Home»International»« عمي تبون » والخرف الملعون!

« عمي تبون » والخرف الملعون!

0
Shares
PinterestGoogle+

      يحز كثيرا في نفس كل مواطن عربي حر أن تظل دولة الجزائر الشقيقة بلاد « المليون شهيد »، التي قدم شعبها الأبي خلال ثورة التحرير تضحيات جساما من أجل الانعتاق من قيود المستعمر الفرنسي الغاشم، وحباها الله بثروات طبيعية هائلة، وفي مقدمتها الغاز والنفط، رهينة في قبضة نظام عسكري مستبد، يأتي بأشخاص على المقاس كواجهة مدنية لرئاسة الجمهورية، والاستمرار في نهب واستنزاف خيرات البلاد وأرزاق العباد بلا وازع أخلاقي، ومن ضمنهم الرئيس الصوري الحالي عبد المجيد تبون.

      فبعد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة الذي استمر رئيسا للجمهورية الجزائرية على مدى عشرين عاما من سنة 1999 إلى غاية سنة 2019، قضى ولايته الأخيرة مشلولا على كرسي متحرك، ومع ذلك كانت المؤسسة العسكرية تريد التمديد له لولاية أخرى، غير عابئة بحالته الصحية المتدهورة التي تبعث على الشفقة، لولا أن الحراك الشعبي حال دون ذلك. مما اضطر معه « الكابرانات » إلى البحث عن بديل له يأتمر بأوامرهم ويخضع لسيطرتهم ونفوذهم، ولم يجدوا أمامهم من نموذج يليق بالمهمة عدا « عمي تبون »، الذي أعدوا له انتخابات شكلية لذر الرماد في العيون.

      فرغم حظها التعس الذي قادها إلى العيش تحت قيادة نظام سياسي متغطرس، لم تعرف الجزائر منذ استقلالها رئيسا أكثر إثارة للسخرية، سوى « عمي تبون » الذي أصبح مضرب الأمثال في الخرف والعته، لما يأني به من تصريحات إعلامية غريبة ولا ترقى إلى مستوى الشخصيات السياسية المرموقة، وخاصة تلك التي تتقلد المسؤولية في تدبير شؤون بلدان غنية بثرواتها الباطنية. إذ أنه من باب التسلية والترويح عن النفس، لم يعد الكثير من المواطنين المغاربة يذهبون إلى السينما أو المسرح أو « الحلقة » في الأسواق للاستمتاع بلحظات من الفرح، ويفضلون تتبع منصات التواصل الاجتماعي بحثا عن مقاطع فيديو لخرجاته الإعلامية التي أصبحت تلقى رواجا كبيرا وتحقق مشاهدات مرتفعة…

       وفي هذا السياق، نستحضر ذلك « الفيديو » الذي يتم الترويج له على نطاق واسع خلال هذه الأيام، ولاسيما بعد اتخاذ مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025 قرارا تحت رقم 2797 يقضي بمنح « الصحراء الغربية » حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية، إثر تصويت 11 دولة من أصل 15 دولة لصالحه وامتناع 3 فقط وهي: روسيا، الصين وباكستان، فيما لم تشارك الجزائر في التصويت رغم أنها الطرف الرئيسي في النزاع الإقليمي المفتعل. حيث أن « عمي تبون » لم يجد من وسيلة للتخفيف عن النفس من هول الصدمة التي أصابته، جراء صدور القرار التاريخي الذي وقع كالصاعقة على رأسه ورؤوس « العصابة الحاكمة » في قصر المرادية، سوى العودة ثانية للادعاء بأن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء التي اقترحها المغرب منذ أبريل 2007 ولدت في باريس وليس في الرباط أو مراكش، واصفا إياها ب »خرافات جحا »، وهو يعلم جيدا أنها باتت تحظى بزخم هائل من الدعم الدولي المتزايد، بما في ذلك ثلاث دول كبرى (الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا وبريطانيا) من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

      فأي وقاحة أفظع من أن يرد رئيس بلد جار على ملك المغرب الذي لم يفتأ يمد له يده ويدعوه إلى حوار أخوي صادق لتجاوز الخلافات والشروع في بناء المستقبل المشترك في أجواء يسودها الوئام والاحترام، بمثل هذه الأساليب الفجة التي تفتقر إلى أبجديات اللباقة والدبلوماسية الراقية بين قادة الدول؟ إن « عمي تبون » هو الرئيس الوحيد في هذا العالم الذي لا يكف عن إطلاق الكلام على عواهنه، وتفصله مئات السنين الضوئية عن عالمي السياسة والدبلوماسية، إذ لا يمر عليه يوم دون إجراء لقاءات صحافية مع عدد من الإعلاميين المعروفين بولائهم للرئيس الفعلي للجزائر « شنقريحة »، لسببين اثنين: مهاجمة المملكة المغربية وإمطار المشاهدين بوابل من الخزعبلات والأرقام الفلكية المثيرة للسخرية.

      أليس من الخرف أن يصرح « عمي تبون » بأن اقتصاد الجزائر أصبح في عهده ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم، في وقت مازال فيه المواطنون يقفون لساعات في طوابير طويلة للحصول على بعض المواد الغذائية، أو أن يقول مثلا بأن بلاده شرعت في تحلية مياه البحر وستصل مع نهاية سنة 2024 إلى إنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا، و60 قمر اصطناعي سنويا، فضلا عما يأتي به من أرقام متضاربة في عدد « الشهداء » الذي يتضاعف مع كل خرجة إعلامية جديدة، وخاصة عندما قال إن « من يريد أن يفرض بعض التصرفات على بلد مات عليه « خمسة ملايين و630 ألف شهيد »، كما يفرضها على الآخرين، فهو مخطئ؟ ثم كيف له القول إن بإمكانه إنهاء ظاهرة الهجرة السرية عبر قوارب الموت في غضون شهرين فقط، فيما دول العالم تصرف في مواجهتها ملايير الدولارات وتجند عشرات الآلاف من حرس الحدود البرية والبحرية منذ عقود دون أن تتمكن من القضاء عليها؟

      إن الجزائر أكبر من أن يتولى مسؤولية إدارة وتدبير شؤونها رجل أصبح مشكوك في سلامته العقلية، والأخطر من ذلك أن « عمي تبون » الفاقد للمشروعية يتلقى الأوامر والتوجيهات ممن هم أيضا يعانون من حالة صحية أسوأ بكثير من حالته سواء منها العقلية أو البدنية مثل « شنقريحة »، وهو ما يستدعي انتفاضة شعبية قوية من أجل تحرير البلاد والعباد من قبضة هؤلاء الكابرانات العجزة…

اسماعيل الحلوتي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *