Home»Femme»مفسدات العلاقة الزوجية في الأسرة المسلمة

مفسدات العلاقة الزوجية في الأسرة المسلمة

0
Shares
PinterestGoogle+

مفسدات العلاقة الزوجية في الأسرة المسلمة

محمد شركي

الداعي إلى معالجة هذا الموضوع في هذا المقال هو حضوري محاضرة ألقها الأستاذ الدكتور السيد هارون بنعزي أستاذ مادة  التاريخ بكلية الآداب في جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، وذلك  بمقرجمعية الأندلس للثقافة والتربية والتنمية البشرية ، الكائنة بحي الأندلس بمدينة وجدة ، وقد عالج فيها بعض ما يتعلق بصيانة الأسرة المسلمة مما يتهددها في هذا الظرف بالذات الذي يثار فيه نقاش كبير بين مكونات المجتمع المغربي بخصوص تعديل مدونة الأسرة المغربية، حيث تجرأت عناصر حداثية علمانية على  هدم بعض مقومات الأسرة المسلمة كما يحددها الوحي قرآنا كريما، وسنة نبوية مشرفة ، وهي مقومات من أسس الهوية الإسلامية .

 ولقد ركز المحاضر على دور الأزواج في صيانة بيضة الأسرة المسلمة من أجل صيانة الهوية الإسلامية التي باتت مستهدفة من طرف العلمانية الغربية الغازية عن طريق طوابيرها الخامسة المبثوثة في جسم الأمة المسلمة ،أو بتعبير آخر عن طريق حصان طروادة . واعتبر المحاضر دور الأزواج في صيانة الأسرة المسلمة  بمثابة واجب دعوي أو لنقل فريضة دينية .

ولقد شهد هذا اللقاء أيضا  حفل توقيع مؤلف جماعي تحت عنوان :  » الأسرة ذلك الحصن المنيع  »  وهو من إعداد وتنسيق الأستاذ السيد أبو القاسم بوعزاوي ، مع تصدير للأستاذ الدكتور عبد الحفيظ الهاشمي أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب في جامعة محمد الأول بوجدة ، وتأليف السادة :  الأستاذ عبد الله المؤمن ، والأستاذ الدكتور هرو بن موحى ، والأستاذ حسن شقوف ،والأستاذ محمد عبد المومني ، والأستاذ أبو القاسم البوعزاوي ، فضلا عن عبد ربه محمد شركي مفتش اللغة العربية بأكاديمية جهة الشرق  سابقا .  ولقد كان هذا الحدث  أيضا مما حثني على معالجة موضع هذا المقال .

بداية، لا بد من التذكير بأن الغزو الأوروبي  لبلاد الإسلام في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين ، وهو احتلال بغيض ، يعتبر حلقة من حلقات الحروب الصليبية التي كانت سجالا بين المسلمين والصليبيين بقرون . وقد استغل الصليبيون نهضتهم العلمية والتكنولوجية التي فاجأت الأمة الإسلامية، وقد تراخت لقرون عن الأخذ بأسباب نهضتها العلمية والتكنولوجية كما يحثها على ذلك دينها الداعي إلى الإعداد  مصداقا لقول الله تعالى : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )) . ولقد كان تخلي الأمة المسلمة عن أمر الله تعالى المتمثل في قوله : (( أعدوا  لهم )) خطأ قاتلا ، وتقصيرا في فريضة دينية جرت عليها احتلالا صليبيا مقيتا لعقود ، والذي لا زالت آثاره السلبية تعمل عملها التدميري المستهدف لهويتها .

ومعلوم أن استهداف الصليبيين لدين الإسلام ، هو استهداف لهوية الأمة المسلمة ، وقد اتخذ هذا الاستهداف أساليب خبيثة،  وماكرة شتى ،منها أسلوب طمس معالم اللغة العربية التي هي وعاء القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة ، وأسلوب التشكيك في مصدري الوحي قرآنا وسنة ، وقد بدأ هذا التشكيك استشراقيا ثم أوكل أمره إلى طوابير خامسة محسوبة على الأمة الإسلامية، وولاؤها للإلحاد ، وأسلوب تدمير  نموذج الأسرة المسلمة  كما يقدمه القرآن والسنة، واستبداله بنموذج الأسرة العلمانية الحداثية … فضلا عن أساليب أخرى أعدت لتدمير مقومات أخرى للأمة المسلمة لا يتسع المجال في هذا المقال للحديث عنها ، لأن موضوعه يركز على مفسدات العلاقة الزوجية في الأسرة المسلمة .

وقبل الحديث عن  بعض تلك المفسدات التي تكثر، و تتناسل حسب طبيعة المجتمعات الإسلامية في هذا العصر ، لا بد من التعريف بالعلاقة الزوجية في الإسلام، انطلاقا من مرجعيته المؤسسة على الوحي قرآنا كريما وسنة نبوية شريفة.

وأول ما يميز هذه العلاقة كونها من ضمن ما تعبّد به الله عز وجل عباده المؤمنين من عبادات لها صلة مباشرة به ، ذلك أن هذه العلاقة هي ميثاق غليظ  بالتعبير القرآني مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : (( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا )) ، ففي هاتين الآيتين الكريمتين ذكر لميثاق غليظ ، والميثاق هو عقدة النكاح ، وهو عهد  ملزم بين الزوجين لخوض حياة مشتركة بنهما بنية التأبيد، مع إخلاص النية الصادقة بدوام العشرة، والألفة، والمودة . ولفظة ميثاق تدل على ما يُوثق أو يُقيّد ، ومنه الوثاق ، وهو الحبل أو ما يسد مسده  للتقييد منعا للفكاك . وعلى ما في الميثاق من قوة الإلزام ، فقد وصفه الله تعالى بالغلظة ، وهي الشدة  والصلابة منعا للعبث به، لأن الله سبحانه وتعالى يعتبر  طرفا ثالثا بين الزوجين المتواثقين ، وشدة الميثاق إنما أتت من وجوده سبحانه وتعالى بينهما شهيدا ورقيبا. ولقد ورد ذكر الميثاق الغليظ  في سياق الحديث عن  رغبة الأزواج  في استبدال الزيجات ، ونهيهم عن أخذ مهور المستبدلات منهم  أو المطلقات كي تدفع لغيرهن ، وفي ذلك إضرار بالمطلقات اللواتي لا أسباب شرعية تستدعي تسريحهن سوى الرغبة في استبدالهن بغيرهن بسبب من الأسباب التي يترتب عنها كره . وتذكير الأزواج بالإفضاء وبالميثاق الغليظ ،هو دليل على أهمية العلاقة الزوجية في دين الله عز وجل .

 ولقد جاء في كتاب الله عز وجل ما يؤكد أهمية هذه العلاقة في معرض ذكر منن الله تعالى حيث قال جل من قائل : (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) ، ولا شك أن المودة، وهي المحبة الخاصة بين الزوجين المرتبطين بالميثاق الغليظ ،هي مما يزيد هذا الأخير شدة ومتانة إذ ينتفي مع وجودها أن يصاب هو بالانفصام ، فضلا عن وجود عامل الرحمة ، وهي رقة  ولين في القلوب يحولان  دون فتور المودة أو انتقائها . ولا تكون هذه المودة على الوجه الأكمل إلا إذا غطت أو غلبت كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا فيها من قبيل ما  قد يصدر عن أحد الزوجين مما يكون مكروها عند الآخر من أفعال أو أقوال كالنشوز على سبيل التمثيل لا الحصر ، وهو نوع من التعالي  المكروه . ولقد ورد في كتاب الله عز وجل  ذُكر هذا  المكروه في العلاقة الزوجية  في قوله تعالى : (( وعاشروهن بالمعروف  فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) ، وفي هذه الآية الكريمة ما يدل على أن بعض ما يكرهه الزوج  مما يصدر عن زوجته من أفعال أو أقوال، قد يكون فيه خير له ، وهو لا يعلمه  ، وقوله تعالى : (( ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) فيه إغراء للزوج بدرء كراهية فعل أو قول  صادرين عن زوجته ، وليس كراهيته لها كراهية لذاتها ،لأن الأصل أن يكون ارتباطه بها عن مودة ، ولا يمكن أن تجتمع  المودة مع الكراهية  في قلب واحد ، وهما ضدان لا يلتقيان . ومن فضل الله تعالى أن جعل الخير الكثير فما قد يكرهه الزوج من زوجته والعكس يصح أيضا، لأن المكروه قد يصدر منهما معا كما هو الحال بالنسبة للنشوز الذي قال عنه الله تعالى : (( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا )) ، كما قال أيضا : (( واللاتي تخافون نشوزهن )). وترغيب الله تعالى في تجاوز المكروه، بجعل الخير الكثير فيه إنما هو صيانة لنعمة المودة بين الزوجين التي هي من أعظم  مننه سبحانه وتعالى . ومما يرغب في تجاوز المكروه بين الزوجين أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي  منها آخر » ، وهذا يدل على أنه لا يجب تغليب  الخلق المكروه على الخلق المحبوب ، وذلك لكون العلاقة الزوجية في الإسلام قوامها المودة ، وهي أعلى مراتب المحبة،  والتعلق العاطفي الشديد .

 وإذا كانت هذه هي طبيعة العلاقة الزوجية في الإسلام بهذه المتانة ، فإنها  قد لا تسلم من مفسدات نذكر منها ما يلي :

1 ـ تأثر الزوجين بالعلاقة  الزوجية عند أمم غير مسلمة بسبب ما قد يُتوهم فيها من أفضلية على العلاقة الزوجية في الإسلام ، ويحصل هذا التوهم بسبب التقليد الذي مصدره اعتقاد التفوق عند الأغيار ممن احتلوا أرضنا ، واستبدلوا قيمنا الإسلامية بقيمهم  تحت الإكراه والضغظ، ونحن تحت احتلالهم استهدافا  منهم لهويتنا  من أجل طمس معالمها كي نكون تبعا لهم . وهذا التأثر بالعلاقة الزوجية عند الأغيار من أكبر مفاسد العلاقة الزوجية الإسلامية . ولو سلطت الأضواء على ما يعتري العلاقة الزوجية عند المسلمين من اضطراب ، لوجد أن السبب الرئيس هو تأثر المسلمين بالعلاقة الزوجية عند الأغيار ممن خضعنا لسلطتهم يوم كانت أوطاننا الإسلامية محتلة  من طرفهم ، واعتبارها علاقة نموذجية ، وهي أسوأ علاقة  يطبعها النشوز المزمن الصادر عن الأزواج والزيجات على حد سواء ،وهو سبب استفحال ظاهرة الطلاق المفكك للأسر عندنا  . فكم من أسرة مسلمة كانت تعيش حياة هادئة مطمئنة تطبعها المودة  بين الزوجين في بيئتها المسلمة  ، فتحولت إلى جحيم بعدما استقرت في بيئة غير مسلمة ، وتأثرت بقيمها ، واقتبست منها أسلوب الحياة الزوجية المسيطر فيها ، بعدما  استهوتها وقد خدعت بمثاليتها أو بنموذجيتها المتوهمة ، ولم تع خسارتها للحياة الزوجية الإسلامية إلا بعد مرور الوقت، وضياع فرص تدارك صيانتها .

وليست الأسر المسلمة المهاجرة إلى بلاد الأغيار وحدها التي تعرضت للاستلاب الثقافي المؤثر في الحياة الزوجية الإسلامية، بل حتى الأسر المقيمة  في بلاد الإسلام، لم ينج الكثير من هذا الاستلاب بفعل المؤثرات الأجنبية، كما هو الشأن بالنسبة للتأثر بالأفلام على سبيل المثال التي تقدم نماذج حياة زوجية لا علاقة لها بالنموذج الإسلامي ، وهي نماذج صارت في حكم المثالية  عند الكثير منا ، والتي يجب أن تحتذى عندهم ، وما حقيقة ذلك الاحتذاء المنشود سوى ولوج جحر الضب وراء أمم أخرى، وهو ولوج حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولقد صرنا نرى نموذج الحياة الزوجية الغريبة عن بيئتنا الإسلامية هو الغالب مع غياب تام للوعي بخطورته على هويتنا الإسلامية .

2 ـ تغليب العادة على الدين في تدبير الحياة الزوجية، حيث صارت العادة عندنا أصلا ، والدين استثناء . وكم من العادات المفسدة للحياة الزوجية الإسلامية لا ينتبه إليها حتى تنتقض عرى تلك العلاقة الزوجية . ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تغليب عادات حفلات الزواج الماجنة والمستهترة بقيمنا الدينية على الحفلات التي يقرها الشرع ، والتي قد تكون سببا مباشرا في تفكك العلاقة الزوجية بعد فترة قصيرة من نشأتها ،إما بسبب الخسائر المادية المكلفة لمثل تلك الحفلات أو بما ينشأ بسببها  من خلاف  بين الأسر المتصاهرة، خصوصا إذا كانت مستوياتها المادية متفاوتة  وعادلتها مختلفة ومتضاربة .

3 ـ الانخراط في العلاقة الزوجية دون قناعة صادقة بخوض تجربة الحياة الزوجية الإسلامية ، وتذكر كمثال لا يراد به الحصر أيضا أن يكون الزوج متدينا شديد التدين ، وتكون الزوجة رقيقة التدين أو العكس ، فيضطر الواحد منهما إلى مداراة الآخر ، وإظهار التدين المغشوش أمامه الذي سرعان ما ينكشف أمره ، فيكون سببا في انفصام الميثاق الغليظ . ومن أمثلة ذلك أن تقبل الزوجة ارتداء الزي الإسلام على مضض  رغبة في الزواج من زوج متدين لها في الزواج منه مصالح، لكنها سرعان من ينكشف أمرها، فتسوء العلاقة بينها وبين زوجها ، وقد تنتهي إلى انفصام عروة الحياة الزوجية بعد وقت قصير أيضا .  وما قيل عن الالتزام بالزي يقال عن الالتزام بأداء الشعائر الدينية الذي يكون متكلفا فقط ، وسرعان ما ينكشف أمره بالنسبة لأحد الزوجين ، فيكون سببا في إفساد العلاقة الزوجية .

4 ـ احتفاظ  الأزواج بأسرار قد يؤدي انكشافها بعد الانخراط في الحياة الزوجية إلى فسادها ، ونمثل لذلك  دون حصر بأسرار علاقات غير شرعية سابقة لأحد الزوجين أو لهما معا ، لم يقع تكاشف بينهما في شأنها قبل الارتباط ، فيصير الكشف المتأخر عنها بمثابة غدر وخيانة ، وتفسد بذلك مودة  الحياة الزوجية . وهناك أسرار أخرى قد تكون أسوأ من تلك العلاقات يحسن بالأزواج الكشف  مسبقا عنها من أجل بناء ثقة  بينهم  منعا فيما بعد الارتباط لكل الشكوك المفسدة للعلاقة الزوجية بعد مرور مدة زمنية عليها .

5 ـ سيطرة تبعية العلاقة الزوجية لتأثيرات العائلات المتصاهرة بحيث يظل أحد الزوجين رهينا بتقاليد وأعراف عائلته ، مع الولاء الكامل لها، الشيء الذي يمنع استقلال بيت الزوجية ككيان قائم بذاته بعيدا عن التبعية أو الانصهار في الكيانات العائلية التي تكون مختلفة عن بعضها ، وفي بعض الأحيان  قد تكون  بينها صراعات  حادة تصل حد القطيعة والعداء ، وهي مما يفسد الحياة الزوجية . وقد تقع الزوجة في وهم تقليد أمها أو والدها التقليد الأعمى ، كما أن الزوج قد يقع في تقليد والده أو والدته ، فيتحول بيت الزوجية بينهما إلى بيت مستنسخ يتعذر معه السير العادي للحياة الزوجية السوية شرعا ، ومما يزيد الطين بلة أن تكون النماذج المستنسخة فاشلة أصلا  .

6 ـ تغليب الأمور المادية على مودة  العلاقة الزوجية بحيث تسير سيرها الطبيعي مع توفر الماديات  بينما تسوء بسبب غيابها ، ونمثل لها دون حصر كذلك بكثرة مطالب الزوجة التي لا تراعي إمكانات الزوج المادية ، فيكره منها ذلك ، ويكون سببا في فراقهما ، وتفكيك عش الزوجية . وقد يحصل من الزوج طمع في مال الزوجة أو في مرتبها ، وبمجرد قطع الطريق على طمعه، تسوء العلاقة بينهما، وينتهي الزواج بمأساة طلاق قد يكون الأبناء ضحاياه .

7 ـ  تباين الأمزجة  المسبب لخلافات لا نهاية لها في بيت الزوجية ، ونمثل لذلك دون حصر بالمزاج الحاد لأحد الزوجين بحيث لا يمكن لأحدهما تحمله أو الصبر عليه ، أو يكون ذلك المزاج مشتركا  بينهما ، فيتعذر استمرار حياتهما الزوجية .

8 ـ اختلاف المستويات الفكرية والثقافية بين الزوجين ، الشيء الذي يترتب عنه نشأة عقد الشعور بالدونية عند أحد الطرفين ، وتكون هذه العقدة  أحيانا مزمنة عندما يكون مستوى الزوج دون مستوى زوجته ، فيحاول تجاوز عقدته بفرض سلطته  الذكورية على زوجته انتقاما لكرامته التي يعتبرها ممتهنة في نظره بسبب الفارق الفكري أو العلمي أو الثقافي  بينه وبين زوجته .

9 ـ اختلاف المستويات المعيشية  بين أهل الزوجين ، الشيء الذي يترتب عنه شعور أحد الطرفين بالدونية ، خصوصا إذا كان الطرف الآخر يستغل تفوق مستواه المعيشي من أجل السيطرة والتحكم ، فيصير الطرف الأدنى مستوى في حكم القن أو الخادم ، بينما يصير الطرف الأعلى مستوى سيدا ومتحكما ، الشيء الذي ينسف العلاقة الزوجية  من أساسها نسفا .

10 ـ  سيطرة الشكوك والارتياب بين الزوجين بدافع الغيرة بناء على مجرد ظنون  في غالب الأحيان ، ونذكر على سبيل المثال دون حصر أيضا أن يكون أحد الزوجين على جانب من الحسن أو الوجاهة ، ويكون ذلك مثيرا للأنظار، فتكون هذه الأخيرة مثار قلق الآخر الذي يخشى من ضياع  رفيق أو رفيقة العمر منه . وكم من سلوك غير مقصود من أحد الزوجين  قد يكون مجرد تحية عابرة  أو كلمة مجاملة أو ابتسامة لا يلقى لها بال قد اقتضاها حال أو مقام عابر، فيسيء الآخر تفسيرها ، أو تأويلها ، فتعود بما لا تحمد عقباه على الحياة الزوجية .

ولو شئنا الاسترسال في سرد مفسدات الحياة الزوجية لطال بنا الحديث طولا مملا ، لهذا نكتفي بما سردها منها وكفى بهذه العشرمهلكات ، ونسأل الله تعالى أن يقي الأسر المسلمة منها

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *