ما هذا الانحطاط في الأخلاق؟ ألا يستحي
هؤلاء من أصدقائهم؟ ألا يستحيون من المارة
؟ والعجيب أن الطلبة المناضلين لا يحركون
ساكنا؟ أي شفافية وأي نزاهة وأي تغيير ونحن
عجزنا عن تغيير ما بأنفسنا من غش؟ ألا تستروا
أيها الطلبة إذا ابتليتم! نطالب بالتغيير
ونحن نعجز حتى عن تغيير طريقة أكلنا ووقت
نومنا! ومما يستوجب الذكر ونحن نذكر الجامعة
أن هناك من الأساتذة الجامعيين من يلزم
ضمنا طلبته باقتناء كتابه، هذا الإلزام
الضمني ليس حبا للطالب ولا حرصا على مصلحته
ولا تشجيعا للقراءة، ذلك أن هذا النوع الفريد
من الكتب لا يجوز استنساخها وهو وثيقة شخصية
لا تصلح إلا لشخص واحد، فهو كبطاقة الطالب
أو بطاقة التعريف الوطنية أو قل بلا حرج
كجواز سفر لأن الأستاذ الفاضل سيوقعه عندما
يلج الطالب قاعة الامتحان الشفوي وبهذه
الطريقة يمنع تزوير الملكية. ومما يعصر
القلب الحي أن ثمن بعض هذه الكتب ثمين،
يتجاوز بعض الأحيان ثمانين درهما، وصفحاته
لا تتجاوز مائتين وثمانين صفحة. من المؤسف
جدا أن نبتز الناس باسم العلم.

      إن
التغاضي عن الغش في الفرض أو الامتحان تشجيع
وتكريس للأخلاق الذميمة التي ينهى عنها
الشرع والقانون، إن السماح بالغش معناه
تدريب المتعلم على خيانة الأمانة والسرقة
حين يتولى المسؤولية في وطنه،  » ومن المعلوم،
بداهة، أن الطفل منذ نشأته إن لم ينشأ على
مراقبة الله والخشية منه، وإن لم يتعود
الأمانة وأداء الحقوق…فإن الولد- لا شك-
سيدرج على الغش والسرقة والخيانة، وأكل
الأموال بغير حق…4 »  

      إننا
في حاجة إلى تطبيق القانون بحذافيره في
ما يخص الغش، على الجهات المسؤولة أن تحرص
على هذا الأمر أشد الحرص اليوم أكثر من
أي وقت مضى. عليها أن تعاقب كل متهاون في
الحراسة، كما عليها أن تعاقب كل غشاش من
المتعلمين. لا بد من إصدار مذكرات تحذر
من التهاون في الحراسة، ولابد من » تحيين
المذكرات التي تحارب ظاهرة الغش وتحدد
الإجراءات العقابية في حق المخالفين5 »
ولا بد من تفعيل دور المراقبين الأجانب
وحثهم على ضبط المتهاونين في الحراسة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. DOUDOUH
    22/05/2010 at 00:03

    دعاء الغشاش في قاعة الامتحان

    اللّهم أبعد عيون المراقبين عنّي, وقرّب ورقة زميلي منّي, اللّهم إنّي دخلت الإمتحان دون تحضيرفالسؤال الاوّل كان عسير والثاني أصعب بكثير والثالث يحتاج إلى تفكير والرابع لم أجد له حلاً ولا تفسير,
    من نقل إنتقل و من إعتمد على نفسه بقي في قسمه
    !!

    فوائد الغش

    أولا : يعمل الغش على تقوية روح الصداقه
    التعاون بـين الطلبة ودعم روابط المودة

    ثانيا : ترسيخ مبدأ حسن الجوار

    ثالثا : تقدم للمراقب خدمة جليلة الذى سينشغل
    بما تفعله بدلا من الإكتئاب والملل الذى قد يصيبه
    من جراء جلوسه بلا عمل طوال مدة الإمتحان

    رابعا : سيتيح لك الغش إظهار روح التضحية إذ
    سيتمكن زملاؤك من الغش دون أية مخاطرة لأن
    المراقب سيكون مشغولا بما تفعله

    خامسا : ستـتمكن من التعرف على المسئولين
    عن لجنة الإمتحان مثل مراقب الدور وربما رئيس اللجنة
    وبذلك ستصبح من الشخصيات المشهورة اللامعة

    سادسا : سينـتهى الأمر غالبا بسحب ورقة الإجابة
    وبالتالى تعود إلى المنزل قبل باقى زملائك بدلا
    من الجلوس فى مكانك بلا أية فائدة

    سابعا : إذا كنت سعيد الحظ قد تحرم من دخول
    باقى الإمتحانات وبالتالى ستـتمكن من الإستمتاع
    بالإجازة الصيفية مبكرا

  2. محمد الصدوقي
    22/05/2010 at 00:05

    إعلاميا.. كثر الحديث مؤخرا عن ظاهرة الغش في الامتحانات(وبعض مظاهر فشل المنظومة التعليمية) وتحميل المدرس/ة المسؤولية المباشرة في ذلك. ما يعاب على مثل هذا التحامل الإعلامي( والرسمي أحيانا) هو السقوط في التبسيطية والاختزالية و التعميم غير الموضوعي،لأن المدرسة المغربية لازال فيها بعض الشرفاء والغيورين على حاضر ومستقبل الوطن.

    وشخصيا لا أحمل وزير القطاع المسؤولية المباشرة في مسألة الغش في الامتحانات(له مستويات من المسؤولية طبعا)،ذلك لأن المسؤولية يتحملها بالدرجة الأولى الأطر التعليمية والإدارية،ثم المسؤولين عن مراقبة وتتبع مصداقية الامتحانات من مفتشين ونيابات…

    جل المقاربين لظاهرة الغش وتحميل المدرسين والمدراء بالدرجة الأولى المسؤولية لم يتساءل حول الأسباب الموضوعية والعميقة لتفشي هذه الظاهرة:لماذا يغش متعلمونا؟ ولماذا يساعد بعض الأساتذة والمديرين المتعلمين على الغش في الامتحانات؟

    من خلال بعض الملاحظات والمتابعات الميدانية،يمكنني أن أذكر بعض الأسباب ذات الطبيعة الخاصة أوالعامة:

    – ثقافة الفساد: الكل يقر بأن الفساد بكل أنواعه(الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية والقيمية والتربوية…) أصبح يستشري بشكل عادي في كل مؤسساتنا ومنظوماتنا العلائقية والخدماتية والمجتمعية بضفة عامة…دون تكريس ثقافة المحاسبة والعقاب ، والكفاءة والمساواة وتكافؤ الفرص،و ترسيخ القيم الأخلاقية والمواطناتية المسؤولة والمحبة لوطنها ومواطنيها…المدرس والمتعلم كائنات إنسانية تتفاعل سلبا أو إيجابا مع خصوصيات وسطها وتنشأ وتربى بحمولات وعلاقات الثقافة المجتمعية السائدة؛ بعض المدرسين والمتعلمين يعيدون فقط إنتاج ثقافة الفساد السائدة داخل المدرسة بأشكال تربوية ليس إلا.

    – الخوف من العقاب:خوف بعض المدرسين والمدراء من العقاب الإداري في حالة النتائج الهزيلة،دون أن تكون لهم الشجاعة(إن كانوا طبعا مجدين ومخلصين في عملهم) للدفاع عن النتائج كما هي في الواقع،ذلك لأن الفشل المدرسي لا يتحمله المدرس وحده(كما يريد بعض الأميين التربويين والعلميين،والديماغوجيين ان يوهموننا)،أي مبتدئ في التربية والتعليم وعلوم التربية يعرف أن الفعالية والمردودية التعليمية تتحكم فيها عدة متغيرات( نفسية ،بيداغوجية،تدبيرية،سياسية،اجتماعية،اقتصادية،ثقافية، مهنية،مادية وتجهزية…).

    الإشكالية الكبيرة هي أننا كأطر تربوية(البعض) نساهم في حجب شمس الأزمة الهيكلية للتعليم بغربال الغش ونفخ النتائج و”التسلاك”…دون أن تكون لنا الجرأة على طرح الاختلالات والأزمات كما هي، والنضال من اجل تجاوزها وتحميل الدولة وكل الفاعلين والمسؤولين المعنيين مسؤوليتهم في تأزيم واقع المدرسة العمومية والمجتمع عامة(رغم المجهودات المبذولة) ،لأن الفشل المدرسي له أسباب مركبة. المدرس(المتهاون طبعا) يتحمل فقط قسطا من المسؤولية داخل المنظومة التعلييمة، وهو نفسه غالبا ضحية الاختلالات والأزمات المهنية والمجتمعية السائدة.

    – نفس هاجس خوف المدرسين والمدراء ينتقل عبر السلم الإداري تصاعديا؛معظم المسؤولين الإقليمين والجهويين والمركزيين ينخرطون في أغنية”عامنا زين” لتبرير الكفاءة والمردودية الجيدة لمؤسساتهم،وهناك من ينفخ إحصائيا في “أغنيته” لغايات معينة محلية او خارجية…(سيف الخريطة المدرسية)هذا ما يقوله منطق الأمور،مادام لا احد يتجرأ لمواجهة الواقع البشع بالعمل الجدي والإصلاحات الحقيقية والمواطنة، عوض تحميل المسؤولية “للحائط القصير” المدرس والمدير.وهذا توجه عام لا نلاحظه فقط رسميا بل حتى إعلاميا!لا ندري هل ذلك يدخل ضمن خطة مبيتة لتبخيس صورة المدرسة العمومية(عبر أطرها)،لتعبيد الطريق لسياسة الخوصصة والاختيارات الرأسمالية في مجال التعليم؟!أم ان الأمر مجرد جهل مركب غير مقصود بواقع المدرسة العمومية المغربية؟!

    – تقييمات تقليدية: رغم خطابات التربية الحديثة والمقاربات البيداغوجية الجديدة المعتمدة(بيداغوجيا الكفايات…) لازالت طرق وإجراءات التقييم(الامتحانات) تقلييدة تتمركز بشكل كبير حول بيداغوجيا المحتويات والمعلومات والذاكرة(حفظ،استرجاع…)،لم يتم بعد أجرأة مقاربة التقييم بالكفايات في مدارسنا،حيث تستهدف الوضعيات التقييمية أساسا الكفايات وليس المضامين والمعلومات،إذ يمكن السماح للمتعلم الاستعانة بمختلف الموارد والمراجع،من مقررات،وكتب،ووسائل..(وهذا سيعفينا من ظاهرة اللجوء إلى النقل والغش) لحل الوضعية التقييمية والتعبير عن مدى تحكمه في الكفايات موضوع التقييم .التقييم بالكفايات تجعل المتعلم وجها لوجه أمام قدراته وكفاياته الذاتية،حيث لا يمكن لأحد ما أن ي ساعده في ذلك.

    كذلك يجب ان نشير إلى مسألة مصيرية وحيوية تتعلق بالتقييم الموضوعي والمنصف؛لا يعقل ان تبقى أسئلة امتحاناتنا تقليدية في بنائها(الكفايات المستهدفة، الوضعيات التقييمية ،معايير التقييم،سلم التنقيط، زمنية التقييم..) ومصداقيتها وإنصافها للمتعلمين:هل يعقل أن يجد المتعلم نفسه أمام سؤال واحد ووحيد ينقط على 6 أو 8 او 10…(ممكن ان يخطأ فيه بسبب غياب التركيز والضغط…)دون إعطائه أكثر من فرصة(تطبيق قواعد التقييم عند “كزافيي” 2/3أو3/4 …) للتأكد من مدى تحكمه في كفاية معينة؟! وغالبا تتمحور جل الأسئلة حول استرجاع كم معين من المعلومات،قد يجد المتعلم صعوبات كبيرة في حفظها(نضخم المقررات والمواد)،وفي استرجاعها بدقة أثناء الامتحان.وماهي المعايير البيداغوجية والعلمية التي تحدد الغلاف الزمني لمادة معينة أثناء الامتحان؟

    يجب إعادة النظر في طرق التقييم والامتحانات حسب المقاربة بالكفايات( تطبيقيا)،والتخفيف من تضخم المقررات والمواد، وإعطاء المتعلم كل الوقت الكافي موضوعيا والملائم لطبيعة الفروقات الفردية وخصوصيات كل مادة.

    نتمنى ان يكون الإصلاح الجديد( المبلور في الخطة الاستعجالية2009-2012) صادقا وجديا لتجاوز الاختلالات الحقيقية على مستوى التطبيق،لان من يقرأ الخطة الاستعجالية يلمس بانها لا مست كل الاختلالات الحقيقية للمدرسة المغربية،بما فيها إعادة الاعتبار للمدرس/ة والمتعلم/ة والمدرسة،لكن ان يبداها السيد خشيشن “بالحرب” مع احد أعمدة الاصلاح ألا وهو/ هي المدرس/ة(مذكرة وإجراءات الغياب المتسرعة،اقتطاعات أيام الإضراب،بلورة الخطة دون إشراك كل المعنيين…)،قد يعبر عن سوء نية الاصلاح الجديد(وقد لا تكون مقصودة)،ويوتر جو التعبئة والانخراط الحماسي،مما يضرب في العمق ثقافة الاشراك والديمقراطية،والاحترام اللازم للأطر التربوية،وتوفير الشروط الموضوعية لنجاح الإصلاح الجديد.

    الغش في الامتحانات هو جزء من ثقافة الفساد السائدة، لذا لا إصلاح حقيقي دون محاربة الفساد التربوي بكل أشكاله التربوية والتدبيرية،و دون الإعتناء الجدي بالظروف الاجتماعية والمهنية للأطر التربوية،و دون توفير الشروط الصحية والضرورية لمدرسة عمومية مواطنة وجيدة.

    *

  3. حمادة حمادة
    22/05/2010 at 00:05

    الغش للأسف أصبح ظاهرة منتشرة في مدارسنا رغم أن الإدارات المدرسية تبذل جهدا للتقليل منه لكن الطلاب كل يوم يبتكرون طرقا جديدة في الغش وربما كانت طريقة وضع الأسئلة بهذه الطريقة الموجودة ساعدت الطلاب على ممارسة الغش وكذا النظام المتبع في وضع الدرجات للطلاب نظام يساعد على إهمال الطلاب للدراسة لأنه متأكد أنه سوف يحصل على النجاح سواء درس أم لم يدرس والمثل يقول : ( من أمن العقاب أساء الأدب )
    من أهم لأسباب التي تدفع الطلبة إلى الغش في الاختبارات : عدم الاستعداد الكافي للاختبار، صعوبة أسئلته، الحرص على الحصول على درجات أعلى، عدم استيعاب المادة الدراسية، كره المادة الدراسية، تهاون المراقب
    التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب، مع إهمال أساليب أخرى مهمة للتقويم مثل النشاطات المدرسية والاختبارات الشفهية والواجب المنزلي .. إلخ -1
    ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب لأسباب عدة منها سوء أداء المدرس بسبب تدني راتبه، أو ارتفاع كثافة الطلاب في الحجرات الدراسية، أو مزاولة بعض الطلاب للعمل بعد انتهاء اليوم الدراسي -2

  4. بخصوص الصورة
    24/05/2010 at 00:06

    الرجاء تغيير الصورة المصاحبة للمقال
    وجازاكم الله خيرا

  5. MOSTAFA FAHD
    26/05/2010 at 00:08

    la fraude est plus un phenomene social qu’un phenomene scolaire!la culture de la fraude est partout dans la societe!l’ecole est entrain de subir les maux de la societe.on pourrait contrecarrer a l’ecole de tels agissements en proposant a l’examen des sujets de synthese au lieu de se suffir a des questions de cours……

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *