خواطر مهاجر

شعاع قد دخل غرفتي الصغيرة،شعاع متلألئ قد نسيته في هذه الوحدة،نظرت من النافذة فإذا بالقمر قد سطع في سماءٍ سوداء قد أضاء تلك المدينة التي لطالما وجدتها والشمس في وسط سمائها مظلمة باردة لا حياة فيها. نظرت إلى القمر وكأنني أنظر إلى نفسي في مرآة،وجدت نفسي بداخله حزيناً باكياً في ليالي هذه السنة المشؤومة رجعت ونظرت إليه وتأملته وأطلت التأمل وبعدها ابتسمت عرفت أنني لست الوحيد والبعيد في هذه المدينة شعرت بأن الأمل يتغلغل في أعضائي مرة أخرى لكنني قطعت هذا الأمل بعودتي إلى وراء مكتبي وإغلاق النافذة أغلقت الأمل الوحيد لاسترجاع حياتي وبقائي على قيد الحياة أغلقتها وبكيت وبكيت بحرقة وتوجع ،أصبح لبكائي أنيناً كأنين المريض الذي لا أمل من شفائه.لم أعد قادراً على تذكر بلادي وحرقتي على رؤيتها على رؤية أهلي وأصحابي لم أعد قادراً على تذكر تراب أوطاني قد حكمت عليَّ الحياة بالحكم المؤبد والعيش في جهنم الأرض تلك الجهنم الكاوية هي بلاد الغربة قد حكمت علىَّ الحياة أن أجلس وراء هذا المكتب البالي بين أربعة جدران في غرفة باردة بل هي زنزانة بائسة كئيبة تقضي على الذي قرر العيش فيها ولكن بالفعل ما أصعب هذا الموت،لم أتخيل يوماً من الأيام أن نهايتي المحتومة ستكون بهذه الصورة ولكن نهايتي قد اقتربت جداً وأنا أشعر بأن الموت وكأنه جالسٌ الآن بجانبي ينتظر انتهائي من كتابة الكلمات الأخيرة أحمد الله لأن حياة البؤس سوف تنتهي وسأخلد إلى حياة الخلود والطمأنينة ولكن قبل أن أغادر أريد أن أرسل كلمات وقُبل محبة مشتاقة إلى كل حفنة من تراب بلدي إلى كل زهرة مشتاقة تفتحت يوم ولادتي ويوم وفاتي إلى والداي اللذان لطالما تمنيت أن أضمهما ولو لمرة
واحدة قبل أن أسافر إلى الرحلة الأبدية
برشلونة: عبدالرزاق زنوتي




1 Comment
بسم الله الرحمان الرحيم. اه انها لمسة حزينة من اخ اكتوى بنار الهجرة. اتمنى لك اخي السعادة الابدية بديار المهجر.فكن سعيدا وانظر الى الحياة بتفائل كبير. اتمنى لك طول العمر في كنف الولدين اطال الله في عمرهما. اتمنى لك العودة الطيبة الى ارض الوطن لتعانق تربته من جديد وتقطف بقايا الازهار التي تفتحت بعد رحلتك المؤقته الى ديار المهجر .اه انه احساس صادق ورسالة الى من يرغب في مغادرة هدا الوطن العزيز فطريق الهجرة ليس دائما مفروش بالورود والازهار ولكنه طريق شاق وطويل فكم من اسان فكر في هدا النهج ووفته المنية دون بلوغه… اتمنى لك مرة اخرى مقاما سعيدا بهده الديار كما اتمنى لك العودة الى الاصل لان الوطن في حاجة الى امتالك وشكرا على هده الخواطر والسلام عليك ورحمة الله.