Home»International»إجتهاد الاوقاف في زمن الجفاف. تيمموا تغنموا

إجتهاد الاوقاف في زمن الجفاف. تيمموا تغنموا

1
Shares
PinterestGoogle+

إجتهاد الاوقاف في زمن الجفاف.

تيمموا تغنموا.

 عبد الحفيظ كورجيت

حدّثنا الخطيب، في الجمعة الماضية، عما يتهدد البلاد من أخطار جراء انحباس الأمطار ليخثنا على الاجتهاد في إقتصاد الماء بنفوس راضية حفاظا على الفرشاة المائية . جلسنا و كلنا ٱذان صاغية نتابع ما يقرا الخطيب دون تساؤل أو تذمر كي لا نقع في المحظور فتصير جمعتنا لاغية. كلنا يعلم ان خطيبنا يردّد علينا دون أن يريد، ما وصله عن طريق البريد من خطة/ خلطة التوفيق في التوفير.

دعانا خطيبنا إلى الحفاظ على الماء في الوضوء و الاستنجاء: أو ليس التبذير في كل شيء حرام حتى لو تعلق الامر بمقدار الماء المستعمل في الحمام؟

من دبج الخطبة احتاج إلى الرياضيات ليقنع المتوضئين و المتوضئات بضرورة كتم أنفاس الحنفيات، فراح ينجز العمليات الحسابية ليبين لنا عدد المدود و الصيعان الممكن توفيرها في حال اتباع اجتهاد الأوقاف و فتوى وزيرها.

و لكي يكتمل الاستدلال و يتحقق الإقناع كان لا بد من إيراد ما روى الحاكم و صحح الذهبي في مشروعية الوضوء بمد و الغسل بصاع.  .

فهمنا من الخطبة أن الاقتصاد في الوضوء من الدين، خاصة حين يساهم في ملإ مسابح المحظوظين .و يبقى على المؤمنين اعتبار تطوعهم هذا صدقة ينالون بها أجرين: أجر توفير الماء في البيوت و الميضئات و أجر تيسير السباحة لأصحاب القصور و الفيلات.

و أنا انصت باهتمام إلى خطة الحفاظ على الماء المرتكزة على الحمام سهوت, و أرجو أن لا أكون قد لغوت , فراودتني فكرة بنيّة أتمناّها صادقة، ان يتبرع أكبر عدد من العباد بحصصهم من الأصوع و الأمداد لكبراء البلاد.

ولتكن ملحمة الماء فرصة لتلاحم المغاربة وفاء لتاريخهم في التضحية و نكران الذات. و لتكن المناسبة فرصة لتأكيد إحدى البديهيات الموروثة: الدهماء تُدعى دائما للتضحية و الإيثار بينما يسعى الدهاة إلى سبل الحظوة و الاثراء.

………..

يحكى أن الخطبة المقبلة ستكون عن بركات شجرة الأفوكا. و لعل خبير الرياضيات يكون حاضرا في صياغة هذه الخطبة بالذات ليحسب لنا عدد الأمتار المكعبة التي تضيع في الضيعات.

 قد يحتاج إلى الاستدلال هذه المرة بمثل:  » رب ضارة نافعة » ليقنعنا بجواز أن تضرّ هنا إن كانت تنفعُ هناك و بكراهة الخوض في المسائل الخلافية حول امور الفاكهة و ما يخص علاقة التصدير بالتبذير . و ربما دعانا إلى تجنب الحديث عن الحلال و الحرام حين يتعلق الأمر بمسألة توفير الفواكه المفضلة لدى أبناء العام سام.

 عدت إلى البيت و أنا موقن بان في الأمر شيء غلط في تناول الأسباب و معالجة النتائج. كيف تم التركيز على ماء الوضوء فقط؟ و لأنني » اقوبّاني » كما يقول إخواني الخولاليون فقد استعنت بغوغل لأستذكر ما مرّ بذاكرتي حول أسباب انحباس المطر ليسعفني محرك البحث بالٱية الكريمة’ « وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا [الجن:16].

 » و حين بحثت عن تفسيرها كانت النتيجة: 

 الناس لو استقاموا على الطريقة التي رسم الله لهم من اتباع الشرع وطاعة الأوامر وترك النواهي لأسقاهم الله الغيث الكثير الذي ينفعهم في حروثهم وفي آبارهم وفي سائر شئونهم.ولكن بسبب التفريط والإضاعة والتساهل قد يؤخذ الناس بأنواع العقوبات التي منها الجدب »

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *