Home»National»الاختلاط وتدني المستوى وتراجع القيم / الاشياء والكلمات 4

الاختلاط وتدني المستوى وتراجع القيم / الاشياء والكلمات 4

0
Shares
PinterestGoogle+

الأشياء والكلمات/4

الاختلاط وتدني المستوى وتراجع القيم

وجد العرب والمسلمون أنفسهم في فجر النهضة أمام نموذجين حضاريين نموذج سلفي يقوم على النهل من منابع صفاء التراث و نحت نموذج الأوائل وتجسيد مقولة « لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها « ونموذج أوربي مرتكز على فكرة الاتباع والاستنبات اعتبر كمنطلق أساسي لصياغة المشروع المجتمعي الحداثي ومن أبرز منتجاته التقنية وأنماط العمل ونهائج التفكير والنماذج السلوكية ومن جملتها الانفتاح والمثاقفة وثقافة الجسد وسلوك السفور والعري النصفي والتحرر من الضوابط الأخلاقية والشرعية والاختلاط…ولعل النموذج السلوكي/ الاختلاط هو من أكثر النماذج السلوكية استدخالا في وعي ولاوعي مسلكيات الإنسان العربي المسلم واستضمارا في حياتنا الأسرية والمدرسية والمجتمعية سواء على مستوى وحدات التحليل الاجتماعي الصغرى /الأسرة إذ سجل المتتبعون للشأن الاجتماعي اهتزاز صورة الأب وتزعزع مكانة الأم وسقوط جدار الحشمة والوقار وارتفاع درجات محرار الجرأة والجهر بالخطيئة واعتياد العين على مشاهد المحرمات والتفسخ والانحلال وانفلات القياد من ملك الجسد/ القلب حيث أبيح الاختلاء وصار تفتحا في الشخصية وشكلا من أشكال التعبير عن سلطة الرغبة أما الاختلاط فقد أصبح تمدنا وضرورة من ضرورات العصر لتذويب جليد العقد والتحكم في شرنقة الذات وتوسعة منافذ التنفيس من ضغوطات الرقيب والسلطة الوالدية راعية القيم وأداة لإنضاج شخصية الجنسين ورفع درجة الوعي الاجتماعي النوعي… أو على مستوى وحدات التحليل المتوسطة المدرسة التي شهدت خلال فترة الثمانينات تجربة الاختلاط وصفق لها الكثير من منطلق الحداثة والتأسي بالنموذج الحضاري الغربي والتطبيب ومعالجة الكثير من المثبطات والمعيقات النفسية من قبيل الخجل وعدم الثقة في النفس والوقوع في أسر الطابوهات وتحرير المبادرة وفك الطوق عن القدرة على الابتكار والإبداع…

وبعد مرور عقود من الزمن على التجربة المستجلبة من الغرب فقدت المدرسة المغربية الكثير من أدوارها تجاه الفرد والأسرة والمجتمع فتراجع المستوى إلى درجات دنيا وفقدت المعرفة المتداولة قيمتها ولم تعد الشهادة تضمن لحاملها منصب شغل وتكسر سلم القيم فتعذر الجمع بين التربية والتعليم وتحولت المدرسة من نقطة إشعاع وحامية للمثل ومن مربية الجيل ومعدة الأطر إلى بؤرة لصراع النوع ونهائج التفكير المتطرف و إلى مرتع من مراتع الجنوح واللاتوزن فتساوى الجنسان في التدخين وتناول المخدرات و تماثلا في الجري وراء تقليعات تصفيف الشعر وموضات الملابس و تهافتا على إقامة الحفلات وتنظيم الخرجات وتنامت العلاقات العاطفية خارج مؤسسة الزواج الشرعي وعبث بالحجاب حتى صار عند بعضهن قناعا للتستر على التبرج و الاصرارعلى الفاحشة ووجد الجنسان في الاختلاط ذريعة لاختراق جدية المدرسة ونقاء علاقة التلمذة فازدادت الفتاة عاطفية و جرأة وإفراطا في إثبات الذات أخرجها أحيانا عن طبيعتها وطال الفتى الانسحاب من مسرح التفوق والنبوغ و هوى في مزالق تدني مستوى الاندماج واللاتكيف بسبب تفكيره في الهجرة ومغامرة ركوب البحر أو اقتناص لذة الانتشاء بفراغ الهدر المدرسي أوالبحث عن أحلام وردية في اليقظة تعيد التوازن المفقود…فماجدوى الاختلاط إذا كان الغرب نفسه تراجع عنه واستحدث مدارس النوع الواحد؟ والفائدة من الاختلاط مادام التحصيل في تناقص والانشغال بغير العلم والبحث في تصاعد؟ وما قيمة الاختلاط إذا كانت منظومة القيم على شفا جرف هار؟ ألم يحن بعد لمسؤولينا التفكير في بيداغوجيا الفصل بين الجنسين ووضع حد لنار الاختلاط التي أتت على أخضر المستوى ويابس القيم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. aziz
    24/05/2009 at 11:21

    mokhkilatonaa layssa addin walayssa europa wa haddaratoha.al3aybo finaa lam notabi9 fi hayaatinaa laa mafhoume addine wa laa mafhoum alhaddara al europia.almochkila layssat al ikhtillaat .tarbiatonaa daaakhila al bayte .nos problemes vienent en gros denos mauvaises traditions dont nous soufrons bcps .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *