Home»International»الاعتداء على دولة قطر يضع مصداقية مجلس الأمن على المحك ويثبت لا جدوى التحالف مع الإدارة الأمريكية وفيه تنبيه وعبرة للأنظمة العربية المراهنة على هذا التحالف السرابي

الاعتداء على دولة قطر يضع مصداقية مجلس الأمن على المحك ويثبت لا جدوى التحالف مع الإدارة الأمريكية وفيه تنبيه وعبرة للأنظمة العربية المراهنة على هذا التحالف السرابي

0
Shares
PinterestGoogle+

الاعتداء على دولة قطر يضع مصداقية مجلس الأمن على المحك ويثبت لا جدوى التحالف مع الإدارة الأمريكية وفيه تنبيه وعبرة للأنظمة العربية المراهنة على هذا التحالف السرابي

محمد شركي

لا أحد توقع حدوث اعتداء أمس على دولة قطر باعتبارها وسيطا مهما إلى جانب مصر في المفاوضات بين  حركة حماس والكيان الصهيوني بخصوص إنهاء ما يجري في قطاع غزة من إبادة جماعية  يتعرض لها الشعب الفلسطيني. ولقد جاء هذا الاعتداء المتجاهل لكل القوانين والأعراف الدولية والمستخف بها في وقت كان وفد حماس بصدد عقد جلسة  للنظر في المقترح الأخير الذي قدمه الرئيس الأمريكي للوسيطين القطري والمصري .

ولقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية نقلا عن مصادر مطلعة نبأ إخطار الكيان الصهيوني الإدارة الأمريكية بقراره الاعتداء على دولة قطر لتصفية وفد حماس إلا أنها لم تحذرها منه، وهو ما أكدته قطر في بلاغ رسمي صادرعنها ، وهذا يدل على أن  قطر كانت واهمة بخصوص تعويلها على التحالف مع الإدارة الأمريكية التي استفادت مقابل هذا التحالف الوهمي من أرصدة مالية  قطرية خيالية دعمت بها اقتصادها ، وأغدقت منها على حليفها الصهيوني الحقيقي من خلال تزويده بشحنات  ضخمة من الأسلحة المتطورة والفتاكة التي تستخدم في الإبادة الجماعية لأهل غزة . وهكذا تبين أن التحالف الأمريكي مع  من يعتبرهم حلفاءه نوعان : تحالف حقيقي  يقتصر على الكيان الصهيوني وتترجمه أفعال ومواقف حقيقية ،وتحالف  سرابي وهمي لا يعدو الأقوال دون أن  يستفيد منه باقي الحلفاء العرب شيئا ، بينما تستفيد الإدارة الأمريكية منهم ،وتفيد حليفها الصهيوني الحقيقي . فهل سيعتبر حلفاء الإدارة الأمريكية العرب مما وقع في دول قطر بعد ما تبين  لهم أن تحالفها الحقيقي رهين بالكيان الصهيوني الذي لا يتخذ قرارات عدوانه على دول المنطقة  إلا بأمرها ، وبضوء أخضر منها عكس ما حاولت نفيه يوم أمس ؟؟؟

وإذا كان حدث الاعتداء على قطر قد أثبت ألا جدوى من وراء تحالف العرب مع الإدارة الأمريكية خصوصا إذا ما تعرضوا للعدوان من طرف الكيان الصهيوني الذي أصبح يعلن صراحة أنه ماض في تحقيق ما يسميه وطنه القومي التلمودي من نهر الفرات إلى نهر النيل ، والله أعلم بما يضمره  لما وراء هذا الحيز الجغرافي ، فإن هذا الحدث الخطير سيضع هذا المساء مصداقية مجلس الأمن الدولي أمام المحك ، فإذا ما اتخذ  قرارا وفق البنود ذات الفعالية استعاد مصداقيته أما إذا اكتفى بعبارات الشجب والتنديد ،فإنه سيؤكد للمرة الألف أنه لا مصداقية له عندما يتعلق الأمر بمحاسبة ومعاقبة كيان مارق في منطقة الشرق الأوسط والذي يدوس باستخفاف واستعلاء على  كل القوانين والأعراف الدولية دون كابح يكبح جماحه ، وذلك بسبب دعم الإدارة الأمريكية اللامشروط  واللامحدود له بل  مشاركته الفعلية في هذا الدوس، وتشجيعه عليه من خلال  حمايته  باستخدام الفيتو المعطل  لقرارات مجلس الأمن والذي  يجعل كل مرة مصداقيته في مهب الريح .

و أخيرا نتساءل  أية مفاوضات  سيراهن عليها الوسيط القطري الذي تعرض للعدوان هو ونظيره المصري ؟ وأي طرف فلسطيني كان هدفا للعدوان سيثق في المعتدي الذي أثبت مرارا وتكرارا أنه مصدر زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي أبعد منها ؟

 ولهذا على الغرب الذي زرعه بالقوة  في المنطقة  العربية أن يتحمل مسؤوليته التاريخية والقانونية والأخلاقية بإنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقه في وطنه المستقل  كاملا غير منقوص . وعلى باقي دول العالم خصوصا القوية القادرة على مواجهة الإدارة الأمريكية أن تتدخل بمنطق القوة الذي هو وحده الكفيل باستعادة الأمن والاستقرار واستعادة سيادة القانون في العالم وإلا فإن هذا الأخير مقبل على كارثة عظمى .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *