Home»International»دولة فلسطين الجديدة : سؤال توراة الصهيونية

دولة فلسطين الجديدة : سؤال توراة الصهيونية

2
Shares
PinterestGoogle+

                          رمضان مصباح

 

 

الصدمة:

أُسقِط في يد العالم، المزعوم حرا ؛والذي ظل مناصرا لإسرائيل، في كل حروبها  مع العرب- وهي لم تحارب غيرهم الا أخيرا – وهو يستيقظ على حرب ابادة جماعية في غزة ،ترتكبها الدولة الصهيونية ،التي طالما حاجج العرب بكونها واحة للديموقراطية في صحراء الاستبداد العربي.

بماذا يحاججون الآن وعشرات الآلاف من الأطفال ،النساء، والرجال المدنيين، أبيدوا في حرب غير متكافئة ؛تدفع بشرعية رد العدوان ،وتسكت على كونه لم يتجاوز حزام غزة ،وبوسائل بدائية، غالبا ؛ ولم يسقط فيه ما يبرر شن حرب ابادة شاملة لساكنة القطاع ،وتسوية كل المعمار بالتراب.

مع العلم أن المهاجمين تمت تصفيتهم بالكامل – داخل اسرائيل – في الأيام الأولى للهجوم.

حتى الأسرى كان يمكن تحريرهم ،تفاوضيا وفي زمن وجيز، لوجود آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون  الاسرائيلية .

طبعا هي تعرف أن هجوم السابع من أكتوبر له جذور في مجازرها القديمة والحديثة ؛بدءا

من دير ياسين1948 ،الطنطورة وقبيا1953، كفر قاسم1956 ،رفح وصبرا وشاتيلا1982 ،جنين2002،وغيرها،  وكل مجازر غزة القديمة ؛كما تلاحقت.

تعرف وتحمد لأنها كيان خرافي يتغذى بالدم ،كخفافيش الظلام؛ ويوم ينقطع الدم يجف وتتلاشى أوصاله.

حبائل نتانياهو:

عدا الولايات المتحدة ،التي ينتصب فيها تمثال الحرية – وهو فرنسي المبنى والثقافة  – وفي ظله القديم، الظاهر دوما، تاريخ من الابادة الجماعية للهنود الحمر ؛ وفي ظله الحديث تدمير العراق ،وسوريا وغيرهما؛ عداها  اقتنع كل ساسة العالم ،ومعهم فئات واسعة من الشعب الاسرائيلي وساسته  ،بأن « ناتنياهو » اهتبلها فرصة عمر ليجمع في شخصه ،الآدمي المتعجرف والفاسد، بين أمرين:

*تحقيق حلم كَتبة التوراة، في أرض الميعاد ،التي طورتها الصهيونية الى اسرائيل الكبرى؛ وكلاهما تأكيد لشتات قديم وحديث.

واذ آنس ضعف العرب ،وقوة النصير ،لم يعد يخفي هذا الطموح الذي تغذيه نصوص توراتية ،طافحة بالعرقية والكراهية.

*تأخير ساعة وقوفه أمام العدالة ،ليستمع الى حكم القضاء في ملفات فساد ،انتهى فيها التحقيق وأفضى الى الاتهام.(حتى في هذه يسانده ترامب)

وعليه فالرجل لم يفكر طويلا وهو يجد نفسه أمام خيارين:

*اما تأكيد الزعم الديموقراطي ،باعتماد الموازنة بين « الجريمة » والعقاب؛ وان كان هجوم حماس لا يصنف جريمة، بل حقا مشروعا ،تأسس على جرائم اسرائيلية .

لو جرى الأمر هكذا للازمت الدول الغربية النصيرة مواقع النصرة ،ولما شعرت بكل هذا الحرج الذي تعيشه اليوم.

حتى قضية الأسرى كانت ستصبح مجرد تفصيل بسيط ،لا يستدعي كل هذا الدمار الحاصل اليوم.

ولو اشتغلت العدالة الدولية ،بخصوص بعض قادة حماس ،المتورطين مباشرة  في قتل المدنيين الاسرائيليين ،لما حصل ما حصل من تعقب الذبابة بالدبابة  ؛وهي على أنف سائقها.

*واما تهويل النازلة بالعبث بمسرح الجريمة ،وتقديم صور عنها  مزيفة ؛لم يقف الرئيس الأمريكي « بايدن » على كونها كذلك ،الا بعد فوات الأوان ،بإعلان حرب  ،قيل بدءا بأنها ضد الوحوش ،وليس بني آدم.

ومع نفير الحرب، يتأجل أو يسقط نفير المحاكمة الشخصية لرئيس الحكومة.

طبعا لم يكن له الا أن يسلك مسلك الحرب ،هروبا من عدالة بلاده؛ ومن المفارقات أن يكون اليوم مطلوبا من العدالة الدولية ؛وهما أمران أحلاهما مر.

انه كالمستجير من الرمضاء بالنار؛ وسيأتي ،قريبا ، اليوم الذي سيستجير فيه  بعدالة بلاده ،هروبا من العدالة الدولية .

دولة من تحت التراب:

ويأبى التاريخ الا أن يعيد نفسه ؛فكما انبثقت فكرة الوطن القومي لليهود من محارق النازية ،في الحرب العالمية الثانية ،وثبتها وعد بلفور المشؤوم: 2نونبر1917 ،وقام بتزيلها العالم الغربي المنتصر، خصوصا انجلترا :14ماي1948 .

كما هذا ،مع وجود فارق الشرعية الفلسطينية التاريخية؛ دمرت اسرائيل – كما دمرت غزة – شيئا ما في الوجدان الغربي ،وهو يصبح ويمسي على فظائع فريدة في تاريخ البشرية المعروف .

تمخضت عقدة الذنب فولدت اعترافا  غربيا متسلسلا و مدويا ،بحق الفلسطينيين في قيام دولتهم المستقلة والآمنة؛ الى جانب دولة اسرائيل.

رغم التظاهر باللامبالاة ،ارتجت أركان الكيان الصهيوني ؛لأن اسرائيل  حينما توقعت النصر الساحق ،والانتهاء من حكاية الدولة الفلسطينية،  داهمتها الهزيمة الديبلوماسية الماحقة ؛لأن أركان الدعم الغربي ،اللامشروط، انهارت فجأة، ولا يمكنها التعويل ،فقط، على ولايات متحدة ،تتبدل فيها الأحوال السياسية غب كل انتخابات رئاسية.

خصوصا وهي مقتنعة من تغير هوى الشعب الأمريكي ،لصالح الفلسطينيين ؛انبثقت الشرارة من جامعاته الشهيرة ،وهي اليوم تلهب العالم الغربي كله.

ولا تخفى رمزية تصحيح انجلترا لوعد بلفور ،بعد أزيد من قرن:108 سنة.

ويا ليته وقتها ثنى بحق الفلسطينيين أيضا في وطنهم القومي ؛ولن يكون بها عادلا، لكنه كان سيحقن كل شلالات الدم التي لاتزال تسيل.

توراة الصهيونية:

ليست التوراة المنسوبة لموسى ،وان كتبت بعده بتسعة قرون ،وان قتله حملتها ؛بل هي عقيدتها العسكرية ،التي تشتغل في اتجاهين:

*ابادة الشعب الفلسطيني ،صاحب الحق التاريخي والجغرافي في الأرض (قارن مع هنود أمريكا).

*تقوية النسيج الاجتماعي الاسرائيلي ،الذي ما نسجته الصهيونية الا قسرا وضما وتأليفا مصطنعا.

قاعدتها الذهبية : الحروب المتلاحقة تجتث عروق الشتات.

بدون حروب ،بدون شعب مجند على الدوام ،وبدون أسرى ورهائن و »شهداء » تموت اسرائيل .

ان اللُّحمة الشعبية داخل اسرائيل هي قضيتها الأساسية.

من هنا اعتراضها على الدولة الفلسطينية ،التي من شأنها صناعة السلام في المنطقة.

وكأن نتانياهو يقولها: أتريدون أن أشنق نفسي بالسلام؟

ان الشعب الاسرائيلي ،كغيره من الشعوب، لا يمكنه ألا يحب نعمة السلام ،ولا يمكنه أن يظل حبيس عداء جيرانه ،وهو في ضيقه الجغرافي ؛لكن الصهيونية تأبى عليه الا أن يكون شاكي السلاح ،مقاتلا ،وباكيا.

ظهر هذا التنافر جليا في وقفاته المتكررة مطالبا بتحرير الرهائن ،وايقاف الحرب.

وعليه فأم المعارك  العالمية ضد الصهيونية ،هي الانتصار للسلام.

الخفافيش لا تحب النور.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *