Home»International»لقد آن الأوان لمحاسبة الكيانات الغربية التي وطّنت الكيان الصهيوني في أرض فلسطين بالقوة وتسببت في مأساة شعبها التي بلغت اليوم ذروة قسوتها

لقد آن الأوان لمحاسبة الكيانات الغربية التي وطّنت الكيان الصهيوني في أرض فلسطين بالقوة وتسببت في مأساة شعبها التي بلغت اليوم ذروة قسوتها

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد آن الأوان لمحاسبة الكيانات الغربية التي وطّنت الكيان الصهيوني في أرض فلسطين بالقوة وتسببت في مأساة شعبها التي بلغت اليوم ذروة قسوتها

محمد شركي

لقد سجل التاريخ أن الكيانات الغربية التي احتلت أراضي الوطن العربي بالقوة  خلال القرن التاسع عشر، وتقاسمت النفوذ فيها هي المسؤولة عن توطين الصهاينة في فلسطين  بالقوة ، وذلك بموجب  معاهدتها المشئومة المسماة  » سايكس بيكو  » ، والتي تعتبر حلقة من حلقات الحروب الصليبية  المتتالية عبر التاريخ بعد هزيمة دولة الهلال العثمانية.

ومعلوم أن الذهنية الصليبية المتعصبة لم تنفك ،ولن تنفك أبدا عن تلك الكيانات بالرغم من ادعائها الانتقال من طور التدين إلى طور اللادين ، وهو ادعاء مضلل يدحضه واقعها ، وتفضحه  مواقفها خصوصا تجاه الشعب الفلسطيني الذي جعلته قربانا من أجل تكفيرها عن جرائم اضطهاد اليهود، ليس على يد الكيان النازي الألماني فحسب بل على أيدي غيره من الكيانات الغربية ولقرون طويلة ، ولا حاجة لسرد تاريخي يكشف النقاب عن ذلك ، بل تكفي الإشارة  كما سجل  ذلك التاريخ إلى أن اليهود الذين اضطهدتهم الكيانات الغربية، كانوا محل ترحيب في أوطان الكيانات العربية  والإسلامية ،وكانوا يحظون بكامل الحماية والرعاية والأمن عندها لكنهم قابلوا جميلها بقبيح اللؤم والغدر والعدوان وجازوها جزاء سنمّار المهندس المعماري مشيد قصر الخورنق للملك الطاغية الغدار النعمان بن المنذر.

ولقد كانت آخر حلقة من حلقات الحروب الصليبية بعد احتلال الكيانات الغربية لأراضي الوطن العربي خلال القرن التاسع عشرهي غزوها مجتمعة متكالبة  أرض العراق  بقيادة  الكيان الأمريكي المتعطرس الذي سجل التاريخ من قبل  احتلاله لوطن الهنود الحمر، كما سجل استئصالهم منه بالقوة  في مذابح وجرائم إبادة في منتهى الفظاعة والوحشية لا زال يفاخر بها في أفلامه السينمائية التي يسوقها لمواطنيها وللعالم دون خجل  أو وخز من ضمير. ولقد رفع يومئذ الرئيس بوش الابن شعارا صليبيا بصفاقة وجه وتغطرس على غرار الشعارات التي ظلت الكيانات الغربية ترفعها في كل حملاتها العدوانية على بلاد العروبة والإسلام . والمعروف والمعهود عند هذه الكيانات أنها تختلق دائما الذرائع الواهية  التي  تبرر بها عدوانها ، وتموه بها عليه ، كما هو الشأن بالنسبة لذريعة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل التي شهد شهود منها أنها ذريعة ملفقة.

ولقد سجل التاريخ ما بين حملة الكيانات الغربية الصليبية في القرن التاسع وما بين غزوها أرض العراق  عدة حملات منها تلك التي كانت تأييدا للكيان الصهيوني الموطَّن في أرض فلسطين بالقوة ، والتي تنعت بالحروب العربية الصهيونية عوض أن تنعت بالنعت اللائق بها وهو الحروب الصليبية، ذلك أن الكيان الصهيوني لم يخض حربا مع العرب إلا بحبل من  تلك الكيانات الغربية بجيوشها، وأسلحتها، ودعمها المادي والمعنوي  في  كل المحافل الدولية عن طريق استخدام  بعبع الفيتو الذي أطلق يد الكيان الصهيوني كي يعيث في الأرض فسادا ، و يعبث بكل  القوانين، والأعراف  والقرارات التي تنعت بالدولية دلالة على طبيعتها الملزمة والتي تجرمه وتدينه كلها بسبب جرائمه الفظيعة  في حق الشعب الفلسطيني خلال ما يزيد سبعة عقود .

ومن المغالطات الصارخة أن الكيانات الغربية التي تموه على نزعتها الصليبية العدوانية تجاه الإسلام وأهله أنها تدعي السيادة والريادة والوصاية على ما تسميه قيم العالم المتحضر التي تستأثر بها دون غيرها من الكيانات في هذا المعمور، كما أنها تدعي التحرر من الأوهام والأساطير والخرافات بعد الذي حققته من تطور مادي مناقض للذهينة الخرافية ، والحقيقة أنها مشدودة أو لنقل تأسرها  أوهام الكيان اليهودي التلمودية التي تزعم أن أرض فلسطين وما جاورها  من بلاد العرب من الفرات إلى النيل شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا هي وطنهم القومي الموعود الذي أعطاهم الرب ، وأمرهم بطرد من فيه وإبادتهم .

وهذه الأسطورة أو الخرافة التلمودية  التي تؤمن بها الكيانات الغربية مؤسسة  على أسطورة صليبية  إنجيلية  ومؤيدة لها  والتي تزعم أن نزول المسيح عليه السلام من السماء إلى الأرض  ليقيم العدل فيها إنما يتحقق بوجود  هذا الوطن التلمودي ، لهذا تنخرط تلك الكيانات ماديا ومعنويا  في جرائمه التي يعاني منها الشعب الفلسطيني صاحب الحق المشروع  والتاريخي  في السيادة الكاملة على وطنه المحتل .والغريب  أن الكيانات الغربية التي تزعم أنها تحترم العقل وتقدسه  إلى درجة العبادة ، تؤمن وتصدق بأوهام وخرافات التلمود مجهول تاريخه في حين تغض الطرف عن حقيقة تاريخية يقرها العقل ،وهي غير قابلة للطمس أو للقفز عليها  ألا وهي سيادة الشعب الفلسطيني على وطنه .

ولقد سقط قناع الكيانات الغربية أمام شعوبها التي صارت تخرج في مسيرات مليونية  صاخبة تدين جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الصهاينة في قطاع عزة ضد الفلسطينيين تقتيلا وتجويها ، وتهجيرا . و لطالما سوقت تلك الكيانات لشعوبها صور ومشاهد المحرقة النازية  التي تعرض لها اليهود في ألمانيا دون تسويق ما تعرضوا له  في غير ألمانيا بكل ربوع القارة العجوز قديما وحديثا تسترا على جرائمها التي سجلها التاريخ بكل دقة . ولقد اخترعت تلك الكيانات ما سمته  » معاداة السامية  » ، وجعلت منه  » طابو ،  »  مع أنها هي أول من عادى هذه السامية يوم كان  اليهود يعيشون  بين ظهرانيها . و لقد استغل الكيان الصهيوني هذا « الطابو »  كي يرتكب  أبشع وأفظع مما ارتكبته النازية من محارق  حيث نابت أطنان القنابل الصهيونية غير المسبوقة تدميرا في كل الحروب  التي عرفها العالم عن الأفران النازية . ولقد وجدت الكيانات الغربية نفسها في حرج كبير أمام شعوبها  الواعية التي لم تفرق بين المحرقة النازية ضد اليهود و بين المحرقة الصهيونية ضد الفلسطينيين ، كما أنها لم تفرق بين تجويع الألمان لليهود وبين تجويع الصهاينة للفلسطينيين ، ومع ذلك لا زالت أنظمتها تلوح  » بطابو معاداة السامية « ، وتسلط  شرطتها وقوات مكافحة الشغب على المظاهرات والمسيرات المنددة بدعمها للكيان الصهيوني، وبسكوتها على جرائمه الوحشية الفظيعة . ولقد انتقلت مؤخرا عدوى إدانة الشعوب الغربية لأنظمتها إلى ساستها حيث نقلت لنا وسائل الإعلام  نبأ استقالة عدة  وزراء ومسؤولين هولنديين احتجاجا على دعم نظامهم للكيان الصهيوني المتوحش ، ولا شك أن هذه العدوى ستنتشر إلى أبعد  الحدود ، وستكون لها تداعيات لم تحسب لها الكيانات الغربية حسابا .

ومن ذر الرماد في العيون تلميح  هذه الكيانات الغربية بأنها تفكر في الاعتراف بدولة فلسطين التي كانت موجودة بشهادة التاريخ ،وهي بذلك في غنى عن اعتراف ممن ملّك وطنها للصهاينة بالقوة  ، وهذه الشهادة لا يمكن طمسها مقابل الرهان على الخرافات والأساطير التلمودية . وعوض هذا التلميح  يجب عليها  أن تقر  بأنه قد حان الأوان كي تحاسب نفسها أمام شعوبها ،وأمام كل شعوب المعمور عن مسؤوليتها عن جريمة توطينها  الجائر للكيان الصهيوني في أرض فلسطين بالقوة ، بل تحاكم  نفسها عن ذلك، وعن كل الفظائع التي ارتكبتها سويا مع هذا الكيان الدخيل ،والذي لا زال يرتكبها ضد شعب مظلوم فوق تراب وطنه.

ومن النفاق الممجوج  لتلك الكيانات الغربية إظهارها الأسف والتعاطف الكاذب مع المأساة الفلسطينية مع أنها قادرة بقوتها العسكرية إنهاءها وهي وصمة عار فوق جبينها سيسجلها التاريخ  كما سجل كل وصمات العار السابقة لها والتي حازتها بما ارتكبته من جرائم سابقة بداعي بحقدها الصليبي على الإسلام والمسلمين  وهو حقد لم ولن تتخلى عنه أبدا .

وأخيرا نقول إن معظم  الشعوب الغربية قد أفاقت  أخيرا من غفلتها ومن استغفال أنظمتها لها ، وعرفت الحقيقة  التي لا يمكن أن تطمس والمتمثلة في اعتماد الكيانات الغربية الكيان الصهيوني رأس حربتها في الوطن العربي خلال حملتها الصليبية القذرة الحالية  حقدا على شعوبه ، وطمعا في مقدراته وخيراته التي نهبت منها ما نهبت خلال احتلاله في القرن التاسع عشر وما بعده عن طريق كل أنواع الابتزاز ، ولا زال لعابها يسيل من أجل استنزافها إذلالا واحتقارا لشعوبه  التي أشاعت الفرقة بينها ، ونفخت في نيران الصراعات الدامية  فيما بينها ، وسلطت عليها أنظمة مستبدة  تقيد إرادتها  كي لا تتحرك لتحرير مقدساتها في أرض فلسطين ، و لا تنجد شعبها الصامد فيها ، فضلا عن  تحركها للوقوف في وجه الأطماع الصليبية التي لا حدود لها .  ولا شك أن  انتفاضة عارمة لهذه الشعوب لن تتأخر كثيرا ، ولعلها على الأبواب قريبا مع تمادي الكيان الصهيوني في جرائمه الوحشية ، وفي غطرسته ، ومع  استمرار دعم الكيانات الغربية له وسكوتها الشيطاني على تماديه في العدوان والظلم ، ولعلها وإياه واهمان إن ظنا أنهما سيخضعان الشعوب العربية والإسلامية  لإرادتهما عن طريق القوة ، وما ضاع حق وراءه طلاّب ، وليس طالب واحد ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *