اذا كان المسؤولون الجزائريون اشعوا نار التفرقة بين شعوب المغرب العربي ، وذلك باختلاقهم لقضية اسمها  » قضية الصحراء  » …واذا كان هؤلاء الفمسؤولين يعملون جاهدين طيلة 30 سنة دون كلل او ملل على دعم الحركة الانفصالية باموال الشعب الجزائري ، وثرواته ، مسخرين كل جهود دبلوماسيتهم لتقسيم الشعب المغربي وفصل الصحراء المغربية عن الوطن الام … وذلك طبقا للمبداء الذي ما فتيء الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة يردده ويتعلق الامر بقوله  » ان الجزائر التي تؤمن بتقرير مصير الشعوب ، وستقلالها ، تؤيد وتدعم كل الحركات في العالم التي ترغب في الاستقلال والانفصال … اينما كانت

ولا شك ان السؤال الذي يطرحه اي سياسي وهو يسمع الى الرئيس الجزائري وهو يعتبر ان الدفاع عن تقرير مصير الشعوب هو مبدأ ثابت في السياسة الجزائرية : فهل بالفعل الرئيس الجزائري يؤمن بهذا المبداء ؟ ام ان الامر لايتعلق الا بمغالطة يلجاء اليها المسؤولون الجزائريون …فاذا كان ايمانهم بالدفاع عن تقرير مصير الشعوب هو ايمان حقيقي ولا يتعلق فقط بالبوليزاريو …فيعني ذلك ولا شك ان الرئيس الجزائري سيدخل في صراع مع مجلس الامن لان هذا الاخير يعمل جاهدا على توحيد القبارصة الاتراك والقبارصة اليونان ، في حين ان مبداء الرئيس الجزائري يتعارض كليا مع توحيد الشعوب فهل ستسمع الشعوب العربية قريبا رسالة يوجهها الرئيس الجزائري الى الامين العام للامم المتحدة يستنكر فيها مبادراته ، ووساطاته بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونان الرامية الى توحيدهم !!!

كما ان الرئيس الجزائري ولا شك سيدخل في صراع مرير مع الصين بخصوص جزيرة  » تايوان  » فالصين التي تعتبر ان الجزيرة جزء لا يتجزاء منها لايتفق ذلك مع مباديء المسؤولين في الجزائر فدعمهم للحركات الانفصالية ولا شك سيجعلهم يدعمون انفصال جزيرة  » تايوان  » عن الصين … ولاشك انهم سيدعمون ذلك ماديا ودبلوماسيا … وسيدخلون في صراع صريح مع الصين .. وسيعلنون ذلك في مجلس الامن وفي الامم المتحدة ، وفي كل المؤتمرات الدولية …

كما ستدخل الجزائر ايضا في صراع اكثر ضراوة مع روسيا ، فالجزائر وانسجاما مع مبادئها ستدعم ماديا ودبلوماسيا المجاهدين الشيشان طالما انهم يطالبون بالانفصال عن روسيا وبالاستقلال الكلي عنها ..

فهل سنسمع في الايام القليلة القادمة خطابا فصيحا للرئيس الجزائري يعلن فيه طبقا لمبادئه في الدفاع عن تقرير مصير الشعوب التي ترغب في الانفصال انه يدافع عن تقرير مصير شعب  » تايوان  » « واستقلالها  » عن الصين .. وانه يعارض خطة الامم المتحدة الرامية الى توحيد جزيرة قبرص … وانه يدعم الاستقلال الكلي للشيشان عن روسيا … واذا سمعنا من الرئيس الجزائري ذلك فسنقتنع بان دفاعه المستميت عن البوليزاريو هو بالفعل دفاع عن المبادىء .. وذا لم يفعل ذلك فان العالم يدرك ان الامر لايتعلق الا بالمثل العامي القائل :  » الى ما غلبت على جارتي على من نغلب !!!  »