العمل النقابي بين تيار المحافظة والتجديد

يبدوأن المؤشرات التي بدأت تطفوعلى السطح- بعد انتخابات اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء يوم15 ماي2009- تؤشربظهورتيار نقابي جديد حمل
شعاراستقلالية النقابي عن الحزبي.لذلك،لاحظ المتتبعون والمهتمون بالشأن النقابي في بلادنا،أن هذا التيا ر الجديد الذى أفرزته الساحة النقابية في الآونة
الأخيرة،لم يكن وليد الصدفة أو مدفوعا من جهة من الجهات،بقدرما كان نتاج
مخاض عسيروصراع مريرمع تيار المحافظة الداعي إلى ربط النقابي بالحزبي
والذي أبان عن عجزمؤكد وضعف مستدام في تدبيرهذه المرحلة
التاريخية التي تعرف تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة تتطلب حراكا نقابيا ملائما ومناسبا لهذه الظرفية …
إذن،في ظل هذه التحولات ظهرت هيئات نقابية مستقلة بعدما برهنت على علو كعبها في إدارة عمل نقابي مستقل عن الأحزاب السياسية التي ظلت محتضنة لإطارات نقابية لأزيد من أربعة عقود من الزمن اعتمدتها كقاعدة انتخابية وقوة ضاغطة على القرار السياسي.غيرأن إشراك الدولة لبعض الأحزاب السياسية في إدارة الشأن الحكومي أبان- بما لايدع مجالا للشك- عن بطلان معادلة ربط النقابي بالحزبي وظهور مؤشرات حقيقية تنذر بانتهاء الدورة التا ريخية لهذا العمل النقابي المتقادم الذي ساهم في تفريخ تعدد نقابي هش،لم يكن فاعلا أومؤثرا في الساحة النقابية، بقدرما كان سببا مباشرا في إفساد المشهد
النقابي في بلادنا .
إن المتأمل لنتائج إنتخابات اللجان الإدارية الأخيرة ليدرك حقيقة مفادها
أن الإتجاه العام سيتخذ مسارا مختلفا في الإنتخابات المقبلة، وذلك بانضمام كل
الهيئات النقابية المستقلة إلى اطاروحدوي يشكل مع توالي الأيام قطبا نقابيا
مستقلا ممثلا للمأجورين في المغرب هدفه: وضع القطيعة مع تيارالمحافظة التقليدي و الإرتقاء بالعمل النقابي الديموقراطي المستقل
الذي يدعوالى احترام الواجبات ويدافع عن الحقوق ويساهم في التنمية البشرية
من خلال الدعوة إلى تحسين أوضاع الشغيلة وتحسيسها بدورها في كل عمل تنموي تستفيد منه البلاد والعباد.
إعداد:عبد الرزاق بنطالب
بركان
1 Comment
وضع قانون الاضراب ليظهر الحجم الحقيقي للنقابات لانه قد لاحظنا ان نقابات ليس لها في الساحة سوى المكتب تدعو الى اضراب وينجح ب80في 100