مواطنون يركضون وراء الخيول لاقتناء خرفان عيد الأضحى بوجدة

« لو كان غير زدت 10 الدراهم في جوج وريقات في الكوبلي، لوكان جبت الكبش نتاع العيد.. » يتحسر أحد المقامرين المهووسين برهان الخيول مخاطبا زميلا له في اللعبة وهو يتأمل لوحة الأرقام والأعداد والمبالغ المالية،ثم يستطرد قائلا ومتعجبا ومتمنيا لو أن الزمان يعود بساعات قبل انطلاق السباقات »الكوبلي (مسابقة دخول زوجين من الخيول) السانك والكاطورز ڭانيو دار قريب 7 ملاين وبلاصي أكثر من 600 ألف…. »، ينظر إليه رفيقه ثم يخاطبه بكلمات حلم « شوف أصاحبي لو كان ڭبطو لو كان شريت 10 انتاع لكباش، نْعَيَّدْ ونْعاوَدْ… ». كنت أنظر تارة إلى اللوحة وأخرى إلى المراهنين المخذولين المُحولقين حولها، أتأمل الوجوه وقسماتها والعيون وذبولها والشفاه وتقلص عضلاتها والأسنان واحتكاكها والأصابع وانكماشها…كانت الأرقام متصافة لكن غير منتظمة كأنها هي كذلك في سباق محموم تُحيل على خيول في بلد جدُّ بعيد فجرت آلاما من اليأس والحزن بدواخل هؤلاء المساكين الغارقين في الأوهام… « تعقل منين دار الكوبلي واحد النهار 9 ملايين…نهار أدْخُل الدو (2) والناف(9)؟… » يسألني مخاطبي ليذكرني بذلك اليوم (؟) فأشرت برأسي بالإيجاب وانسحبت…
كان العديد من هؤلاء المواطنين المهووسين بمطاردة خيول لم يروها قط في حياتهم ولم يشاهدوها إلا عبر شاشة التلفزة ببعض المقاهي، هؤلاء أصبحوا مطاردين بأشباح الخيول في نومهم ويقظتهم.أصبح هؤلاء المواطنين المغلوبين على أمرهم مدمنين على الرهان على الخيول التي صارت تسكنهم وتسكن حياتهم قبل أطفالهم وزوجاتهم وأسرهم إن بقيت لهم أسر حيث إن أغلبهم يتسببون في تشتيتها والتخلص من عبء مصاريفها وتكاليفها ببيع أثاث بيوتهم وتجويع أطفالهم لتغذية أوهامهم وأحلامهم هي أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع… »هربت علي المرأة ومشات مع أولادها عند أبَّاها…هاذ البلية انتاع التيرسي خراج علي وخرجات على بزاف انتاع لَخُّوتْ…الله يعفو علينا وعلى المسلمين… » يبوح عكاشة قدوري أحد ضحايا رهان الخيول بكل أسى وأسف على ما ضاع منه وقد تجاوز الستين من عمره… »هاذي 30 عام وأنا نلعب التيرسي وكل يوم نڭول نربح وكل يوم نڭول غادي نجيبو في لوردر أو لا على الأقل في الديزوردر…وكل يوم يهرب لي عَوْد… ».
« كُتُب الطب النفسي تصنف هذا النوع من السلوك في الإدمان على القمار ومن كبار الشخصيات سواء في عالم الفن والسينما والمال من هم مدمنين على لعب القمار حتى غرقوا في الديون وفقدوا ثرواتهم وماتوا فقراء… » يوضح الدكتور عبد المجيد كمي ، اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية ومجاز في علاج الإدمان على الخمر والمخدرات.
يعيش هؤلاء على أمل العثور على التركيبة الرابحة من بين عشرات الآلاف من التركيبات التي يتم تسطيرها من طرف هؤلاء المدمنين عبر جميع المدن المغربية، بل من القرويين من أصبح يتجشم عناء الانتقال من بلداتهم للعب فرادى أو جماعات بالاشتراك في الرهان مع زملاء له في « البلية ».
يتسابق هؤلاء المدمنين على رهان الخيول منذ الصباح قبل أن يفتح المقر أبوابه لكن يأخذون أمكنتهم إلى طاولاتهم المعهودة والمحجوزة بفعل عاداتهم بالمقاهي المجاورة التي عرفت كيف تشدهم إليها بتوفير القنوات التلفزية المختصة في سباق الخيول، وينشرون أوراقهم التي باتت عندهم ونسخ الجرائد الحاملة ل »شبكات » السابقات اليومية منها البسيطة حيث الرهان على حصان واحد رابح أو محتل للرتبة الثانية، أو الرهان المركب حيث يتم تركيب مجموعة من الخيول المفترض دخولها في الرتب الأولى من « الثنائي »( الكوبلي Couplet) و »الثلاثي » (التيرسي Tiercé) والرباعي » (الكوارطي quarté) ثم « الخماسي » الكانتي(quinté).حفظ هؤلاء المدمنين جميع أسماء الحلبات الفرنسية والمضمارات « باري فانسين » و »شانتيلي » و »أوتاي » و »لونشان » و »ضوفيل » باللغة اللاتينية رغم أنهم لم يدرسوها وأسماء الإسطبلات والمدربين والفرسان « لوفيسك » و »فاران » و »بيجون » و »مولار » وغيرهم ممن حصلوا على الجوائز والسوط الذهبي، كما تحفظ ذاكراتهم أسماء الخيول من « نوكتورن دو بان » و »نوبا ضوفور » و »أوبا دو توريل » وغيرهم ، كما تفقهوا في اختصاصات تلك الخيول من مسافات طويلة وقصيرة وعربات وقفز على الحواجز على أرضية حلبة رطبة أو صلبة إضافة إلى « لاكورد » وهي مكان الفرس على خط الانطلاق…يرتكنون هؤلاء داخل المقهى المجاور ويناولهم النادل مشروبهم من براد شاي أو فنجان قهوة الاعتيادي قبل أن يطلبونه ثم يضعون علبة السجائر أمامهم ويشرعون في التخطيط بتركيز ووضع تركيبات من الأرقام لا يفهم منطقها ولا عقلانيتها إلا صاحبها ويتم من فينة إلى أخرى، تبادل بعض الأرقام « دير الطريز راه بيان بلاصي » و »شوف الكاطورز ما يدخلش راه أنتيردي » و »ما تنساش السيس راه بيان كوطي » و الويت والسانك والكانز والأن والطروا والديس والدوز… و…و….فكم مت تركيبة يجب الرهان عليها وكم من « 5 دراهم » يجب تأديتها…
« يجد المقامر المغامر متعة ونشوة في اللعب خاصة في الفترة التي تسبق إعلان النتائج حيث بعد تسطيره للتركيبات الرابحة واقتنائه للأوراق يهيم خياله في بناء ما يتمناه لو كان غنيا… » ويستطرد الطبيب النفساني في تحليل نفسية المقامر،قائلا … »هناك حالة نفسية مشتركة بين المقامرين تتعلق بمتعة انتظار الربح لكن لا يمكن أن نربط ذلك بشخصية معينة، بل هناك من المقامرين من يقامر مع يقينه أنه خاسر في مغامرته ولكن يبحث عن تلك المتعة ولو كانت واهية ووهمية ويبقى هدفه هو اللعب وليس الربح




2 Comments
merci hadj katra très bon article
merci Mr.gatra,c’est vrai ce phénoméne qui se propage de plus en plus,ou probabel c’est tres connu chez les retraités qui cherche a occupé leur temps si ce n’est pas en jouant « dama » les echecs donc ça sera en tentant la chance dans ce jeux,pourtant il ne connait ni le cheval ni le cavalier, mais plutot il s’attache a des numéros,et comme vous l’avez mentionner que parfois ils cherchent le plaisir et de gagner meme en sachant avant k’ils perdront,une nature humaine qu’on possede,et pire que parfois les anciens « combattants » ceux qui ont deja de l’experience dans ce jeux et ne rate pas uen course sans payer un ticket prend ce domaine comme une science qui demande des etudes et des livres a lire et a connaitre les chevaux,et tout ce qui concerne ce jeux.
breeef, koulha olbalia nta3o,chque trouve son plaisir dans differentes choses!!
merci une autre fois Mr.gatra pour l’article qui est interssant, et à l’occasion de l’aid je vous souhaite aid moubarak said a vous et a toute votre famille.