مشروع المؤسسة…وبيضة الديك
نظمت النيابات الإقليمية التابعة لقطاع التعليم المدرسي أياما تواصلية وفق أجندة محددة حول منجزات البرنامج الاستعجالي من خلال عرض أشرطة تلفزيونية تقدم مؤشرات ومنجزات ومشاريع مستقبلية تروم إشراك جميع الفاعلين التربويين في حركة التجديد التربوي والدينامية التشاركية التي تنوي الوزارة الوصية عبرها نقل الاصلاح إلى قلب المؤسسة العمومية .
لكن العرض كان استعراضيا ومخيبا وبلغة براقة تبتعد عن العقلانية والتحفيز الكافي الذي يؤمن عملية الانخراط كمن ينتظر من الديك أن يبيض بيضة وكمن يقف في موقف المتمهر مالك للدرايات وشريكه في موقف المتفرج المستلب بثقافة المشروع في مستوى الخطاب. فبدل تنظيم ورشات لتأهيل مكونات المجتمع المدرسي في تقنيات بناء مشروع المؤسسة الذي عرف ارتباكا بعد صدور المذكرة الوزارية المسطرية في شأن منحة الدعم التي حولت الأنظار عن مشروع المؤسسة وسرقت منه الأضواء وأضحت ميزانية مبوبة تنضاف لميزانية التسيير لاقتناء بعض الحاجيات للمدرسة العمومية أو توفير الغلاف المالي لتمويل الجوائز التشجيعية لدعم التميز بالمؤسسة .
ففي غياب توطيد حقيقي لثقافة المشروع تبدأ بتكوين أعضاء مجلس التدبير في تقنيات صياغة مشروع المؤسسة وتدريبهم على تشغيل لوازمه من تقويم تشخيصي و مسح مدرسي وافتحاص أولي و متن المعطيات وبطاقة الإمكانيات ودفتر التحملات وشبكات التقويم والتتبع والتخطيط الثلاثي والبرنامج السنوي… مرورا باستضمار آليات تنفيذ مشروع المؤسسة وتعميل برامجه بشكل ملموس يترك وقعا طيبا لدى مكونات المجتمع المدرسي وحافزية مشجعة تدفع إلى تصميم المزيد من المشاريع الجديدة خلال هذه الثلاثية الممتدة من 2009-إلى 2012 في أفق إحداث التغيير المطلوب بالمؤسسات التعليمية للتقدم في مسلسل إصلاح الاصلاح
.ما وقع كان مخيبا للآمال هو البطء في التجاوب مع الورقات التقديمية لمشاريع المؤسسة ثم العدول عنها إلى تنزيل البطائق التقنية دون تأهيل العنصر البشري ثم تعبئة نموذج موحد لجميع المؤسسات من غير تمكن من صياغة عدة وثائق ضرورية من قبيل التخطيط الثلاثي أو برنامج عهدة مجلس التدبير أو planning و plan d’action …والاكتفاء بإشباع رغبة الفاعلين في التدبير بالمشروع والمقاربة بالعدة والمؤشرات بعرض شفاف لمنجز شحيح وإطلاع الشركاء على ما سيتحقق في المستقبل.
إن تدبير المقاربة بالمشروع بهذه الكيفيات فيه إساءة لثقافة المشروع وتثبيط لعزائم الفاعلين الذين أصبحوا يشكون في قدرة المخطط الثلاثي على تحقيق أهداف الإصلاح …فهل من تقويم موضوعي وتتبع دقيق-قبل فوات الأوان- لإرجاع مشروع المؤسسة إلى سكته السليمة لتطوير أداء المدرسة العمومية وتحسين المردودية الداخلية والخارجية لمنظومة التربية والتكوي
Aucun commentaire