Home»International»لا عزاء لكابرانات الجزائر الحاقدين!

لا عزاء لكابرانات الجزائر الحاقدين!

0
Shares
PinterestGoogle+

      لا نعتقد أنه مازال هناك في المغرب كما في الجارة الشرقية الجزائر من هم في حاجة إلى إعادة تذكيرهم بالكم الهائل من الحقد الذي يضمره للمغرب والمغاربة كابرانات العسكر في قصر المرادية بقيادة الحاكم الفعلي السعيد شنقريحة، حيث لا يتوانون لحظة عن استفزازاتهم ومعاكستهم ليس فقط لوحدته الترابية، بل حتى لتراثه اللامادي العريق، من خلال إنفاق ملايير الدولارات في محاولة تزييف الحقائق وطمسها بلا جدوى، في وقت تعاني المواطنات والمواطنون الجزائريون منذ عقود من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وندرة المواد الغذائية، كما تشهد بذلك الطوابير الطويلة أمام المتاجر والأسواق.

      إذ أنه قبل حتى أن يعود أفراد « العصابة الحاكمة » لاستجماع أنفاسهم من فرط اللهث خلف السراب، وفي الوقت الذي مازالوا منشغلين بلملمة جراحهم الغائرة، جراء تواتر الضربات الموجعة ومن ضمنها القرار الأممي 2797 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 31 أكتوبر 2025، الذي نزل على رؤوسهم كالصاعقة، لاسيما أنه يقضي بتزكية المبادرة المغربية عبر منح « الصحراء الغربية » حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية، بعد أن صوتت لفائدته 11 دولة من أصل 15 دولة، وامتناع ثلاث دول: روسيا، الصين وباكستان، فيما لم تشارك الجزائر في التصويت، وحده عبد المجيد تبون الواجهة المدنية للنظام العسكري الجزائري يعرف السر في ذلك.

      فإذا بهم يتلقون هزيمتين أخريين متتاليتين، تتعلق الأولى بفشل بلادهم الجزائر في الحصول على العدد الكفي من الأصوات الذي يؤهلها للفوز بالعضوية في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، خلفا للمغرب الذي انتهت ولايته، بعد أن كان قد انتخب عضوا بذات المجلس لولاية تمتد إلى ثلاث سنوات ابتداء من شهر فبراير 2022 إلى غاية شهر فبراير 2025، مما يؤكد التراجع الكبير للنفوذ الجزائري في القارة الإفريقية، أمام تعزيز المغرب لعلاقاته مع بلدانها منذ عودته إلى أحضان الاتحاد الإفريقي سنة 2017، بفضل الدبلوماسية الملكية الراقية والقوية.

      فيما تتعلق الهزيمة الثانية النكراء بمصادقة اللجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لمنظمة اليونسكو في اجتماعها الذي انعقد يوم الأربعاء 10 دجنبر 2025 في العاصمة نيو دلهي بالهند، على الملف الذي تقدمت به المملكة المغربية لليونسكو بخصوص تسجيل القفطان المغربي تراثا عالميا، حيث أنه وبعد سنوات طويلة من السجال الرقمي والدعاية المضادة، تم التصويت لفائدة إدراج القفطان المغربي في قائمة التراث الثقافي غير المادي، بما يحمله من فنون وتقاليد وصنعة ومعارف متوارثة. إذ يشكل القفطان جزءا بنيويا من الهوية المغربية منذ أزيد من 12 قرنا، ولا يمكن أن يكون إلا في سجل التراث الإنساني مدعما بملف قوي داخل اليونسكو، لذلك لم تفلح الجزائر في عرقة هذا الإدراج، خاصة أن لجنة التراث تعتمد في اتخاذ قراراتها بناء على آلية التوافق، مما يحول دون ممارسة أي شكل من أشكال الاعتراض والمناورة.

      ويشار في هذا الصدد إلى أن الجزائر لم تنفك تحاول الترامي على التراث المادي واللامادي للملكة المغربية مثل المعالم التاريخية والأثرية، إلى جانب تزييف الحقائق وتحريف التاريخ، سعيا إلى جعل الأحداث والشخصيات التاريخية المغربية جزائرية، واستغلال التراث الثقافي المغربي في الفنون والآداب والفنون الشعبية، بيد أن كل محاولاتها البائسة باءت جميعها بالفشل الذريع أمام يقظة السلطات المغربية، حيث يعد التراث الثقافي المغربي إرثا حضاريا مشتركا لكافة المواطنات والمواطنين المغاربة، وأن الدفاع عنه من أولى الأولويات لديهم جميعا بدون استثناء.

      فما يغيظ كابرانات الجزائر أكثر خلال السنوات الأخيرة هو استمرار المغرب في مراكمة الانتصارات على عدة مستويات دبلوماسية وسياسية واجتماعية واقتصادية ورياضية وثقافية وغيرها، بينما يظل الفشل يلاحقهم كظلهم أينما حلوا وارتحلوا، لذلك هم لا يرفضون فقط الاعتراف بالقفطان المغربي في اليونسكو، بل حتى القرار الأممي المتعلق بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، كما يتضح من خلال الارتباك والتخبط المتواصلين، والإخفاق في التملص من المسؤولية ومحاولة توريط الاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء المغربية الذي عمر أزيد من خمسة عقود. ومما زاد في تأجيج نيران الغضب في صدورهم، إقدام الملك محمد السادس على إطلاق اسم « عيد الوحدة » على يوم 31 أكتوبر من كل سنة، باعتباره اليوم (31 أكتوبر 2025) الذي تم فيه صدور القرار الأممي 2729 وتعززت السيادة الترابية للمملكة المغربية، ليصبح بذلك عيدا وطنيا جديدا، ومناسبة لتكريس الوحدة الوطنية والاحتفاء بمغربية الصحراء…

      يبدو أنه رغم ما راكمه كابرانات الجزائر من هزائم وانكسارات متتالية، لم يستخلصوا الدروس والعبر التي من شأنها أن تعيدهم إلى جادة الصواب، كما أنهم لم يدركوا بعد أن تماديهم في غطرستهم ومعاكسة المغرب، من خلال تسخير أبواقهم الإعلامية وذبابهم الإلكتروني في محاولة التشويش عليه وتعطيل مساره الدبلوماسي والتنموي، إلى جانب مناوراتهم الدنيئة ومؤامراتهم الخسيسة، لا يعملون سوى على الدفع به نحو الإصرار على تحقيق المزيد من النجاحات والانتصارات على كافة الأصعدة.

اسماعيل الحلوتي 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *