جريدة القدس العربي : راتب ملك المغرب معروض للنقاش العام :40 الف يورو شهريا ومصاريف قصوره 210 ملايين سنويا
كم يبلغ راتب ملك المغرب؟ سؤال كان سرا من أسرار الدولة المغربية، بل كان يكلف صاحبه سنوات وعقودا في سجن غير معلوم، حتي كشفت عنه هذه الأيام مجلة اسبوعية محلية. نشرت مجلة تيل كيل الناطقة بالفرنسية في عددها الأخير ملفا عن راتب الملك محمد السادس وثروته ومصاريف القصور الملكية، ودعمت ملفها بمواقف احد خصوم الملك، ابن عمه المولاي هشام، ودعواته لرفع القدسية عن الملكية. قالت المجلة ااان الملك يتقاضي قرابة 40 ألف يورو شهريا، وان مصاريف قصوره هي 210 ملايين يورو سنويا من ضمنها رواتب 1100 من الموظفين العاملين في قصوره المنتشرة في عدد من مدن ومناطق البلاد. شكل الخبر مفاجأة في بلاد ظلت تعتبر اخبار العائلة الملكية من المحرمات المطلقة، وكان الحديث عن الملك يفسّر مسا بالذات ويجر صاحبه الي المحاكم في العهد الجديد ، اما العهد القديم فلا مجال للحديث عنه. فقبل سنة ونصف السنة، حُكم علي الصحافي علي المرابط بثلاث سنوات سجنا لمجرد أنه نشر خبرا عن اعتزام الملك بيع قصر الصخيرات (30 كلم جنوب العاصمة الرباط). واعتبرت النيابة العامة أن الحجارة التي شيد بها القصر مقدسة ولا يجب الكتابة عنها. وكثرت التعليقات والأقاويل والشائعات حول خفايا نشر ملف مجلة تيل كيل .
. واعتبر بعضها أن الخبر عادي للغاية طالما أن هذه المصاريف تنشر مسبقا في الجريدة الرسمية للدولة المغربية، وهناك من اعتبر الكشف عن هذه الأرقام علنا في صفحات الجرائد مؤشرا علي تقدم حرية الصحافة في البلاد وتجاوز مرحلة الممنوعات التي كانت قائمة حتي الأمس القريب. لكن كان هناك من اعتبر ذلك تطاولا علي الملك وقدسية المؤسسة الملكية، وهم في العادة المحسوبون ضمن خصوم الملك. بيد ان الاوضاع تغيرت كثيرا في المغرب. اذ ان ملف المجلة تضمن من بين ما تضمنه كلاما لاحد افراد العائلة الملكية، الامير مولاي هشام ابن عم الملك، يدعو لـ الفصل بين القدسية والملكية لأن القدسية لا تجتمع والديمقراطية . وطالما أن المغاربة يعيشون في مرحلة انتقالية تعج بالأسئلة السياسية والتعليقات، تساءل أحد المواطنين إذ كان راتب الملك 40 ألف يورو، فكيف تفسّر مزاعم بعض وسائل الاعلام بأن ثروته تقدر بـ37 مليار دولار؟ . وتذكر المغــــاربة رسالة زعـيم جماعة العدل والاحسان (اسلامية محظورة) عبد السلام ياسين الي الملك محمد السادس، قبل سنوات، طالبا منه تسديد ديون المغرب الخارجية من ثروته الشخصية. وفُسرت الرسالة كذلك بأنها تطاول علي المؤسسة الملكية والعرش. وانتقل النقاش الي خارج حدود البلاد، وبما ان اسبانيا هي المرجع الدائم والقريب جغرافيا ووجدانيا، راح اخرون يقارنون بين ميزانية ملك المغرب محمد السادس ونظــــــيره الاسباني خوان كارلوس، وتساءلوا كيف ان ميزانيـــة الاول تفــــوق بأكثــــر من عشرين مرة ميزانيــــــة الثاني، علما أن الناتج الاجمـالي الخام لاسبانيا (700 مليار يورو) يفوق نظيره المغربي بأكثر من عشرين مرة (30 مليار يورو). وربما السؤال نفسه ردده المهاجر المغربي المقيم في المملكة البلجيكية أو المملكة الهولندية. وبمزيج من الجد والهزل، نُقل عن صحافي مغربي قوله انه ملتزم بالبحث والكتابة في الموضوع، وذلك للرد علي استفسارين بقيا عالقين لم توليهما تيل كيل أهمية: الأول، هل يتقاضي الملك 40 ألف يورو بعد الضريبة علي الدخل أم قبلها؟ والثاني، إذا أراد الملك رفع راتبه، فمن هي الجهة المخولة ذلك؟ |
Aucun commentaire