Home»National»هل سيأخذ مفهوم الديمقراطية في بلاد الغرب منعطفا جديدا بعد ما صارت أنظمتها تستجيب مضطرة لمطالب شعوبها ؟؟؟

هل سيأخذ مفهوم الديمقراطية في بلاد الغرب منعطفا جديدا بعد ما صارت أنظمتها تستجيب مضطرة لمطالب شعوبها ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل سيأخذ مفهوم الديمقراطية في بلاد الغرب منعطفا جديدا بعد ما صارت أنظمتها  تستجيب مضطرة لمطالب شعوبها  ؟؟؟

محمد شركي

لقد صدق المراقبون والمحللون الذين اعتبروا طوفان الأقصى حدثا فارقا من شأنه أن يحدث زلزالا قويا في الوضع الراهن للعالم  بدءا بطرفه الغربي  ثم امتدادا بعد ذلك إلى باقي أطرافه . ويبدو أن بوادر هذا الزلزال المتوقع قد بدأت تلوح في الأفق بشكل واضح، وذلك بسبب مواجهة شعوب العالم الغربي أنظمتها بخصوص الأحداث الجارية في قطاع غزة التي عرت  بشاعة وجه الكيان الصهيوني  وهو الذي طالما سوقت عنه تلك الأنظمة بين شعوبها صورة مضللة يبدو من خلالها حملا وديعا يواجه ذئابا كاسرة فوق أرض هجّر أفراده إليها من شتى أقطار العالم ،واحتلها بالقوة بمساعدة  ومباركة الغرب الامبريالي يومئذ والذي حاول من خلال ذلك التهجير التكفير عن المحرقة النازية التي وقعت  في قارته ، وكان الشعب الفلسطيني هو القربان الذي قدم بين يدي تلك المحرقة مع أنه لا صلة ولا علاقة  له بها ، أو كما يقال لا ناقة له فيها ولا جمل، وهو اليوم ضحية محرقة صهيونية أشد فظاعة من المحرقة النازية التي طالما تاجر بها الكيان للتمويه على  احتلال أرض ليست أرضه  وهو يبرر ذلك اعتمادا على أساطير وخرفات واهية يشرعن بها ارتكاب فظائع الإبادة الجماعية في قطاع محاصر قرابة عقدين من الزمن وفي ظل احتلال جائر لأزيد من سبعة عقود ، الشيء  الذي أضطر أهله  المحاصرين  إلى وطوفان الأقصى لكسر الحصار الخانق المضروب عليهم  أمام صمت العالم خصوصا الغربي .

وجريا على عادة الأنظمة الغربية في دعم هذا  الكيان المحتل بلا حدود  أو شروط ، ظلت تسوق إعلاميا  بين شعوبها  ذريعة لتبرير هذا الدعم   تحت مسمى  » معاداة السامية  » الذي يجرم  بها كل من ينتقد سلوكاته العدائية تجاه الشعب الفلسطيني، و تجاه محيطه العربي. ولقد أقامت تلك الأنظمة الدنيا ولم تقعدها  إبان حدوث طوفان الأقصى متعمدة التعامل معه كفعل وليس كرد فعل على حصار جائر خانق مفروض على القطاع، و لذلك أنفقت بكل سخاء من أموال شعوبها على الآلة الحربية الصهيونية التي تسببت في جرائم إبادة جماعية في منتهى الفظاعة ضد الشعب الفلسطيني  تقتيلا وتجويعا وتهجيرا .

ومع توالي الانتشار الإعلامي الواسع لتلك الفظائع اهتز ضمير شعوب العالم وعلى رأسها شعوب العالم الغربي التي واجهت أنظمتها المنحازة كليا إلى الكيان المعتدي بمسرات  ومظاهرات مليونية  لم تهدأ  قرابة  سنتين ، ولا زال زخمها في اطراد مستمر تعبيرا عن غضبها  بسبب الدعم اللامحدود  للإجرام الصهيوني النازي والفاشي . وهذا  الخلاف الناشيء بين الأنظمة الغربية وشعوبها بخصوص موضوع الإبادة الجماعية  أسقط قناع ديمقراطيتها الصورية أو الزائفة ، وذلك عندما واجهت  تلك الأنظمة  شعوبها المحتجة بالقمع لكنها لم تلن لها قناة ، ولم تستسلم ، فكانت النتيجة في نهاية المطاف هي  اضطرار أنظمتها إلى مراجعة بعض مواقفها من الكيان المارق  من قبيل الاعتراف لأول مرة بالدولة الفلسطينية  في الجمعية العامة للأمم المتحدة ،  كما اضطر ممثلوها إلى  مغادرة قاعة الاجتماعات بها لحظة  حضور رئيس وزراء الكيان لإلقاء كلمته  وقد ألقها أمام كراسي شاغرة ، فضلا عن تسيير أسطور بحري تضامني  لكسر الحصار على غزة وتزويدها بالطعام والدواء .  وما كان كل هذا ليحدث  لولا ضغوط  الشعوب الغربية  المتزايدة والمستمرة على أنظمتها  خصوصا في الشطر الأوروبي من الغرب ، وهي التي عاتبها وعاب عليها الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية خضوعها لتلك الضغوط .

وإذا ما قدر للشعوب الغربية الضاغطة على أنظمتها بقوة  في هذا الظرف   الدقيق الذي تمر به قضية الشعب الفلسطيني ـ  وقد نفضت عنها الغبار أحداث غزة ـ  أن تنقل الديمقراطية  الغربية من صوريتها التي فضحها أسلوب التعامل بعنف وقمع  مع المسيرات والمظاهرات  المؤيدة لقضية الشعب الفلسطيني  إلى  وضع جديد تكون فيه هي صاحبة القرار في تدبير شؤون بلدانها  الداخلية ،وتحديد علاقاتها الخارجية ، فإن العالم لا محالة ستتغير معالمه بشكل جذري ، وسيخرج من وضع فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي طال أمدها، وقد بات هذا الوضع  يهدد جديا بنشوب حرب ثالثة لا قدر الله . ولا شك أن نجاح الشعوب الغربية في تصحيح مسار الديمقراطية  الصورية في بلدنها سيكون مؤشرا على قرب سيادة ديمقراطية حقيقية تتطلع إليها بلهف كل  شعوب العالم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *