Home»International»عبد الله لماني معتقل سابق بسجون البوليزاريو يقول : على المغرب ان يضغط من اجل تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مصير المغاربة بتندوف

عبد الله لماني معتقل سابق بسجون البوليزاريو يقول : على المغرب ان يضغط من اجل تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مصير المغاربة بتندوف

0
Shares
PinterestGoogle+

الاحد 26 دسمبر 2004

كانت طرق التعذيب التي تمارس هناك لا يمكن أن تخطر على بال أحد. الأشخاص الذين كانوا يقومون بتلك الأعمال، كانوا يتدربون في الجزائر وليبيا، وبتندوف طوروا « فنهم » وحسنوا أساليبهم كثيرا، وأصبحوا مبدعين في ذلك الميدان. ولكن كانت أصعب أنواع التعذيب هي الأشغال الشاقة. لقد قهرونا بها بالأساس، وفي بعض الأحيان، لم نكن ننام لا بالليل ولا بالنهار

«على المغرب أن يضغط من أجل تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مصير المغاربة بتندوف»

› قضيت حوالي 23 سنة في الأسر لدى الجبهة الانفصالية، ما هي الأساليب التي تستعمل هناك في تعذيبكم؟ ›› مدة اعتقالي بكاملها كانت تقريبا جنوب تندوف في سجن يطلق عليه «حمدي با الشيخ» أو رابوني، كما يطلق عليه أيضا اسم المركز الأحمر. قضيت فيه قرابة 23 سنة. وكانت 18 سنة الأولى في الاعتقال صعبة جدا لا يمكن لأي أحد أن يتصورها، وكانت طرق التعذيب التي تمارس هناك لا يمكن أن تخطر على بال أحد. الأشخاص الذين كانوا يقومون بتلك الأعمال، كانوا يتدربون في الجزائر وليبيا على تلك الطرق، وبتندوف طوروا « فنهم » وحسنوا أساليبهم كثيرا، وأصبحوا مبدعين في ذلك الميدان. ولكن كانت أصعب أنواع التعذيب الأشغال الشاقة، لقد قهرونا بها بالأساس. وفي بعض الأحيان لم نكن ننام لا بالليل ولا بالنهار. ففي سنة 1981، قضى 750 مغربيا تقريبا مدة شهرين أو ستين يوما بدون نوم (يناير وفبراير 1981)، لم يكن الحراس الذين كانوا يتناوبون، يتركون له فرصة الإغفاء ولو لساعة واحدة. وقد حضر هذه الظروف أناس يوجد حاليا بالمغرب مثل عمر الحضرمي وكجمولة بنت أوبي. وأتذكر أنه قبل وقف إطلاق النار (1991)، كانت قوافل الأسلحة تأتي من ليبيا إلي جنوب تندوف، وكنا لا ننام حتى نقوم بتفريغ حمولاتها من الأسلحة، وقد انقطعت هذه القوافل في العام 1984، أي من 1980 إلي 1984. ولا يمكن تصور الأسلحة التي كانت تزود بها ليبيا جبهة البوليساريو. ولم نكن نعاني لوحدنا من التعذيب، إذ لم يسلم منه حتى الصحراويين أنفسهم. وأعتقد أنه يجب أن تشكل لجنة تحقيق دولية من أجل التحقيق في هذا الأمر بتندوف، على اعتبار أن الذين قتلوا هناك لم يكونوا من المغاربة، بل قتل هناك الموريتانيون بشكل كبير والماليون (الطوارق) والجزائريون (الطوارق) وماتوا أشخاصا من جنسيات أخرى. في سنة 1980 رأيت أمريكيا أسود قتل وآخرون من فنزويلا… وعمر الحضرمي يعرف جيدا ذلك الأمريكي. وكان المجرم الكبير الذي حضر أعمال التقتيل بشكل كبير هو الشخص المعروف باسم سيدي احمد البطل وهو الآن يحتل منصبا وزاريا داخل البوليساريو. وقد أصيب بالعمى في العام 1983 خلال الهجوم على الحزام الأمني، وهو الذي قتل عددا كبيرا من الأشخاص.

› هل الأشخاص الذين كانوا يعذبونكم كانوا من الجبهة الانفصالية أم كانوا من جنسيات أخرى، جزائرية مثلا؟ ›› الذين كانوا يقومون بعمليات التعذيب هم صحراويون وموريتانيون، ولكن الأوامر كانت تعطى دائما، من طرف الضباط الجزائريين المتواجدين هناك بتندوف، حيث كانوا يعطون الأوامر مباشرة، ولكن المنفذين كانوا صحراويين وموريتانيين.

› هل تذكر وقوع حالات وفيات تحت التعذيب ؟ ›› بطبيعة الحال مات العديد من المعتقلين في هذه الظروف، واللائحة التي أعطيتها إلى جمعية فرانس ليبرتي بها أسماء العديد من هؤلاء المغاربة الذين ماتوا في خضم التعذيب وماتوا بالإعدام والقتل بالرصاص أو الإهمال أي من الجوع والمرض. › كيف خطرت ببالكم فكرة كتابة كتاب وأنتم في الأسر ولم تكن لكم أية بارقة أمل في الخروج من تندوف إلا في نعش؟ ›› كنت منذ صغري أهوى الكتابة، وكذلك المطالعة، وكنت أيضا أحب أن أعرف أخبار المختطفين والسجون حتى قدر لي الله أن أقع في نفس الشرك وأصبحت بنفسي مختطفا ومعتقلا. لما أتيحت لي الفرصة أن أكتب، شعرت برغبة جامحة في الكتابة.

› هل يمكنهم أن تحدثونا عن ظروف بروز هذا الكتاب؟ ›› الظروف التي كنت أعيش في ظلها، يستحيل أن يكتب فيها أي أحد. وإذا أردت أن تعرف ذلك فما عليك إلا أن تسأل الآخرين، لأن لا أحد كان يقدر أن يكتب لأنه يعرف المصير الذي ينتظره، وحتى إذا استطاع إلى ذلك سبيلا، يمكنه قط تسريب أو نشر ماكتب كنت في البداية أكتب في أوراق الإسمنت بقلم رصاص صغير، لأنه لو وجدوا عندك مثل هذه الأشياء لقتلوك. وأذكر أنه في أحد الأيام عثر شخص علي ورقة ممزقة من كتاب يحوي أغاني عربية، وكانت الورقة بها أغنية لأم كلثوم، فأعجبته واحتفظ بها لأنها تذكره بأيام الحرية بالمغرب، ووضعها في جيبه. غير أنه اكتشف أمره، فخضع للتعذيب لعدة شهور. لقد قرأوا الورقة وعرفوا ما تحويه، ولكن تعمدوا أن يمعنوا في تعذيبه حتى يحطموا معنوياته ومعنوياتنا، وقالوا بأن هذه الورقة هي رسالة من المخابرات المغربية، وبدأوا يسألونه عن كيفية الاتصال معها، وأن هذه الرسالة مرموزة مكتوبة بهذه الطريقة حتى لا نفهمها، وأمروه أن يوضح لهم كيف يتصل بالمخابرات. وبقي بسبب هذه الورقة عدة شهور يخضع للتعذيب. كنت في البداية أكتب في أوراق الإسمنت باللغة العربية كل ما يقع من أحداث، وكنت أكتب كلما سنحت لي الفرصة بعيدا عن أنظار أصحابي، وأحيانا كنت أكتب في الظلام حتى أصبحت لي القدرة على الكتابة في مثل هذه الظروف. وكنت أخفي ما أكتبه بعيدا عن مكان العمل، بأحد الوديان بعيدا عن برج المراقبة. لما بدأ مسؤولو المنظمات غير الحكومية بأوربا يزوروننا، كانوا لا يتعاطفون معنا بل كانوا يمقتوننا لأنهم كانوا يعتقدون أن المغرب هو السبب في مأساة اللاجئين هناك. غير أنه بعد مرور الزمن بدأت تتوطد العلاقات بيننا وبدأت تتغير نظرتهم لنا، وتحولت هذه العلاقة إلى صداقة وثقة كبيرة، ومرة خطرت ببالي فكرة أن أعرض على أحدهم أن يسرب لي الأوراق التي كنت أكتبها وينشرها بفرنسا وإسبانيا لأنهما البلدان اللذان كانت نظرتهما للأوضاع بتندوف مغلوطة بشكل كبير، وقلت لأحدهم بأن الأوراق مكتوبة باللغة العربية ويتعين ترجمتها إلي هاتين اللغتين. غير أني لما ذهبت إلى مكان دفن الأوراق، وجدتها قد تأكلت وتلفت وضاع مجهود سنوات من الكتابة. أخبرت ذلك الأوربي بالأمر واتفقنا على صيغة أخرى، أن أكتب له خلال مدة سنة مذكرات، ولما يأتي في السنة المقبلة يأخذها معه وينشرها وكان الاتفاق في سنة 2000 و2001. في تلك الأيام تحسنت ظروف اعتقالنا وأصبح بإمكان المعتقلين أن يشتغلوا في إدارات البوليساريو، في مكان يسمى التجهيز حيث كانت تأتي المساعدات الأجنبية والأوراق والأدوات المكتبية والإدارية من كتب وأقلام، وكنت أطلب من بعض المعتقلين أن يأتوني بالأوراق والأقلام خاصة أن الرقابة لم تكن مشددة علي هذه الأماكن بالمقارنة مع الأماكن التي تتضمن المواد الغذائية. بدأت سنة 2001 في الكتابة هذه المرة باللغة الفرنسية، ولكن باقتضاب وكتبت أشياء قليلة لأني نسيت الكثير من المعلومات. ولما انتهى العام، حل ذلك الأوربي وأعطيته الأوراق كما الاتفاق المسبق بينا.

› هل كنت تثق فيه إلى هذا الحد؟ ›› لم أكن أثق فيه مائة في المائة، ولكن بنسبة 80 في المائة، ولكن لم يكن لدي أي خيار آخر، كانت تلك السنة هي السنة الثانية والعشرين وأنا رهن الاعتقال، وكنت يائسا تمام اليأس من إطلاق سراحي، ولما اتفقت معه على نشرها، أصبح لدي أمل كبير في أن أخرج من ذلك السجن في حالة ما إذا نشر الكتاب، ولكن كانت هناك أيضا تخوفات من أن يقتلوني إذا اكتشف أمري. فكرت مليا، ويمكن القول بأني « قمرت » إما أن أربح أو أخسر. قضيت 22 سنة في السجن، فلم يعد لدي أي مخرج آخر، تخيل أنك قضيت هذه السنوات وجاءت هذه الفرصة: 50 في المائة يمكن أن تنحج فيها و50 في المائة أن تفشل في مسعاك، فإنه لا محالة ستختار نسبة 50 في المائة من النجاح. وسلمت أمري لله. أعطيت الكتاب في العام 2002 لذلك الأوربي وبقيت أنتظر. وفي شهر يونيو 2003 وبالضبط يوم 26 يونيو 2003، ظهر الكتاب بالدوزيم والقناة الأولى. وفي الواحدة ليلا من ذات اليوم، استدعاني الأمن العسكري للبوليساريو، وبالأخص أحد السفاكين الانفصاليين يدعى امبارك ولد خونا ومعروف أنه مجرم كبير وينسق مع المخابرات الجزائرية وبدأ في التحقيق معي حول ظروف نشر الكتاب وكيف تم تسريبه، لكني نفيت علمي بالأمر نفيا قاطعا. غيرأن المثير في الأمر أنه لم يمسسني بسوء فعلمت بذلك أن الكتاب نشر بالخارج.

›كنتم قد تحدثتم إلى جمعية فرانس ليبرتي قبل أن تصدر تقريرها حول أوضاع اعتقالكم، هل يتضمن هذا التقرير كل ماقلتموه لها؟ ›› ذكر التقرير العديد من الأشياء التي قلناها لهم غير أنه لم يتضمن أشياء أخرى. فهو لم يتحدث عن مركز يدعى المخيم المنسي، الذي يوجد به صحراويون مغاربة وقصتهم غريبة لا يمكن لأي أحد أن يتصورها. في بداية 1976، كانت البوليساريو في بدايتها، وهناك من التحق بجنوب تندوف عن طيب خاطر وهناك من اختطف. فقد كان الدرك الجزائري يصل حتى الصحراء المغربية. وفي سنة 1976 كانوا يدخلون ويختطفون الصحراويين الرحل وأطفالهم ويلحقونهم بتندوف. وأتوا بالموريتانيين والطوارق. كما أن طائرات «الميغ» الحربية الجزائرية كانت تقصف مخيمات الصحراويين بالصحراء المغربية سنة 1976 وتقصف مناطق الرحل والخيام، وكانت الطائرات الحربية الجزائرية بالنبالم ثم يتدخل الدرك الجزائري الذي كان يوجد بالقرب من المنطقة، بسرعة ويقول للصحراويين «أسرعوا قبل أن تعاود الطائرات المغربية ضربكم من جديد»، فيهربون في اتجاه تندوف. وكانوا في كل ذكرى يأتون طفلة صغيرة محروقة بالنبالم ويدعون بأنها أول صحراوية حرقها الجيش المغربي بالنبالم، والحال أن الأمر يتعلق بطائرات حربية جزائرية. ولما جمعوا كثيرا من الناس، أرادت المخابرات الجزائرية أن تعرف الأشخاص المخلصين للقضية الصحراوية والجمهورية الوهمية، وقاموا بنصب أربع رايات، في جهة وضعوا راية مغربية وأخرى راية موريتانية و ثالثة راية جزائرية وفي رابعة راية البوليساريو. وقالت المخابرات الجزائرية إنها تريد استقلال الشعب الصحراوي، ونحن نريد أشخاصا لهم إخلاص وحماس وطني، ولكننا لا نريد أن نرغم أحدا، ولهذا نترك الباب أمام كل واحد منكم لكي يختارالجهة التي يريد. وكان أن اختار العديد من الأشخاص، نظرا لسذاجتهم، الجهة المغربية، فقامت المخابرات الجزائرية بجمعهم وإرسالهم إلى منطقة بعيدة عن تندوف بـ 200 كلم. وتم احتجازهم بهذا المركز الذي يطلق عليه المخيم المنسي.

مراعد ثابت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ikram
    07/11/2013 at 01:47

    Bravooo 3lik wlhhh saraha rajal wa rajol bi ma3na l kalima dakachi kamaL li kano kaydiro l dok nas o nta kataktab f dak laktab o makhaftich i9atlok sarahaaaa o mana9drch nawsaflik chhal bkit Lah yaKHOD FIHùùùùm L ha9 Hadachi li radi ngolooo Mais Brit na3rf 1 L haja fah kanti kataktab f lawra9 dial l 2ismant fin kanti kadirhooum o fin kanti katkhaba3 l 9alam bach kanti kataktab Bih ?????
    et merciii

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *