التفرج على مذبحة غزة: عنوان خذلان وتواطؤ عربي إسلامي ودولي.!

المختار أعويدي

أي جرائم وحشية هذه التي يتفرج عليها هذا العالم الحقير في غزة بكل نذالة ودناءة ووضاعة..!!
أي خزي وعار هذا الذي يغرق فيه هذا العالم المتخاذل المنافق، الذي يتعامى عن رؤية كل هذه المذابح والجرائم الرهيبة، التي ترتكب في حق شعب أعزل تحت الإحتلال الصهيوني الغاصب.!!
أي كائنات صهيونية وحشية هذه، التي ترتكب كل هذه الفظاعات غير المسبوقة، في حق الشعب الفلسطيني بدم بارد غريب، وضمير مرتاح عجيب..!
كان القصف والنسف والقنص والتدمير، هي أدوات القتل الصهيونية البربرية المستعملة منذ بداية العدوان الوحشي على غزة. حتى اهتدى الكيان الصهيوني المجرم، إلى ادوات قتل إضافية رهيبة، أكثر وحشية وبربرية وفتكا. أدوات قتل وإبادة جماعية بطيئة ومدمرة. هي التجويع والتعطيش حتى الموت، والحرمان من الدواء وكل مستلزمات الحياة.. لا بل وأيضا استدراج الجوعى المنهكين إلى مراكز توزيع المساعدات ثم الإجهاز عليهم..!
من كان يظن أن هؤلاء الأنذال الصهاينة، الذين كانوا مطاردين ومنكل بهم في كل مكان وبلد دخلوه، بسبب خبثهم ومؤامراتهم. الذين خرجوا من أتون الحرب العالمية الثانية، يتباكون ويلعبون دور الضحية، ويسوقون بكائية « معاداة السامية » في استدرار عطف وشفقة العالم، سيتحولون إلى وحوش كاسرة لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية. خاصة بعدما سرقوا وطنا كاملا بدعم من الغرب الإمبريالي الحقير، حولوه إلى كيان عسكري إرهابي وحشي، مدجج بأكثر أدوات وأسلحة الفتك الرهيبة. تقوم عقيدته على القتل والفتك والتهجير والعدوان والتوسع، وارتكاب أبشع الجرائم والمذابح غير المسبوقة في التاريخ البشري..
من كان يظن أن 22 دولة عربية التي تحيط بهذا الكيان الوحشي، والتي يجمعها يا حسرة ميثاق الدفاع المشترك، لم تمثل يوما تهديدا أو ردعا لوحشيته وأطماعه التي لا تنتهي. من كان يظن أنه سينتهي الحال بهذا الحشد من الدول فاقدة السيادة والكرامة، أن تنبري إلى التفرج بوضاعة، على أكبر مذبحة وأبشع إبادة يشهدها التاريخ الحديث، من طرف هذا الكيان المجرم في حق شعب فلسطيني شقيق. دون أن يحرك فيها ذلك ذرة نخوة أو أخوة أو حتى آدمية. لا بل والأسوأ من ذلك، أن يتسابق زعماؤها ويهرولوا بحقارة إلى أعتاب هذا الكيان الإرهابي، يتوددون له، ويعملون على نيل رضاه، واتقاء شره. ويقوموا بالتطبيع معه، وتحويل بلدانهم إلى حدائق خلفية يسرح فيها ويمرح دون حسيب أو رقيب. لا بل أن منهم من لم يخجل حتى من التواطؤ معه على سحق وإبادة إخوانهم في غزة.
من كان يظن أن بعض هذه الدول فاحشة الثراء منها، ستعمل على تبذير ثروات شعوبها في كل اتجاه، في تمويل إقامة القواعد الأمريكية فوق اراضيها، وفي التبرع الحاتمي السافه لأمريكا بمبالغ خرافية فلكية، وتقديم الهدايا الباذخة الفاحشة لرؤسائها. لكن دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إنفاق فلس واحد من ذلك كله، على إدخال رغيف خبز لإخوانهم المجوعين في غزة. وعليه، يبدو أنه أولى بهذه الشعوب العربية المقهورة والمقموعة، أن تربح معاركها أولا وقبل كل شيء مع هؤلاء الطغاة، قبل أن تفكر في ربح معركتها مع الكيان الصهيوني الغاشم المجرم.
من كان يظن أن 35 دولة إسلامية غير عربية، تجمعها الأخوة الإسلامية مع الشعب الفلسطيني، ستشترك هي الأخرى في مؤامرة الخذلان والنكران، وتكتفي بالتفرج وتصريف خطابات التنديد والشجب، التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وهي التي لا تقل ثراء وتقدما وتسليحا..
إن ما يرتكب في غزة اليوم، من فظائع وحشية غير مسبوقة، ومن تفنن في طرق القتل والتنكيل والإجهاز الوجودي على شعب أعزل، أمام تقاعس وخذلان وتفرج العالم كل العالم، بشرقه وغربه، وعربه وعجمه، ومسلميه وكفاره.. بالإضافة إلى كونه يمثل وصمة خزي وعار على كل هذا العالم الظالم، فهو يطرح أكثر من سؤال حول مستوى الإنحطاط الأخلاقي الذي بلغه هؤلاء الآدميين الأنذال. ومبلغ السقوط القيمي المدوي الذي أدركوه. لا بل ويدعو إلى الشك في أن يكون فعلا هؤلاء الذين يقاسموننا العيش فوق هذه الأرض حقا آدميين..؟؟!





Aucun commentaire