جزى الله عني خير الجزاء الأحبة ،الأعزة ،الأفاضل ،الكرام قرابة، و جيرة، وأصدقاء ، ومعارف الذين عزّوني ،وواسوني في مصابي الجلل إثر رحيل والدتي الحبيبة رحمها الله تعالى ظهر يوم الجمعة الماضية إلى مستقرها في دار البقاء. وإنني لممتنّ للجميع بما شملوني به من دفء عاطفي في لحظة ضعف لم يمرّ بي مثلها إلا يوم فارقني والدي الحبيب إلى دار الخلد قبل خمس وثلاثين سنة خلت .

ولقد كنت كلما ضمني أحد الأحبة أو هاتفني عن بعد أستعيد القدرة على الصبر الذي يخون الإنسان مهما كان تجلده ساعة فقدان من أوصى لهما الله تعالى بخفض جناح الذل من الرحمة .

وإنني لأجدني عاجزا عن شكر جميع أحبتي عما خصّوني به من عطف أعتز به أيما اعتزاز، ولا أجد ما يعبر عن امتناني لهم سوى الضراعة إلى المولى جل شأنه ليجازيهم عني بخير ما يجازي به أهل الفضل والإحسان من عباده المؤمنين ، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يقر أعينهم بأهلهم وذويهم ، وألا يريهم فيهم مكروها يسوؤهم ، وأن يتغمد كل أمواتهم بواسع رحمته ، وشامل عفوه ، ويسكنهم فسيح جنانه مع النبيِّين ،والصدِّقين ،والشهداء ،والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .