Home»National»الإعلامي العربي المغترب محمد نبيل يرصد بدقة تموجات المشهد الإعلامي المغربي والعربي

الإعلامي العربي المغترب محمد نبيل يرصد بدقة تموجات المشهد الإعلامي المغربي والعربي

0
Shares
PinterestGoogle+

الإعلامي العربي المغترب محمد نبيل يرصد بدقة تموجات المشهد الإعلامي المغربي والعربي  في حوار هام  :عزيز باكوش
محمد نبيل من الأطر الإعلامية المغربية المقيمة في ألمانيا ، طلق تدريس الفلسفة، قبل أن يهاجر إلى كندا، بحثا عن أفق للحلم بحرية، ويعمل صحافيا مع العديد من المؤسسات الإعلامية العربية والدولية في كندا وروسيا و بريطانيا و ألمانيا، من بينها فرنسا 24 و روسيا اليوم و البي بي سي و صوت ألمانيا.

حاوره: عزيز باكوش

·    هناك نزوع تلفزيوني خطير يهدد الجيل الصاعد، و يمكن أن يحوله إلى آلة متحركة، تقول ما لا تفهم، وتتكلم دون لغة، وتمارس العبث بمعناه السلبي.

·    يعرف التلفزيون المغربي مسارا انتكاسيا بأثر رجعي منذ النشأة عام 1962. فعلى مدى 46 سنة من البث والى الآن، لم يفلح هذا الأخير في تصدير منتوج فني واحد خارج الحدود. كيف تنظر كإعلامي إلى هذا القصور ؟

 محمد نبيل :الحديث عن التلفزيون المغربي لا يستقيم دون الرجوع إلى تاريخه و مساراته المرتبطة بسلطة الدولة. فالتاريخ يقول، إن التلفزيون المغربي منذ لحظة التأسيس، كان جهازا في يد الدولة، تبرر من خلاله ممارساتها و سياساتها العامة في البلاد. هناك نظرية تهتم بالتلفزيون، وتدرس في كبرى الجامعات الدولية، و هي تتناول بالتحليل إشكالات هذه الشاشة العجيبة، وأبعاد اشتغالها اجتماعيا و سياسيا و ثقافيا.
 
يظل التلفزيون صناعة و إبداعا واشتغالا على الصورة، وما يرافق هذا الأمر من معاني أخلاقية و مهنية وتقنية. أما تخلف التلفزيون المغربي عن التطورات الحاصلة في عالم الصورة وتكنولوجيا الإعلام، فيعود إلى أسباب متشابكة ومعقدة، يجسدها غياب الوعي بضرورة استقلالية التلفزيون ، ودوره في المساهمة في بناء شخصية الفرد المغربي.

يعد التلفزيون حاليا، جزءا من محيطنا الاجتماعي، أبينا أم كرهنا. صور التلفزيون أصبحت تتحكم في مشاعر الناس الجماعية، وفي تغيير السلوكيات الفردية والجماعية، فهي تقيد، حسب التوجه النقدي للتلفزيون، طاقات الفرد في التخيل والحلم والتذكر، ولذلك لا مناص من تفكيك إنتاجه وإشكالاته، و فهم دوره حتى لا نكون خارج منطق التاريخ.
 التلفزيون المغربي في حاجة إلى تغيير من الداخل، يفك الارتباط أولا مع السياسة كحقل رسمي، ويهدف إلى المهنية كأفق حامل لكل الأبعاد الاجتماعية. التغيير من داخل التلفزيون المغربي، سيسمح بإعادة تأسيس مشروع خاص بصورة مغربية حديثة، تراعي البعد المحلي و الكوني، وفق قواعد علمية تستحضر طبيعة العمل الصحفي بكافة مراحله وأبعاده وأدواره المجتمعية، وتبعد الرهانات السياسية الظرفية، وهذه ليست فقط مسؤولية أصحاب القرار السياسي، بل هي مسؤولية النخبة و الفاعلين الاجتماعيين و المهتمين والمهنيين .

·    أخطاء العرب مع المطبعة، يكررونها هنا والآن مع الإعلام الفضائي ،  إسهال في تخصيب  الفضائيات،  هيمنة الإعلام الدعوي ، ونشوء القنوات الإباحية ، هذه التناقضات كيف تلتقطها  كباحث وكإعلامي مغترب ؟

محمد نبيل :هناك طوفان من الجهل و التجاهل بطبيعة الحقل الديني و تميزه عن المجال الصحفي عموما. علاقة الإعلام والإيديولوجيا علاقة معقدة، وتزداد تعقيدا في مغرب اليوم، حيث التلفزيون مازال لم ينخرط بعد في عملية البناء المجتمعي، عن طريق بناء الفرد – المواطن، الذي يواجه في رأيي تحديات عدة قد تعصف بوجوده كليا. الأمر لا يتعلق بصنع « مواطن » يمارس الضجيج، بالمعنى البلاغي لكلمة ضجيج.
التلفزيون في البلدان المتقدمة يساهم في بناء العقل، بالمعني الواسع لمفهوم العقلانية. الأرقام الأخيرة تتحدث عن إدمان جزء كبير من المغاربة على مشاهدة للتلفزيون، وهو أمر له انعكاسات سلبية على شخصية المغربي و ثقافته و حتى همومه اليومية. الوجه السلبي ينتشر ويزداد ـ في رأي المحلل و المراقب ـ عندما يتم فحص و تفكيك جداول البرمجة في القنوات المغربية. وكمهتم ومتابع للشؤون المغربية، هناك نزوع تلفزيوني خطير يهدد الجيل الصاعد، و يمكن أن يحوله إلى آلة متحركة، تقول ما لا تفهم، وتتكلم بدون لغة، وتمارس العبث بمعناه السلبي.
 

·    هل بالإمكان الحديث عن إستراتيجية للإعلام العربي الفضائي في ظل تناسل مرعب، وقنوات مفرد بصيغة الجمع ؟

محمد نبيل :الإعلام في البلدان العربية هو جزء لا يتجزأ من البنيات الاجتماعية في هذه البلدان، و بالتالي التحدث عن مجال الشاشة التلفزيونية، بما تحمله من دلالات و أبعاد ثقافية و اجتماعية وسياسية، مادية و رمزية ، لا يستقيم إلا في إطار مقاربة شمولية تراعي حركية هذه المجتمعات وطبيعة الفعل الإعلامي و التواصلي.

نعرف جميعا، أن الإعلام الفضائي ظاهرة مازالت في بدايتها، لكنها تصنع و تنتج ظواهرها العادية و المرضية بالمعنى السوسيولوجي . لابد من التساؤل، لماذا تنتشر الفضائيات عربيا وفي هذا الظرف التاريخي بالضبط ؟ لماذا يشاهد المواطن الألماني مثلا  أكثر قنواته الوطنية و الجهوية قبل القنوات الأجنبية ؟ كيف يمكن أن نخطط لإستراتيجية إعلامية معينة، إذا لم تكن هناك خطط و مشاريع مجتمعية ؟
أكيد أن الوضع يحتاج إلى وقفات تأملية ، أمام أزمات التأخر التاريخي، الذي يطبع يوميا عالم المجتمعات العربية.

·    برأيك ، كمهتم بالسينما، هل لهذه الأخيرة مستقبل في ظل نغمة  تحرير المجال الإعلامي بشقيه . وفي ظل نقلة نوعية خجولة للسمعي البصري بالمغرب ؟

محمد نبيل :لابد في البداية، من التساؤل من جديد عن طبيعة و كيفية تحرير المجال الإعلامي في المغرب. الإعلام علم نظري وممارسة، قبل أن يكون جهازا معينا. لابد من إعادة تأسيس المجال الإعلامي وفق قواعد مضبوطة، لا يؤثر فيها حقول أخرى، تجعل الإعلام يخرج عن وظيفته و طبيعته و حتى عن خصائصه.
 الإيديولوجيا كالفأرة تدخل في كل الثقب، لكن هذا لا يمنع من الدفاع عن استقلالية الفضاء الإعلامي قانونيا و مهنيا و أخلاقيا. أما قضية السينما في المغرب أساسا، فهي تتأثر بتحولات المجال الإعلامي . أكيد أنه لدينا مساهمات و أفلام مغربية جيدة تغني الفيلموغرافيا المغربية، (وليس لدينا سينما مغربية ) ، و الآن يراهن المسؤولون على كم وإنتاج أكبر من الأفلام، لكن و حسب تتبعي للشأن السينمائي، وحضوري لبعض المهرجانات، و اهتمامي بالمجال منذ أكثر من 15 عاما، أجد أن الرهان على الكم و خطط سياسة التشجيع ،على الرغم من بعض جوانبها الإيجابية، لا تبدو حلا سحريا لتطوير المجال. السينما إبداع يستند قبل المال، على خلفية فكرية وثقافية، و كذلك على المخيلة . يجب في رأيي، النظر إلى الأمور من هذه الزاوية، في إطار مقاربة ثقافية و مجتمعية شمولية. الإمكانات المالية، لا تصنع لوحدها الصورة السينمائية ذات البعد الجمالي والفني الأصيل. قضية السينما في المغرب، تظل من ناحية ، رهينة الحركية المجتمعية و التحولات التي تطرأ على بنيات المجتمع المغربي، ومن ناحية ثانية، مرتبطة بحضور أو غياب البنية التحتية اللازمة، و أعني هنا التكوين السينمائي. هناك تكامل بين كل هذه العناصر الواردة، لكن وفي غياب الإبداع الأصيل و المتواصل، المعبر عن الشخصية المغربية المتميزة، والذي يضيف قيمة ثقافية وفنية وجمالية نوعية،  يظل جل « الإنتاج الفيلمي المغربي الحالي « ، ظرفي يطويه النسيان، ولا يساهم في دوره الثقافي عموما.

·    كإعلامي مغترب، كيف ترى النقاش الدائر حول الهجرة و الإعلام في المغرب؟

محمد نبيل :يقول مصطفى سعيد، بطل رائعة الروائي السوداني الطيب صالح  » موسم الهجرة إلى الشمال  » ، وهو يخاطب سيدة انجليزية :  » ولكن إلى أن يرث المستضعفون الأرض، وتسرح الجيوش، و يرعى الحمل آمنا بجوار الذئب، ويلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر، إلى أن يأتي زمان السعادة و الحب هذا، سأظل أنا أعبر عن نفسي بهذه الطريقة الملتوية  » . الهجرة قضية تؤرق السائل، و هي حابلة بالمتناقضات و على رأسها متناقضات الهوية . لا يمكن أن نفك عقدة المهاجر، إذا لم يفك المهاجر عقده التاريخية، و أن يكون الغير الأوروبي، على وعي بأن التجاور بمعناه الفلسفي، هو السبيل للتعايش وليس شيئا آخر. النقد المزدوج، يجب أن يكون نهجا ومنهجا، لإخراج المهاجرين المغاربة والعرب من عزلتهم.  أما دور الإعلام في هذا الجدل، فيبقى ضروري جدا، لكن كيف يتحقق ذلك، و الإعلام المغربي مازال لم يعلن بعد لحظة إعادة تأسيسه. فالغريق لا يتمسك بالغريق.         حاوره :عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبدالقادر الفلالي- كندا
    14/11/2008 at 10:58

    كنا في سن المراهقة حينما نرى التلفاز نقول » هيهات ثم هيهات المشارقة مثقفون وواعون، أين نحن منهم ، أنظر إلى الحضارة!!!! » ثم مكثنا في الخليج والشرق الأوسط 8 سنوات اكتشفنا خلالها أننا كنا مجحفين في حق وطننا وفي حق أدبائنا وفي حق دعاتناوفي حق أخواتنا. ببساطة كانت الصدمة. ثم انتقلنا إلى كندا دولة ضمن منظومة الثمانية الأكثر تصنيعا ثم صُعقنا في المتناقضات وجلسنا مع أطر مغربية تنتقد بدورها مثلا الإعلام أو الخدمات الكندية لكنها لاتتجرأ نقله للمغاربة. كنا جالسين مع بعض المشارقة في مقهى و كنا نناقش الوضع في المغرب فإذا بإطار سام مغربي يقول » والله نحن في المغرب شهادة الحياة يجب أن تحضر فيها 12 شاهدا وتدفع رشوة من أجل الحصول عليها ثم ثم ثم …. » لم أتمالك نفسي وقلت له في أي كوكب وقع هذا، قال في المغرب »
    أدركنا أننا نعاني عقدا حينما نهاجربلدنا ونحقد على هذا الوطن العزيز، ونقسى عليه بل ونخلق ظواهر بل نؤكدها حتى يصدقنا الجميع.
    برامج إعلامية مغربية لم يشهد لها نظير في أية قناة: وسوف أمزج برامج بعض القنوات : زاوية كبيرة، إضاءات، مشاريع، اختراعات (الذي وجدت صينيين هنا يسجلون حلقاته ويترجمونها ويحفظونها في أقارص مدمجة)، قضايا الإسلام، مشارف، تيارات، مابين السطور، مداولة، رهانات مجتمع… وبرامج أخرى تحاكي العقل والإبداع لم أرى لها مثيلا أوحتى تقاربا في الحبكة في قناة عربية أو حتى أجنبية مثلا مسابقة القرآن الكريم في شهر رمضان والنجاح الذي تحققه.
    حين الحديث عن العالم العربي لايجب إقحام المغرب في هذه المعادلة. كما أكد ذلك مفكرنا وأديبنا العروي » إن المغرب يعيش في جزيرة بعيدة كل البعد عن العالم العربي.
    السينما المغربية تعرف نجاحا لانظير له، الفلم المغربي يحرز الجائزة الأولى في مهرجان دمشق والأولى في مهرجان القاهرة لأن التحكيم دولي والأعمال السينمائية تنطلق من تراكم مجتمعي وثقافة مستوحاة من واقع معاش.

    ما يمز الغرب عنا هو براعتهم في تسويق أنفسهم وبضاعاتهم دون مركب نقص. أفخر بالإعلاميين المغاربة والدعاة المغاربة والمدرسين والأساتذة المغاربةوالأدباء المغاربة …الذين هم داخل المغرب وبما أوتووا من إمكانيات يصنعون معجزات

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *