Home»International»نماذج من الغباء الجزائري: غباء الإعلام، الجزء الثاني

نماذج من الغباء الجزائري: غباء الإعلام، الجزء الثاني

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد إنفي
وقفنا في الجزء الأول من هذا المقال عند تصرفات إعلام الجزائر والفريق التقني المرافق للفريق النسوي لكرة القدم المشارك في بطولة إفريقيا للسيدات المقامة في المغرب خلال شهر يوليو (يوليوز) 2024؛ لكننا لم نستعرض هذه التصرفات ولو بشكل جزئي حتى تكتمل الصورة عند القارئ في موضوع العقدة المستحكمة في الجزائر والتي يعاني منها النظام والإعلام والنخب، إن كان لا يزال هناك نخب، وجزء كبير من الشعب الجزائري. وهذه العقدة تسمى « المغرب »؛ وقد بينا في الجزء الأول جزءً من هذه العقدة بحيث يُمنع ذكر اسم المغرب في إعلام القذارة والحقارة في حال تعلق الأمر بخبر إيجابي أو بمعلومات تصب في خانة الإنجازات والنجاحات.
ومن التصرفات الغبية والحقيرة للإعلام ولكل مكونات البعثة الجزائرية، بمن فيهم الفريق الكروي النسوي، نذكر، في البداية، ما قام به التلفزيون الجزائري الذي وصل به الحقد والحمق والتهور حد تغيير شعار البطولة بالإقدام على إزالة اسم البلد المنظم (المغرب) من الشعار؛ ثم إنهم لجئوا إلى عملية خسيسة، في الملعب الذي احتضن مباريات فريقهم، حيث استخدموا سكوتش لتغطية اسم شركة الخطوط الملكية المغربية المتعاقدة مع الاتحاد الإفريقي لنقل اللاعبات واللاعبين والجمهور الرياضي الأفريقي؛ وهناك حماقات أخرى لن تصدر إلا على الجزائريين العُبَّط والهُبَّل.
وهذا العبط والهبل نجده، أيضا، في المنصات الرياضية التي تعكس المستوى المتدني للمحللين والصحافيين الرياضيين الجزائريين، ما عدا بعض الاستثناءات القليلة. فلا تخلو، في بلاد « القوة الضاربة! »، أية منصة أو استوديو تحليلي رياضي من التهجم على المغرب ووصفه بأقذع النعوت؛ ناهيك عن تبخيس إنجازاته الرياضية والتنموية. فالإعلام الجزائري مريض بالمغرب ومهووس بنظرية المؤامرة ويستهويه لعب دور الضحية. فكل إخفاقاتهم الرياضية يحملون فيها المسئولية للمخزن ولقجع (رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم) المتهم بالكولسة والضغط على الحكام أو إرشائهم وغير ذلك من الترهات والأوصاف القدحية التي لا تصدر إلا على ضعاف النفوس ولا تليق إلا بمن يطلقها؛ فهي تنطبق عليهم ولا تنطق على من يوصف بها.
فالطريقة التي يرددون بها اسم المخزن ولقجع، تثير، من جهة، الشفقة على أولئك الصحفيين المغيبين عن الواقع، الفاقدين لكل ميزات وصفات الإعلامي؛ ومن جهة أخرى، فإن تدخلاتهم تبعث على الغثيان بفعل رداءتها وقذارتها. وهو ما يكشف غباء الإعلام الجزائري، سواء الرياضي منه أو السياسي أو الخبري.
ويكفي أن تتابع حلقة واحدة في منصة من المنصات الرياضة في الجزائر، لكي تدرك مدى فراغ أدمغة الإعلاميين الجزائريين، إلا قليلا منهم (أنظر مقالنا بعنوان « ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟ »، نشر في الحوار المتمدن، الموقع الفرعي لـ »محمد إنفي بتاريخ 8 يناير 2023).
فمنذ أن أسند الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) مهمة تنظيم بطولة كأس إفريقيا للأمم (2025) للمغرب، ومنصاتهم لا موضوع لها سوى عدم أحقية المغرب في تنظيم هذه البطولة. ورغم أن بلادهم قد انسحبت من المنافسة على التنظيم، فإنهم ظلوا يرددون، بمناسبة أو بدونها، بأنهم الأحق بالتنظيم من المغرب لكونهم يتوفرون على ملاعب « عالمية »، كما يزعمون؛ بينما اللجنة التقنية التي تفقدت ملاعبهم قبل الحسم، كانت قد اكتشفت فيها أشياء يندى لها الجبين. لكن، لغبائهم، فلم يتركوا أية نقيصة توجد في بلادهم إلا ونسبوها للمغرب، من قبيل نقص الفنادق ووسائل النقل ورداءة الملاعب وسوء أحوال الطرق وغير ذلك. وهذا يكفي لكل إنسان سوي ليحكم على غباء وعبط إعلاميي الجزائر؛ ذلك أن المغرب معروف كبلد سياحي بفنادقه الفخمة وطرقه السيارة ونقله الجيد السككي منه وغير السككي؛ أما ملاعبه فهي عالمية بكل المقاييس.
لأول مرة في تاريخ كأس أمم إفريقيا، ستُلعب البطولة في تسعة ملاعب؛ وكل فريق سيكون له ملعب خاص بالتداريب لا يشاركه فيه أحد. وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة الملكية المغربية قد عملت على تجديد (وليس ترميم) الملاعب القديمة، رغم أنها لم تكن في حالة سيئة. ولغباء الإعلام الرياضي الجزائري وضعف إمكانية بلاده التنافسية وعدم قدرتها على تطوير ملاعبها وعجزها عن توفير التجهيزات الرياضية الضرورية، فقد ظل هذا الإعلام الغبي يشكك في قدرة المغرب على إتمام بناء الملاعب في الوقت المطلوب لأن بناء ملعب رياضي، في الجزائر يتطلب 15 سنة أو أكثر؛ بينما في المغرب ملعب مولاي عبد الله بالرباط بني خلال سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرا فقط، وبناء ملعب طنجة الكبير لم يتجاوز سنتين. أما ملعب مولاي الحسن بالرباط، والذي تم تخصيصه للفريق الوطني الجزائري، فقد تم بناؤه في ثمانية أو تسعة أشهر. وهو في حلة ستبهر الفريق الجزائري والجمهور الرياضي.
وسوف يكتشف هؤلاء الأغبياء الفرق الكبير بين الذين لهم تاريخ يفوق ثلاثة عشر قرنا وبين الذين بلدهم وصل بالكاد إلى عمر الكهولة (63 سنة)، بينما عقلهم ظل في المستوى الطفولي. فكم من صحافي رياضي أو محلل، لما نسمع كلامه وننظر إلى هيئته، تحضرنا بالضرورة مقولة حسان بن ثابت: « لا بأس بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ، جسمُ البغالِ وأحلام العصافيرِ ». لذلك، لما نسمع ونرى ما يدور في منصاتهم من كلام عبيط حول الملاعب المغربية، نتأكد بأن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن الأغبياء بغض النظر عن مستواهم التعليمي أو الاجتماعي. فكم من مرة خرج بعضهم ليقول بأن الملاعب المغربية، رغم أنها كانت في مراحلها النهاية، ما هي إلا حبر على وكل ما يقدم من فيديوهات على هذه الملاعب مجرد « فوتوشوب » وذكاء اصطناعي؛ وظلوا يؤكدون بيقينية بليدة بأن المغرب لن يكون جاهزا في التاريخ الموعود، ويطالبون بنقل البطولة. إلى أين؟ إلى « الزريبة » الغارقة في المزابل وفي كل أنواع المشاكل.
خلاصة القول، هؤلاء القوم ينتمون إلى عالم أخر غير عالمنا، كما جاء في إحدى خطب جلالة الملك محمد السدس حفظه الله. وانسجاما مع عدائهم للمغرب وتأكيدا لغبائهم المثير للشفقة، فقد أرادوا أن يستغلوا حركة جيل « Z » الشبابية، فراسلوا الاتحاد الأفريقي لكرة القدم طمعا في نقل البطولة من المغرب بدعوى غياب الأمن فيه. لكن رئيس الاتحاد الأفريقي وجه لهم صفعة مدوية لن ينسوها أبدا. لقد طُرحت القضية في اجتماع المجلس الإداري لـ »الكاف »، فكان جواب الرئيس « باتريس موتسيبي » على الشكل التالي: المغرب هو الخيار الأول، المغرب هو الخيار الثاني، المغرب هو الخيار الثالث. فهل هناك أقوى من هذا الجواب على الغباء الجزائري؟
مكناس في 17 دجنبر 2025

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *