Home»National»التجاسر على الطعن في الدين من طرف بعض الأقلام في الصحف المغربية

التجاسر على الطعن في الدين من طرف بعض الأقلام في الصحف المغربية

0
Shares
PinterestGoogle+

بعض الصحف المغربية ينطبق عليها المثل العامي القائل :  » حمقاء وقيل لها زغردي  » ذلك أن هذه الصحف فهمت حرية الصحافة كما تفهم الحمقاء الأمر بالزغردة فترفع عقيرتها بالصياح ولا تتوقف، فكذلك حال هذه الصحف التي أتى عليها حين من الدهر لم يكن بمقدورها التعرض لأبسط قضايا المجتمع بسبب غياب حرية التعبير، فلما حظيت بالحرية أساءت استعمالها فانطلقت تتناول بعض القضايا وبإسهال حيث مر بها وقت كلما تصفحت جريدة إلا ولفت نظرك صور الدعارة حتى أنه ليخيل لمن يقرأ هذه الجرائد أن المغرب تحول إلى ماخور كبير ، ولم يعد فيه مكان للأخلاق والقيم والتدين.

والحقيقة أن غرض الجهات المروجة لموضوعات الدعارة هو تحقيق هدف التطبيع معها ، وهو ضمنيا ترويج لها يستهدف بلدا متدينا ومحافظا. فالمعلوم أن الظواهر الشاذة والغريبة عن المجتمع المغربي مثل ظاهرة الدعارة كما تصورها بعض الصحف يستهجنها الذوق المغربي ، ولا يعيرها اهتماما ، وحتى المتصفح للجرائد التي تنشر أخبارها يمر بها مرور الكرام ، ويعبر عن تأففه منها وممن نشرها بعبارة  » تفو  » أو عبارة  » الله يلعنها سلعة  » أو يقول لمن يكون بجواره : » شوف أولاد الحرام ماذا يكتبون  » فهو يكيل الشتائم لمن يكتب عن الدعارة لأنها قضية يستهجنها ذوق الأمة المتدين المحافظ. وإذا وجد من يقرأ مقالات الدعارة فلا يعدو أن يكون إما من المراهقين الأغرار الذين تستهويهم القضايا المستهجنة أخلاقيا بسبب فضولهم الذي يعزى لسن المراهقة ، وإما أن يكون من الشواذ والمرضى والمنحرفين وهي فئة لا تمثل إلا نفسها ولا يخلو منها مجتمع من المجتمعات.

والمروجون لموضوعات الدعارة إنما يستهدفون الأغرار والمنحرفين حيث يقدمونها بطرق استدرار التعاطف مع الغارقين في أوحالها ويوهمون بإجراء حوارات خيالية مع بعض بطلات البغاء والدعارة مع ادعاء الإشارة إلى حروف هوياتهن و أسمائهن لإقناع من يقرأ الحوارات بصدقيتها . وهكذا تقدم بطلات البغاء والدعارة المتخيلات في أذهان كتاب الهوس الجنسي على أنهن ضحايا مما يبرر سلوكهن الشاذ والمنحرف ، ويصير هذا التبرير شماعة كل من يريد الانغماس في أوحال الرذيلة من الأغرار أو من المرضى والشواذ. إنها الطريقة الإعلامية المشبوهة للتطبيع مع الرذيلة.

وموازاة مع قضايا الدعارة نجد قضايا أخرى من قبيل الإجرام إما المرتبط مباشرة بالدعارة أو بجنح أخرى كالسطو والسرقة مما يعطي انطباعا بأن المجتمع إما مجتمع دعارة أو مجتمع جريمة. وتسترسل بعض الصحف في تناول بعض الجرائم وبنفس الطريقة التي يتم بها تناول موضوع الدعارة حيث يتحول المجرمون إلى أبطال يستدر لهم العطف و تنشر صورهم على الصفحات الأولى وبعناوين بارزة من أجل استدراج القراء إلى قراءة كلام تافه فج وممجوج صار مبتدلا من كثرة ما تكرر. وبين مواضيع فضائح الدعارة والجريمة تدرج بعض الصحف التجاسر على الطعن في الدين من خلال الربط المتعسف أحيانا بين مواضيع الدعارة والجريمة وبين من ينسب إلى الدين من حفظة القرآن الذين يسمون في بلادنا الفقهاء جريا على عادة السلف الذين كان فيهم فقهاء بالمعنى الصحيح للكلمة قبل أن تبتذل هذه الكلمة لتطلق على كل من هب ودب .

ويحلو لكتاب الصحافة المستهدفة للدين أن ينسبوا الجريمة والدعارة للمحسوبين على الدين . وهنا تختلف التحليلات حيث يغيب عنصر أسلوب استدرار العطف المألوف عندما يتعلق الأمر ببنات الهوى والمجرمين ، ويتحول إلى أسلوب التجريم نكاية في الدين. وعندما تعوز كتاب الصحافة المتجنية على الدين موضوعات الدعارة والجريمة الملفقة للمحسوبين على الدين يهمون بتناول أعراض شخصيات دينية وتلفيق التهم لهم وهي إما تهم ذات علاقة بالجنس كما فعل أحد السفهاء حين تناول شخصية المقرىء القزابري ،والداعية عمرو خالد ، والعالم يوسف القرضاوي ، أو تهم ذات علاقة بالثروة والتقرب من الحكام ، أو ذات علاقة باستغلال مشاعر الناس الدينية لقضاء مآرب ،إلى غير ذلك من البهتان وقلة الأدب مع العلماء والدعاة. وعندما تعوز الصحافة المتجنية على الدين الموضوعات المناسبة للطعن والهمز واللمز تتناول قضايا التشكيك في تدين الأمة ، واعتبار العودة إلى الدين ظاهرة مرضية سببها مشاعر الإحباط في المجتمع.

ومما نشر مؤخرا باسم علم السوسيولوجيا ـ وعادة المتجاسرين على الطعن في الدين تضخيم ألقابهم العلمية كذبا وزورا لتضليل القراء ـ أن الدين هو طريق إلى التخلف . وكاتب هذا المقال الذي حاول استغفال القراء من خلال التظاهر بتناول علمي للموضوع لم يتنبه إلى أن حديثه عن الدين إما أن يكون عن مطلق الدين ، أو عن دين بعينه . أما قوله إن ظاهرة التدين هي مؤشر على التخلف فينقضه التاريخ والواقع ، فتاريخ الأندلس على سبيل المثال لا الحصر وحضارتها التي لا زالت الآثار شاهدة عليها تنقض رأي الذي ادعى تخصص السوسيولوجيا وربط بين التدين والتخلف . وفي واقعنا نجد أن المجتمعات المتدينة بالرغم من انحراف دياناتها هي التي تتبوأ صدارة التحضر كما هو حال إسرائيل على سبيل المثال لا الحصر. إن صاحب هذا الرأي لا يستهدف دين اليهود ولا دين النصارى ولا دين الوثنيين وإنما يستهدف الإسلام تحديدا لأن تقريرا تحدث عن تنامي ظاهرة التدين بين الشباب في المغرب ، وهو أمر يقلق البعض لهذا لا بد من إعطاء تفسير مناسب لهذا القلق تجاه ظاهرة تدين الشباب.

فبعدما فشلت الصحافة المغرضة في استدراج هذا الشباب إلى التطبيع مع الموضوعات الشاذة من قبيل الدعارة والجريمة والانحلال لجأت إلى أسلوب اتهام ظاهرة التدين التي هي ظاهرة أصيلة في المغرب البلد المحافظ والمتدين عكس ما يروج له الطابور الخامس الذي تربطه صلة العمالة لقوى الضلال في الخارج والتي تستهدف الإسلام في ثغوره شرقا وغربا ، وتدير بسبب ذلك حروبا ساخنة في بعض بلاد الإسلام والعروبة ، وحروبا إعلامية أوكلت بها أبواق مرتزقة ومأجورة قد صارت مكشوفة للجميع . والشعب المغربي الأصيل والمتدين لا تغيب عنه مؤامرات المرتزقة والدليل على ذلك تشبثه بدينه بالرغم من كل محاولات تفسيخ المجتمع وبكل الوسائل المستوردة والدخيلة والتي يلفظها الشعب المغربي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *