Home»National»متعلم الأمازيغية مسير أو مخير؟

متعلم الأمازيغية مسير أو مخير؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لو خيرت بين تعليم ابني الأمازيغية والإنجليزية
لاخترت الإنجليزية » هذه عبارة صرح بها
محمد زيان خلال الحملة الانتخابية الأخيرة،
وقد أذيعت هذه الكلمة الصريحة في قناة تلفزية
مغربية. والحق أن زيان كان شجاعا في موقفه
هذا من تدريس الأمازيغية، وقد كان بإمكانه
أن يلجأ إلى النفاق السياسي لكسب أصوات
أناس، لكنه لم يكن كذلك، ولا شك أن موقف
زيان من تدريس الأمازيغية موقف المغاربة
معظمهم، عربا وأمازيغ، لا يستثنى من هؤلاء
إلا قلة قليلة معروفة.

      وإن
أردت أن تعرف سبب إجماع عقلاء المغاربة
على رفض تدريس الأمازيغية للطفل المغربي
الغارق في ركام المواد المقررة، فسل من
شئت من المغاربة، أميين ومثقفين، أمازيغ
وعربا: لماذا ترفض أن تكون الأمازيغية من
المواد المقررة ؟ الجواب بسيط: لا فائدة
من إرهاق الذهن والذاكرة في تعلم لغة لن
تسمح لك بالتواصل مع غير الأمازيغ، وهي
ليست لغة علم من العلوم الحديثة ولا القديمة
التي تفرض تعلمه باللغة التي كتبت بها في
الأصل، ولم نسمع يوما أحدا يذكر الأمازيغية
ضمن لغات الآداب العالمية…إذن فما جدوى
حشو أذهان أطفال أبرياء « بقواعد » ومعجم
لغة لا تسمن ولا تغني من جوع؟

      إنه
سبب منطقي ولا شك، لكن مع ذلك، باتت الدعوة
لتدريس الأمازيغية تشتد وتقوى في زمننا
هذا. إن موقف زيان لا يقصي الأمازيغية ولا
يرفضها، لكن يدعو إلى إحقاق الديموقراطية
في تدريس الأمازيغية، فلم لا نترك الاختيار
للناس؟ ولم نرغم أطفالنا على تبذير وسوء
تدبير أوقاتهم الثمينة؟ في نظرنا ليس هناك
ما يدعو إلى فرض الأمازيغية على المدرسين
والمتمدرسين، وإن قال قائل إن تدريسها
يعني الحفاظ عليها من الانقراض والزوال،
نقول إن اللغة لا تنقرض ولاتزول إلا إذا
كانت تحمل ما يفضي إلى زوالها وانقراضها،
وهذه النتيجة غير متوقعة؛ امدد بصرك إلى
الأزمان التي زالت ولم تستطع أن تذهب بهذه
الأمازيغية التي تعايشت جنبا إلى جنب مع
اللغة العربية منذ أن فتح عقبة بن نافع
المغرب في بداية الستينيات من القرن الأول
الهجري( 62هـ).

      إن
العربية في أوج قوتها وعنفوانها في المغرب،
لم تسطع أن تزيل الأمازيغية من ألسنة الأمازيغ،
نعم حدث تعايش لغوي ثم صراع لغوي بين الأمازيغية
والعربية، لكن بقيت الأمازيغية حية ترزق،
رغم أنه كان هناك إقبال من الأمازيغ وما
يزال على اللغة العربية، لأنها لغة دين
وثقافة وآداب، وهذا الإقبال لم يكن من الأمازيغ
وحدهم بل من جميع من احتك باللغة العربية،
خاصة عن طريق الفتح الإسلامي. فألبير حبيب
مطلق في كتابه » الحركة اللغوية في اِلأندلس
 » يذكر أن المسيحيين نبذوا لغتهم وأقبلوا
يتنافسون على تعلم اللغة العربية أيام
الفتح الإسلامي للأندلس، وكذلك الأمر كان
بالنسبة للأمازيغ. انظر كيف أن الأمازيغية
حافظت على وجودها بنفسها دون حاجة إلى تعلم
وتعليم ولا إلى مدرسة ولا مدرس، وما ذلك
إلا لأنها كانت هي الوسيلة الوحيدة للتواصل
بين أبناء هذه اللغة. ومن هنا أزعم أن الأمازيغية
وأي لغة تشبهها  ستموت متى زالت وظيفتها
في التواصل بين متكلميها ، ولا تحسبن تدريسها
سينقذها من الزوال. لا يستطيع العقل أن
يتصور أن الناس سيتعلمون اللغة الأمازيغية
للتواصل مع بعضهم البعض بهذه اللغة، هذا
بالنسبة لمن لا يعرف الأمازيغية، فماذا
عن الأمازيغي الذي يتقن الأمازيغية؟ لا
أحسب أن الناس بلداء إلى هذه الدرجة التي
يصبحون فيها يتعلمون صباح مساء لغتهم الأم،
تصور معي إحساس الأمازيغي وأنت تلقنه لغته
الأم، وكأنه عاجز عن تعلمها بالسليقة والفطرة.
إن الأمازيغي في هذه الحالة يكون أضيع تلميذ
مقارنة مع من لا يعرف الأمازيغية. هل تتصور
أن هناك من البشر من يبتاع الكتب الكبيرة
الثقيلة والدفاتر والألواح الخشبية، فيحزمها
على ظهره متجها بها إلى المدرسة ليتعلم
لغة أمه وأبيه وأخيه وعشيرته؟

      لو
خيرنا الناس حتى الأطفال لما اختاروا الأمازيغية،
سيختارون لغة نافعة في الدنيا والآخرة،
لا أقصد العربية ، لكن أعني اللغات الحية
التي فرضت وجودها بقوة العلم والأدب والاقتصاد،
وهذه من أسباب عيش اللغات، ألم تر كيف فعل
الاقتصاد والعلم باللغة العربية، التي
لولا أنها لغة دين وحضارة وآداب لاضمحلت
اضمحلالا؟ هذا ليس معناه أن اللغة لن تحيى
إلا بما تحمله من دين وحضارة غابرة بل يمكن
لأي لغة لا دين لها ولا تاريخ أن تفرض نفسها
إذا كان متكلموها مخترعين منتجين في مجالات
الحياة، وفي العالم أمثلة على ذلك، بمعنى
أن الأمازيغية لن تفرض نفسها بتدريس معجم
لا يحمل شيئا من العلم والآداب والحضارة
كرها للناس، بل بما يمكن أن تنتجه من علوم
وآداب، فإن اسطاعت ذلك فبشرها بالحياة.

      أعود
فأقول إن تقدم المجتمع لا يتحقق بتدريس
ما لا جدوى منه سواء تعلق الأمر بلغة أم
بغيرها، وما يؤسف في مسألة الأمازيغية
ما تنطوي عليه من خلجات عصبية عرقية، تذكر
بما كان سائدا في الجاهلية قديما، وبالظهير
البربري حديثا، إن العربية ليست عدوة للأمازيغية،
وما الأمازيغية بعدوة للعربية، فليبحث
الباحثون عن أعداء المغاربة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. amazigh
    16/01/2010 at 20:42

    sois courageux comme ziane et donne ton nom aux lecteurs monsieur ou madame mime mime.
    et le français , l’anglais , l’espagnol et meme l’arabe est ce qu on t a demandé ton avis ou celui de tes parents pour te les enseigner ?
    si les juifs qui dominent le monde avait écouté ton analyse erronée il y a longtemps que leur langue aurait disparu mais là voilà vivante malgré toi et elle rentre chaque soir et chaque jour dans ta maison à travers ta télé .
    je te conseille de revoir tes erreurs monumentales.

    et vive les imazighens qui ont écrit les plus belles histoires du maroc . les arabes sont nos invités alors les douyoufs doivent respecter ceux qui les invitent.

  2. اويس
    16/01/2010 at 20:43

    اود ان اشكر كاتب المقال الدي عبر بشكل صريح عما يختلج صدورنا نحن الامازيغ وكنت اود لو علق على تاييد الاستعمار الجديد كما القديم لهده الافة التي ما من طاءل وراءها غير هدر طاقات هده الامة وتهيءة الاجواء لفتن لا يعي الكثيرون مدى خطورتها على الجميع,لقد اكرمنا الله بلغة القرءان وبالعقل الدي ندرك به مكمن مصلحتنا فلمادا هدر كل هدا من اجل ارضاء الاستحمار الجديد,هدا هو الدي يجب ان نعلمه ابناءنا ادا كان فعلا هدفنا هو الدفع بهده الامة الى الامام,الله اكبر

  3. amazigh
    16/01/2010 at 20:44

    votre guide vous interdit de publier les commentaires et les articles qui ne lui plaisent pas . c est lui qui a dit al amzighia lourate achikhates …et bientot vous allez voir cet enregistrement sur youtube de la part de quelqu un qui prétend avancer hiouar al hadarate et adimocratia fi al islam et qui est fréquenté par les infréquentables devenus notables de kla ville par leur argent impropre

    c est honteux kaddouri toi et ton fils de laisser passer les commentaires des intégristes et empecher les autres .
    alors suivez youtube pour ecouter votre guide sur al amzighia au lieu de mentir sur arkoun et bouhendi

  4. rifi
    16/01/2010 at 20:44

    سؤال لصاحب المقال ـ كيف تستسيغ ان يدرس الطفل العربي لغة آبائه واجداده منذ نعومة اظفاره الى مستوى الدكتوراه وتستغرب ذلك بالنسبة للطغل الامازيغي الذي يدرس لغته في مستوى الابتدائي فقط

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *