شتان بين النقد والحقد
قمت
مؤخرا بإعداد كتاب بعنوان « تجاعيد الموت
والبعث »، يتضمن مجموعة من القراءات النقدية
التي تناولت أشعار الشاعر المغربي علي
العلوي بالدرس والتحليل. ولقد نُشِرَ خبر
صدور هذا الكتاب بعدد مهم من المنابر الورقية
والرقمية أبرزها: « العلم الثقافي »
المغربي، و »المنعطف الثقافي » المغربي،
وجريدة « المساء » المغربية، وموقع
صحيفة « المثقف »، وموقع « وجدة-سيتي »،
وموقع « السند »، وغيرها كثير.
هذا
الخبر قوبل بموقع « السند » المغربي
بتعليقات تنم عن الحقد والحسد لدى أصحابها؛
أي أولئك الذين اختاروا أن يخفوا أنفسهم
وراء أسماء مستعارة، غير مدركين أن طبيعة
تعليقاتهم قد كشفت عن جانب مهم من هويتهم،
إذ يتضح أنهم هم كذلك ينتسبون إلى مجال
الكتابة، وإن كانت هذه الأخيرة لا تؤتى
إلى كل من هب ودب مثل هؤلاء.
ومما
ورد في أحد التعليقات الثلاثة: »أتحدى
صاحب الكتاب إن كان على علم بالنقد »؛
ردي هو أنه إذا كان النقد هو إضاءة النص
الأدبي، وسبر أغواره، لتقريبه من المتلقي،
فإنني لا أبالغ إن قلت إنني كنت على موعد
مع النقد في عديد من المحطات الأدبية، ثم
إن ما سيأتي من كتب سأصدرها في القريب العاجل،
ومن مقالات حول الأدب المغربي، سيكون كافيا
لتأكيد هذا الأمر.
وورد
أيضا في تعليق أحد الحاقدين: »تتباهون
أيها الفاشلين بأنكم تنشرون في المنابر
الغربية والعربية … متى تكنس الساحة منكم
أيها الأدعياء »؛ وللتصحيح نقول: »أيها
الفاشلون » وليس « أيها الفاشلين »،
ثم إن هذا الكلام الذي يقطر حقدا وحسدا،
وجهه صاحبه إلى الشاعرين المغربيين علي
العلوي، وميلود لقاح؛ فلئن كان من ينشر
نصوصه الشعرية بجرائد ومجلات رائدة داخل
المغرب وخارجه، ينعت بأنه دعي، فهذا لعمري
عين حمق، والحمق عينه. هذا، وإن الحقد والكراهية
ليسا من شيم من ينتسبون إلى مجال الكتابة،
الذين من المفروض أن يحملوا في كتاباتهم
هموم الناس وقضاياهم، وليس السلوكات الفاسدة
التي تقلل من القيمة الأدبية للفرد، وتسيء
إليه، وإلى المشهد الأدبي والثقافي الذي
ينتمي إليه.
ومن
أغرب ما جاء في هذه التعاليق أن هناك مخططا
جهنميا يقف وراءه الشاعران علي العلوي
وميلود لقاح، والناقد رشيد بلمقدم؛ هنا
أشير إلى أن من قال هذا الكلام لم يوضح طبيعة
هذا المخطط، ولا أهدافه. لذلك فإنني أتساءل
عن سياق هذا الكلام والأحكام، ثم أضيف أنه
إذا كان المقصود هو نشر الشاعرين المذكورين
لقصائدهم بالجرائد والمجلات المغربية
والعربية، فإن الوضع سيزداد غرابة وطرافة،
إذ إنه من المفروض أن نفتخر بمثل هؤلاء،
وبكل أديب أو باحث استطاع أن يسجل حضورا
متميزا داخل المشهد الثقافي والأدبي المغربي،
وكذا العربي. وبالمناسبة، أشيد هنا بالباحث
الدكتور محمد يحيى قاسمي الذي أسس للدرس
البيبليوغرافي بالمغرب، وبالوطن العربي
عامة، وذلك من خلال أبحاثه الجادة، وأسدى
خدمة جليلة للكتاب والباحثين في المجال
ذاته، كما أشيد أيضا بالدكتور جميل حمداوي
الذي يعد بحق من خيرة الباحثين المغاربة
المنتمين للجهة الشرقية.
من
جانب آخر، فليعلم هؤلاء الحاقدون أننا
ماضون في خطنا النقدي المتزن، ولن نقرأ
إلا الكتابات الإبداعية الخلاقة، التي
تتوفر فيها شروط الموهبة والتفاعل الحقيقي
مع قضايا الإنسان حيثما كان. لذلك فإننا
سنتجاهل عن عمد تلك التي تفتقر إلى سمات
الإبداع الحقيقي ومميزاته، ولا تتناول
قضايا الوجود الكبرى، ولا تنطق باسم المتلقي
الذي بوسعه أن يفرق بين الغث والسمين مما
يكتب داخل الساحة الأدبية. إن ما يتوهمه
هؤلاء الحاقدون هو ضرب من الوهم، وشكل من
أشكال الهلوسات التي لا وجود لها إلا في
أذهانهم. ومن ثم، فنصيحتي لهم أن يتوقفوا
عن مثل هذه السلوكات المشينة، وإلا سيكون
مآلهم المصحات النفسية إن هم تمادوا في
أوهامهم، وفي نعت الآخرين بما ليس فيهم.
ألا
إن البقاء للأصدق والأصلح، وأما الزبد
فيذهب جفاء، وما ينفع الناس سيمكث في الأرض.
والمبدع الحقيقي لا يحقد على أحد، ولا يكره
الناس؛ وحسبي أنني لن أغير سلوكي تجاه من
أساء إلي، أو سيسيء إلي بدافع الحقد والحسد،
وسأدعو الله أن يعيده إلى رشده.
وفي
الأخير، أختم هذا الكلام بقول المتنبي:
وإذا
أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأنـي كامل
1 Comment
إنني أستغرب كيف أن إعداد كتاب حول الشاعر علي العلوي، جر على صاحبه مجموعة من التعليقات الحاقدة التي لا تمت للأخلاق والأدب بصلة.
إنك يا أستاذ رشيد بلمقدم لم تقم سوى بجمع مجموعة من القراءات التي تناولت ديواني الشاعر علي العلوي؛ فهل هذا جرم قد ارتكبته، ليجر عليك كل تلك التعليقات الجارحة؟
لقد كان على هؤلاء الذين أمطروا مقالك السابق بردود لا تشرف الشعر ولا الشعراء بالجهة الشرقية، أن يشجعوا هذه المبادرة التي أقدمت عليها، وأن يدعوا غيرك إلى القيام بمثلها.
والله إنني مستغرب لهذه السلوكات الغريبة؛ حسبنا الله ونعم الوكيل.