Home»National»الأشياء والكلمات/2

الأشياء والكلمات/2

0
Shares
PinterestGoogle+

الأشياء والكلمات /2

لامشاحة في أن الإنسان كتلة تتشكل من خمسة عناصر هي الروح وأصلها سماوي وتتغذى بالقرآن وذكر الله والنفس وتكون لوامة أوأمارة بالسوء أو مطمئنة حسب شحنة الإيمان التي تتزود بها والعقل الذي يمثل القدرة المميزة بين الصلاح والفساد والقلب تلك المضغة المتقلبة في دوامة الأهواء فمتى ثبت كان الصلاح والسداد والجسم وأصله ترابي يتغذى من خيرات الأرض ويتنمى بالرياضة التي هي آلية لتدبير وظائف الجسم وتنشيط أدوار أجهزته التنفسية والدموية …والمحافظة على سلامته ورشاقته ووقايته من الأمراض وحسن تصريف طاقاته الزائدة في حركات تعود عليه بالحيوية والعافية. ولامراء في أن الشباب الرياضي هو عدة الأمة وقوتها النوعية والعددية ورئتها التي تتنفس منها تنمية وعلما وحضارة فهو إكسير اقتصادها وعصب حركتها المنتجة الخلاقة…

وكما لايمكن تصور أمة بدون شباب لايمكن استساغة شباب من غير رياضة…فطوبى لشبابنا الذين يمارسون الرياضة فردية كانت أوجماعية جسمية هي أوعقلية ضمن نواد أو في الغابات أو بجوار المساحات الخضراء و داخل ملاعب الأحياء لأنهم يبنون أجسامهم ويتدرجون بها في سلم الاكتمال ويهذبون أنفسهم ويرتقون بها في مراقي العفة والتحكم في الشهوات وينضجون شخصيتهم ويعمقون علاقاتهم الاجتماعية في أفق بناء ذوات متفتحة ومتشبعة بروح الجماعة و متشربة لنزعة التسامح والتكامل وميالة للمنافسة الشريفة وحب الانتصار…وهنيئا لهم على غناهم برأسمال الصحة فهي تاج فوق رؤوس الأصحاء لايراها إلا المدمنون والمنحرفون والمرشحون للجنوح… وهنيئا لهم على حسن تدبير الزمن واستغلاله فيما يبني العقل والجسم ويهذب النفس ويكون الرجولة ويحقق الذات وينمي الموهبة فلا تستغرب من تلازم قوة الجسم وقوة العقل وتوازي النجاح الرياضي مع التفوق الدراسي فالعقل السليم في الجسم السليم… والحمد لله على سلامتهم من وقت الفراغ وضغوطات قتل الزمن وأخطاره على العقيدة والشخصية والسمعة وتأمين المستقبل…
وطوبى لهم على حسن تدبير المكان واختيارهم مناطق مفتوحة في الهواء الطلق أو قاعات مجهزة متعددة الخدمات جيدة المنتوج من بطولة وقوة بدنية واسترخاء وسلامة ونموذج سلوكي و نمط حياتي…والحمد لله على سلامتهم من أذى الطرقات وإذاية أماكن الرذيلة…

ولكن لا يختلف اثنان في أن الرياضة تفقد معناها وتتقلص قيمتها إذا كانت بدون صلاة …فمن لوازم الرياضة المادية النظافة والغذاء وباقي شروط الصحة ومن لوازمها الروحية أيضا الصلاة فلا تستقيم اللياقة ولاتكتمل الأخلاق الرياضية إلا بأداء الصلوات في وقتها ومع الجماعة لذلك لانستغرب من إعجاب العالم السويسري لنج صاحب أفضل 10 حركات بحركة السجود في الصلاة فهي أكمل حركة وأكثرها توازنا بين الإتقان العملي والارتقاء الروحي في رحلة البحث عن قرين من الملائكة فحركات الصلاة من تلاوة ودعاء وتكبير وركوع وسجود هي كيفيات تعبدية تتقرب بها كائنات نورانية طيعة وهي الملائكة من الله سبحانه وتعالى لذلك لانستغرب من أن الصلاة صلة بين الإنسان وربه والسجود فيها أقرب نقطة للاتصال بالمولى عز وجل يقول الرسول /ص/ » أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد »…معشر الآباء والأمهات استجيبوا لأمر معلم الأمة محمد /ص/الذي أعطى الأسوة الحسنة في ممارسة رياضة الجري على الأقدام والرماية واعتمد منهجه في التربية النبوية على تربية الجسد وربطه بالجهاد والترويح المباح… وعلموا أبناءكم منذ الصغر الصلاة والجري والرماية و فقد ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة أن النبي /ص/ قال » لاسبق إلا في خف أو حافر أونصل » و » مرو أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر » ولبوا دعوة عمر الفاروق و » علموا أبناءكم السباحة و الرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا » لأن الرياضية تربيهم وتهذبهم فيستوي عودهم وتفتل عضلاتهم و تخف حركتهم وتكتمل رجولتهم وتزيد شهامتهم وتقوى شجاعتهم فيتحرروا من الجبن والخوف ويزداد ولاؤهم لله ويتضاعف انقيادهم لشرعه وتتعدد صور استسلامهم لتعاليمه جل وعلا فتربحون رهانات التنمية الروحية والذهنية والاجتماعية والاقتصادية… وتحققون النصر على معارككم ضد الفقر والجهل والمرض والرذيلة… وتؤدون حق الله في أولادكم فتجزون بنعيم الجنة أنتم وفلذات أكبادكم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *